icon
التغطية الحية

رونالدو وفرصته الأخيرة في مونديال قطر.. فهل يقتنصها؟

2022.07.23 | 14:33 دمشق

كريستيانو رونالدو
سيدخل رونالدو كأس العالم وقد بات على مشارف الثامنة والثلاثين من عمره وكأس العالم ما زال مستعصياً عليه
إسطنبول - هاني العبد الله
+A
حجم الخط
-A

يدرك الأسطورة البرتغالية كريستيانو رونالدو أن مونديال قطر، سيكون الفرصة الأخيرة له للتتويج بكأس العالم لأول مرة في مسيرته وتاريخ البرتغال.

سيدخل كريستيانو رونالدو كأس العالم وقد بات على مشارف الثامنة والثلاثين من عمره، ما يجعله متحفّزاً لبذل قصارى جهده لقيادة منتخب بلاده للفوز بأمجد الكؤوس، لتكون تلك البطولة العريقة مسك الختام في مسيرة "الدون".

حقق كريستيانو رونالدو إنجازاتٍ فردية وجماعية، فهو أفضل لاعب في العالم خمس مرات، وفاز مع البرتغال بيورو 2016، لكن كأس العالم ما زال مستعصياً عليه.

أوراق رابحة

البرتغال أو ما تعرف بـ "برازيل أوروبا"، لها خبرة طويلة في كؤوس العالم، حيث تشارك للمرة الثامنة في المونديال، والسادسة على التوالي.

لا يخفى على أحد أن رونالدو هو الورقة الرابحة للمنتخب البرتغالي، فرغم تقدمه بالسن، فإنه ما يزال يملك قدرة تهديفية كبيرة، ويستطيع دوماً خلق المشكلات للخصوم وخطوط دفاعها.

قوة البرتغال لا تقتصر على "الدون" فقط، بل يمتلك المنتخب نجوما في مختلف الخطوط، ويلعبون في كبرى الأندية الأوروبية.

يوجد في خط الهجوم الى جانب كريستيانو، كل من دييجو جوتا، وجواو فيليكس، ورافاييل لياو، وأندريه سيلفا.

يساند المهاجمين خط وسط قوي، على رأسه كل من برونو فرنانديز، وبرناردو سيلفا، وجواو موتينيو، ودانيلو بيريرا.

منتخب البرتغال
كريستيانو رونالدو مع المنتخب البرتغالي

كذلك يمتلك منتخب "برازيل أوروبا" ظهيرين رائعَين، هما جواو كانسيلو في الجانب الأيمن، ورافايل غيريرو في الجانب الأيسر، ما يعطي زخماً هجومياً أكبر للمنتخب، من خلال إجادتهما تأدية الواجب الهجومي ببراعة.

المدرب سانتوس أحد الأوراق الرابحة أيضاً للبرتغال، فهو يدرب المنتخب منذ ثماني سنوات، وقاده للتتويج بيورو 2016.

الاستقرار الفني الذي يعيشه المنتخب البرتغالي، ساعد المدرب على انتقاء التشكيلة الأفضل، وأعطاه الفرصة لضم لاعبين شباب والعمل على تطويرهم.

استطاع "سانتوس" تحرير المنتخب من تبعية رونالدو، والدليل أن البرتغال حققت يورو 2016 في غياب "الدون" الذي أصيب مبكرًا في النهائي.

هل يؤثر كريستيانو رونالدو بشكل سلبي على زملائه؟

رونالدو لاعب مهم للبرتغال، فهو قادر على صنع الفارق في أي مباراة، إلا أنه في الوقت نفسه قد يكون نقطة ضعف للمنتخب.

رغم وجود نجوم بارزين في المنتخب، أمثال فيرنانديز وسيلفا وفيليكس وجوتا، لكن هناك شعور بأنه عندما يلعب رونالدو، فإن الأضواء تُسحب من اللاعبين الآخرين وتسلّط عليه، لأنهم يشعرون أنه يتعيّن عليهم دائماً تمرير الكرة "للدون"، بدلاً من فعل ما يريدونه أو ما يخدم الفريق.

