icon
التغطية الحية

"خلاف مهربين" ينهي رحلة لجوء 75 سورياً بخطفهم في ليبيا       

2022.12.03 | 09:46 دمشق

لاجئون
طالبو لجوء قرب السواحل الليبية ـ Euro-Mediterranean
دمشق ـ جوان القاضي
+A
حجم الخط
-A

"لا أتمنى أن يكبر ابني، كي لا يذهب إلى الجيش"، عبارة توضح خوف منى 46 عاماً، من تخوفها من دخول ابنها في سن التكليف في سوريا (الخدمة العسكرية الإلزامية). وتقول لموقع تلفزيون سوريا "تهريب ابني خارج البلاد رغم خطورته أفضل من بقائه حبيس المنزل أو هارباً من حواجز النظام".

منى التي تعمل في خدمة تنظيف المنازل، هي والدة أحد الشبان وعددهم 75 المختطفين في ليبيا منذ قرابة الشهر من قبل المهرب الذي كان من المفترض به إيصالهم بحراً إلى إيطاليا. لكنه اليوم يطالب بـ 3000 دولار أمريكي كي يفرج عن ابنها حسب قولها.

وتنحدر منى من محافظة القنيطرة، قرية خان أرنبة وتعيش وحدها بعد سفر ابنها المختطف في ليبيا حالياً وفقدانها لاثنين من أبنائها خلال سنوات الحرب.

وإلى جانب عائلة منى تعاني 75 عائلة سورية من اختطاف أبنائها في ليبيا بعد وصولهم مطار بنغازي في طريق عبورهم تهريباً إلى أوروبا، إذ أضحت ليبيا نقطة عبور للمهاجرين السوريين سواء من داخل البلاد أو من خارجها نتيجة لقربها من الشواطئ الأوروبية.

تعيش منى أياماً عصيبة بعد تلقيها منذ نحو شهر اتصالاً من ابنها في ليبيا وهو يتعرض للضرب والصراخ ويطلب منها تحويل 3 آلاف دولار أميركي للمهرب في لبنان، كما ذكرت لموقع تلفزيون سوريا، مشيرةً إلى أنه بعد تلقيها الاتصال تواصلت مع المهرب السوري الذي نفى أن تكون له أية علاقة بقصة الخطف، وأن دوره انتهى بإيصال الشبان إلى المهرب في بيروت.

وبعد محاولاتها المتكررة مع المهرب السوري لمعرفة حقيقة ما حدث لابنها، تقول منى "تواصل المهرب السوري مع المهرب في لبنان والذي نفى بدوره علاقته بقصة الخطف". لكن منى تأكدت أن المهربين الثلاثة كانوا على اتفاق على عملية الخطف بعد طلب ابنها تحويل المبلغ إلى المهرب اللبناني في بيروت.

وتشهد مناطق سيطرة النظام موجة هجرة لآلاف السوريين من جراء الأزمة المعيشية وانهيار سعر صرف الليرة مقابل الدولار وتفشي البطالة وانعدام الأمن الغذائي، إذ يعيش أكثر من 90 في المئة من السكان تحت خط الفقر حسب تقديرات الأمم المتحدة.

اقرأ أيضا: "كلها أكاذيب" .. لاجئان سوريان على حدود بولندا يرويان قصتهما مع المهربين

وكانت منى باعت آخر ما تملك من قطع ذهبية قديمة بحوزتها، فضلاً عن استدانتها قسماً من المبلغ لتأمين الـ 3000 دولار لابنها كي يتمكن من السفر. واليوم تعرض السيدة الأربعينية منزلها للبيع لتأمين 3 آلاف دولار أخرى لابنها، كما قالت، مضيفةً، "هكذا أكون قد خسرت بيتي وذهبي وربما أيضاً قد أخسر ابني".

وهكذا، انتهت رحلة اللجوء لـ 75 شخصا من سوريا إلى أوروبا بتعرضهم للاختطاف في ليبيا والابتزاز مقابل الحصول على المزيد من المال من قبل المهربين دون أدنى شعور بمصير ذويهم وعائلاتهم، قالت منى. وتشير إلى أن الرقم الليبي الذي يتصل بها كل فترة ويسمعها صوت ابنها وهو يبكي ما زال ينتظر منها تأمين المبلغ دون تحديد فترة نهائية للتسليم.

بالمقابل تواصل موقع تلفزيون سوريا مع رقم المهرب السوري بعد حصوله عليه من السيدة منى، فنفى علاقته بالخطف وأرجع سبب الخطف لخلاف بين المهرب اللبناني والليبي. وقال بشرط عدم ذكر اسمه "كنت بتمنى ساعدها لكن لم أستطع"، مؤكداً أن السبب هو عدم التزام المهرب الليبي بكلامه ومحاولة استغلاله لحاجة الناس للسفر.

والعام الفائت 2021، نقلت وسائل إعلام أخباراً عن غرق قارب لاجئين في البحر المتوسط في أثناء توجهه من شواطئ ليبيا نحو الأراضي الإيطالية، ووفاة 17 سورياً كانوا على متنه.

كذلك تعرض ما يقارب الـ 800 سوري للاعتقال والاحتجاز في سجون تابعة لقوات حرس السواحل الليبي في أثناء محاولتهم العبور العام الفائت إلى الشواطئ الإيطالية انطلاقاً من ليبيا، وحينها دعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان الحكومة الليبية إلى فتح تحقيق عاجل في ظروف احتجاز نحو 800 شاب سوري.

كما دان "المرصد الأورومتوسطي" الممارسات التي ترتكبها السلطات الليبية بحق طالبي اللجوء السوريين المحتجزين في السجون الليبية، داعياً إلى إجراء تدخل فوري لإيقاف الممارسات والتجاوزات المهينة لكرامتهم.

وبين انتظارها بيع منزلها وخوفها على ولدها، تعيش اليوم منى بانتظار إتمام عملية بيع آخر ما تملك في بلادها (منزلها) ودفع المبلغ للمهرب كي يفرج عن ابنها ويكمل طريق لجوئه نحو أوروبا، وتقول "بخاف يطول بيتي لينباع"، فليس لديها وسيلةً أخرى لتأمين المبلغ.