البث المباشر
دخلت قيادة حزب البعث الحاكم في دمشق على خط جمع التبرعات المادية والعينية للمنكوبين من الزلزال، إذ أصدرت قيادة الحزب لجميع فروعها قرارا بجمع التبرعات من السوريين عبر لجان في فروع المحافظات تبدأ عملها من الساعة 10 صباحا وحتى 8 مساء، وسط تشكيك معظم السوريين في مصير هذه التبرعات وانعدام ثقتهم في وصولها إلى المتضررين.
هل يثق السوريون بحزب البعث؟
وأفادت مصادر خاصة لموقع تلفزيون سوريا بأن تعليمات صدرت عن مكتب القيادة القطرية للحزب لتنظيم عمليات تبرع مالي وعيني لصالح المتضررين من الزلزال تحت إشراف قيادة فروع وشعب الحزب في المحافظات السورية التي لم تتعرض للزلزال.
ووفقاً للمصادر الخاصة، ستجمع اللجان التبرعات وفق إيصالات معتمدة من شعب الحزب وضمن جداول بالاسم الثلاثي للمتبرع ومهنته ومكان سكنه، وكذلك إجراء جرد يومي للتبرعات المالية والعينية وإعلام شعبة الحزب بها.
ونشطت بعد كارثة الزلزال بساعات حملات عديدة للتبرع وتنظيم المبادرات لتغطية احتياجات سكان المناطق المنكوبة سواء على أرض الواقع أو على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي، وما اعترى ذلك من محاولات استغلال حاجة الناس والتكسب على آلامها.
وعليه، يحاول حزب البعث لعب دوره أيضاً في جمع التبرعات بشقيها المالي والعيني في محاولة منه لإظهار دوره ومكانته في مجتمع فقد ثقته بالنظام والحزب منذ سنوات، كما أفاد عضو مفصول من الحزب في سنة 2017 لتخلفه عن دفع اشتراكاته الشهرية فيما سمي حينذاك إعادة هيكلة العضوية.
ويقول العضو المفصول والذي تحفظ على ذكر اسمه لأسباب أمنية لموقع تلفزيون سوريا "إنَّ أغلب أعضاء الحزب انتهازيون ويسعون دوماً لاستغلال الأزمات وإظهار ولائهم للنظام"، مضيفاً أن جمع التبرعات من قبل الحزب لن تذهب إلا لجيوب قيادته على مختلف المستويات كي يدفعوها رشى لاستلام مناصب فيما بعد.
السوريون يفضلون التبرع للجمعيات
ولا يختلف رأي الشارع السوري كثيراً عما قاله العضو المفصول، إذ يرى مدحت، 52 عاماً، وهو اسم مستعار لمدرس مقيم في دمشق في حديثه لموقع تلفزيون سوريا، أن التبرعات من قبل الحزب ستسرق كما كانت تسرق أغلب التبرعات التي كنا ندفعها لأجل فلسطين سابقاً.
ويوضح مدحت لو أن تبرعه سيذهب لجيوب المنكوبين لتبرع براتبه كاملاً، لكنه لن يتبرع ولن يشارك في حملة تبرعات الحزب لقناعته بسرقتها، مشيراً إلى احتمال لجوء عدد من مديري المدارس إلى اتباع أسلوب جمع التبرعات من المعلمين بتوجيهات من قبل الحزب مع بداية دوام المدارس في الأسبوع المقبل.
في المقابل، رفض معظم السكان الذين استطلع رأيهم موقع تلفزيون سوريا في دمشق التبرع المادي أو العيني في شعب الحزب، وقال عدد منهم "إن التبرعات التي نسمع عنها في مواقع التواصل الاجتماعي، فضلاً عن طائرات المساعدات التي حطت في مطارات البلاد الثلاثة تغني عن اللجوء لأخذ تبرعات من الناس المحتاجة للمساعدة في ظل تردي الوضع المعيشي والاقتصادي.
اقرأ أيضا: ما هو حجم المساعدات التي تلقاها النظام السوري منذ بدء كارثة الزلزال؟
ويفضل قسم كبير من المستطلع رأيهم التبرع للجمعيات المحلية والمبادرات التي تعمل على نقل المواد الإغاثية للمنكوبين لثقتهم بوصولها لمستحقيها، وهذا ما قام به معظم سكان دمشق وغيرها من المحافظات من خلال ليس فقط التبرع وإنما التطوع لمساعدة بعض الجمعيات والمبادرات في نقل وتوزيع وتوضيب المساعدات وإيصالها للمنكوبين.