وحين غاب رونالدو في أكثر من مباراة، بدا أن المنتخب كان أكثر تحرراً، وبرزت مهارات اللاعبين والروح الجماعية، واستطاعوا تحقيق عدة انتصارات من دون كريستيانو.

يعيب منتخب البرتغال بشكلٍ واضح، عدم وجود بدلاء أكفاء لنجوم الصف الأول، ولذا ليس هناك خيارات كثيرة أمام المدرب، لإيجاد حلول خلال المباريات وقلب النتيجة.

الدفاع يعتبر نقطة ضعف أخرى لدى البرتغال، حيث يعاني المدافعون من البطء في التحرّك، ولا يملكون السرعات المناسبة، للتعامل مع سرعات خطوط هجوم الخصوم، كما أن بيبي وفونتي يعيبهما التمركز السيئ في أحيانٍ كثيرة، وهو ما يزيد الطين بلّة.

رغم مهارة الظهيرين اللذين تمتلكهما البرتغال (كانسيلو وغيريرو)، فإنهما يميلان أكثر إلى الهجوم، ولذا ينسيان واجباتهما الدفاعية، ما يعطي الفرصة للخصم لشن هجمات معاكسة وتشكيل خطر.

طريق سالكة مؤقتاً

البرتغال وقعت في مجموعة تبدو سهلة وفي متناول رفاق رونالدو، حيث ستكون أولى المواجهات أمام غانا، التي لم تعد ذلك المنتخب القوي، الذي أثار إعجاب الجميع في مونديال 2010، ولذا فالبرتغال أقرب إلى الفوز في اللقاء.

ثاني مباريات "برازيل أوروبا" ضمن المجموعة الثامنة، ستكون أمام الأورغواي، في مواجهةٍ تفوح منها رائحة الثأر، فالأخيرة أقصت المنتخب البرتغالي من مونديال روسيا من الدور الثاني، لكن المواجهة أقرب الى التعادل.

ختام مواجهات البرتغال ستكون أمام كوريا الجنوبية، التي طردت ألمانيا (حاملة اللقب) خارج مونديال روسيا، ورغم ذلك تبدو البرتغال الأقرب إلى الفوز وخطف صدارة المجموعة.

رفاق رونالدو سيواجهون غالباً في الدور الثاني سويسرا، التي تأهلت مباشرةً لمونديال قطر، وتشارك في نهائيات كأس العالم للمرة الخامسة على التوالي.

المباراة ستكون صعبة على البرتغال، وقد تذهب لشوطين إضافيين أو لركلات الترجيح، لكن عامل الخبرة والحافز لدى رونالدو لاغتنام الفرصة الأخيرة وصناعة التاريخ مع منتخب بلاده، يجعل البرتغال الأقرب إلى بلوغ الدور ربع النهائي.

منتخب البرتغال 1
كريستيانو رونالدو في بطولة أمم أوروبا

نهاية الحلم

بالنظر إلى مسار المنتخبات المشاركة في الأدوار الإقصائية، فإن البرتغال ستصطدم غالباً مع بلجيكا، ثاني أفضل منتخب في العالم، وصاحبة المركز الثالث في كأس العالم بروسيا.

تاريخياً تتفوق بلجيكا على البرتغال في المواجهات الرسمية، حيث تقابل المنتخبان سابقاً في تسع مواجهات، فاز خلالها المنتخب البلجيكي في 4 مواجهات، في حين فاز المنتخب البرتغالي في مباراتين، وحسم التعادل نتيجة 3 لقاءات.

رغم الحافز لدى رونالدو ورفاقه للثأر من زملاء هازارد الذين أطاحوا بهم من يورو 2020، لكن بلجيكا تمتلك لاعبين أكثر مهارة وسرعة، ولديهم انضباط في الملعب، ومن خلفهم الحارس العملاق كورتوا.

في ضوء تلك المؤشرات، يبدو أن مسيرة البرتغال لحصد أول كأس عالم في تاريخها، ستنتهي في دور الثمانية، ما يعني أن رونالدو قد يعتزل كرة القدم نهائياً، قبل أن يحقق حلمه في حصد لقب كأس العالم.