icon
التغطية الحية

خلال ثلاثة أشهر.. قرارات تركية "مهمة" تخلص اللاجئين السوريين من "كابوس السماسرة"

2022.02.09 | 07:52 دمشق

laayaaya-logo.jpg
وزير الداخلية التركي سليمان صويلو يتلقي بسوريين (تلفزيون سوريا)
إسطنبول - آية سلطان
+A
حجم الخط
-A

في ظل ما يعانيه السوريون في تركيا في الآونة الأخيرة من عنصرية متزايدة تجاههم وخطاب استغلالي من قبل الأحزاب التركية المعارضة يحض على الكراهية نحوهم، في محاولة منهم لاستجداء أصوات الناخبين قبل الانتخابات العام المقبل، تحاول الحكومة التركية تقريب وجهات النظر مع اللاجئين السوريين وتوفير ظروف أفضل لهم عبر لقاءات واجتماعات والبحث في إمكانية إصدار قرارات تخفف من معاناتهم.

وآخر هذه الاجتماعات كان، أمس الثلاثاء، بحضور وزير الداخلية التركي سليمان صويلو الذي عقد اجتماعاً مغلقاً في إسطنبول، مع عدد من الشخصيات السورية المؤثرة والفاعلة في تركيا، وبحضور مدير الهجرة العامة سافاش أونلو ووالي إسطنبول علي يرلي كايا.

ووصف بعض الشخصيات الاجتماع بأنه من أفضل اللقاءات مع الوزير التركي، وتمت مناقشة قضايا اللاجئين السوريين وتقديم طلبات تخص السوريين بعيداً عن الطلبات الخاصة للحاضرين على عكس الاجتماعات السابقة، إضافة إلى تصريح الوزير التركي بتقديم مجموعة من القرارات المهمة للسوريين في تركيا.

قرارات مهمة

وبحسب الدكتور مهدي داود، رئيس طاولة الحلول التي تعنى بحل مشكلات السوريين لموقع "تلفزيون سوريا"، فإن أهم القرارات التي سيتم العمل بها هو قرار وزير الداخلية بإلغاء طلب جواز سفر ساري المفعول لتجديد الإقامات السياحية للسوريين، إضافة إلى منحهم إقامات طويلة الأمد.

وسيسهم القرار الجديد، إذا صدر، في إنهاء معاناة اللاجئين في تركيا من تجديد جواز السفر في قنصلية النظام في إسطنبول التي أصبحت مقصد مئات آلاف السوريين الموجودين في جميع الولايات التركية من أجل إخراج وثائق ثبوتية في مقدمتها جواز السفر بهدف تجديد إقاماتهم.

وتزايدت هذه الأزمة في الأشهر الأخيرة، وشكلت عائقاً أمام حاملي الإقامة السياحية في تجديد إقاماتهم التركية، على الرغم من دفعهم مبالغ طائلة للحصول على جوازات سفر سورية قد تصل إلى حد 800$ بسبب "انقطاع الورق المخصص للدفاتر" في العاصمة دمشق، إذ يتطلب تجديد الإقامة السياحية في تركيا جواز سفر ساري المفعول لأكثر من عام، وهو ما تشترطه إدارة الهجرة.

 

سي.jpg
تلفزيون سوريا

 

وأوضح داود وجود جملة من القرارات الأخرى التي ستتخذها الداخلية التركية، منها وجود "تعليمات تقتضي مراجعة ملفات الحصول على الجنسية التركية المبطلة ومتابعة الملفات المتوقفة"، إضافة إلى تسهيلات متعلقة باستخراج أذونات العمل للسوريين.

كما أفاد بوجود قرار يقضي بتحديث البيانات عبر تطبيق "e-davlet" لحاملي بطاقة الحماية المؤقتة "الكيملك"، والإقامات السياحية من السوريين، وسيتم تطبيقه خلال أيام وفقاً لوعود وزير الداخلية التركي، مما سيوفر كثيراً من الجهد والوقت والانتظار في الحصول على موعد.

وكان على حاملي بطاقة الحماية المؤقتة تحديث البيانات عند الزواج أو الطلاق أو الوفاة أو الولادة أو تغيير العنوان أو أي معلومات متعلقة بالاتصال أو غير ذلك، بعد الحصول على موعد تحديث بيانات، بعد انتظار يقارب الشهرين.

وأشار داود إلى قرار تشكيل هيئة استشارية تجتمع كل شهر مرة، وهيئة أخرى مصغرة مكونة من سبع شخصيات سورية وسبع شخصيات تركية لمناقشة ومتابعة مشكلات وقضايا السوريين بشكل دوري، وهو ما اعتبره بداية لما يطالبه السوريون منذ سنوات.

إيجابيات القرار

وحول إيجابيات القرارات التركية، اعتبر داود أن هذه القرارات "ستنهي كابوس السماسرة للسوريين"، موضحاً أنه في حال تم تنفيذها بسرعة، لن يضطر السوريون إلى زيارة قنصلية النظام السوري لاستخراج أوراق رسمية جديدة، ودفع مبالغ طائلة مقابل الرسوم والمواعيد.

كما أكد أنه لن يكون هناك حاجة لحاملي بطاقة الحماية المؤقتة من السوريين إلى حجز أي موعد لتحديث البيانات والانتظار لساعات أمام مبنى دائرة الهجرة، وذلك سيخفف عنهم جملة من المشكلات التي كانت تحدث، مشيراً إلى أن صويلو صرح بـ "وجود اجتماع آخر بعد مرور ثلاثة أشهر وهي المدة التي سيتم تنفيذ وتطبيق القرارات فيها".

ويتجاوز عدد السوريين المقيمين على الأراضي التركية الأربعة ملايين شخص، بحسب دائرة الهجرة التركية، يحمل معظمهم بطاقة الحماية المؤقتة المعروفة بـ "الكيملك"، بالإضافة إلى وجود قسم كبير من السوريين حاملي بطاقة الإقامة السياحية التي تتيح لهم حرية التنقل والسفر داخل تركيا وخارجها.

منصة "جيمير"

وتحدث داود عن عزم الحكومة التركية على إطلاق منصة للسوريين، تشبه منصة جيمر التركية "cimer" مركز اتصالات رئاسة الجمهورية، حيث تعتبر واحدة من أبرز وسائل التواصل وتقديم الشكاوى بين المواطنين الأتراك والمقيمين في تركيا ومكتب رئاسة الجمهورية فيها، وخلال مدة أقصاها 30 يوم يقيّم المركز أسئلة المواطنين ويرد على شكاواهم ويعمل على إيجاد الحلول المناسبة لهم.