icon
التغطية الحية

جمعيات خيرية أمل وحيد لعائلات سورية لا تجد قوت يومها ولا عيدية لأولادها

2023.04.20 | 17:00 دمشق

العيد في سوريا
مساعدة السوريين قبل العيد في سوريا
دمشق - سارة هاشم
+A
حجم الخط
-A

لم يكن الوضع الاقتصادي في سوريا أسوء مما هو عليه اليوم، ومما سيكون عليه في الأيام المقبلة، هكذا تشعر كثير من العائلات السورية خصوصاً تلك التي تقطن في مناطق سيطرة النظام السوري حيث تغطي الأزمات الاقتصادية وتفاقمها على أي حديث آخر فيما بينهم.

وتبحث تلك العائلات عن أي مخرج لأزماتهم بانتظار حوالة من قريب خارج سوريا أو مساعدة من جمعية أو سلة غذائية أو ظرف مال يعطيه لهم عابر سبيل في شهر رمضان أو عيد الفطر.

وفي العاصمة السورية دمشق لا صوت يعلو فوق صوت الغلاء، الناس تشتكي بشكل يومي من عدم قدرتها على شراء حاجياتها مع فقدان الليرة السورية لقيمتها أمام الدولار ووصول التضخم إلى مستويات تاريخية.

ومع فشل حكومة النظام السوري في حل أي من الأزمات الاقتصادية في ظل الفساد المستشري في كل مؤسسات الدولة وبجميع القطاعات، تحل الجمعيات الخيرية كسند للناس عبر مساهمات خيرية دورية أو متقطعة.

ورغم الفساد الذي قد يصيب هذه الجمعيات أيضاً فإنها الأمل الوحيد الذي ينظر إليه المحتاج عندما يجوع أطفاله وينتظر دوره ليحصل على أي نوع من المساعدة، عينية كانت أو مالية أو حتى بقايا طعام ضمن مشاريع "حفظ النعمة".

العمل الخيري في تراجع

وفي سياق ذلك، قال ثائر عبد الرحيم العامل في إحدى الجمعيات الخيرية بحي القدم في دمشق، إن العمل الخيري ليس بأحسن أحواله في سوريا، لأن التبرعات أقل من السنوات الماضية بشكل كبير، يعني من قبل كانت تصل إلينا تبرعات من المغتربين السوريين وحتى من أشخاص لاجئين في ألمانيا أو تركيا.

وأضاف في حديث لموقع "تلفزيون سوريا" أن "الجمعيات الخيرية في سوريا تعمل جهدها في جمع وجبات الطعام طوال أيام رمضان المبارك مع زيادة أعباء الأسر المعوزة مع ارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق".

وأشار إلى أن "الجمعيات لم تنج من الأزمات الاقتصادية حيث زادت تكاليف التشغيل بشكل كبير جداً، خصوصاً بما يتعلق بالنقل والتوزيع. كنا نوزع أكثر من 10 آلاف وجبة يومياً هذا العام قلت الوجبات لـ 3 آلاف وجبة يومياً، حيث لم تعد الناس تطبخ بكميات كبيرة، والمطاعم بغالبيتها على الطلب".

أربعون شهر عمل

من جهته، قال عبادة الحمصي نائب رئيس جمعية خيرية بريف دمشق، إن "الغلاء وارتفاع أسعار المواد الغذائية قلل أعداد المتبرعين داخل سوريا، فاليوم العائلة المكونة من 4 أشخاص بحاجة على الأقل إلى أربعة ملايين ليرة بالحد الأدنى شهرياً، والرواتب ما زالت 100 ألف ليرة يعني أن الموظف بحاجة إلى أربعين شهر عمل حتى يصل إلى ما يكفيه وعائلته".

وأضاف الحمصي لموقع "تلفزيون سوريا" أن جمعيتهم كانت توزع مساعدات مالية بقيمة 50 ألف ليرة لكل عائلة حتى تصل المساعدة إلى أكبر عدد ممكن من العائلات حيث بلغ عدد المستفيدين خلال شهر رمضان نحو 3 آلاف عائلة.

وأردف أن الجمعية وزعت زكاة الفطر مبكراً، وتعمل الجمعية التي تنشط في ريف دمشق بشكل أساس على توزيع عيديات بحسب أفراد العائلة حيث إن لكل فرد 25 ألف ليرة بأقل تقدير.

وأشار إلى أن المبلغ قليل جداً لا يتجاوز 3.5 دولاراً إلا أنه أفضل من لا شيء، يعني يحصل أكبر قدر ممكن على مساعدة أفضل من عدد قليل.

ألبسة العيد 

ولا يعد حال الألبسة أفضل، حيث ارتفعت الأسعار إلى أعلى المستويات خلال الشهر الماضي مع اقتراب حلول عيد الفطر المبارك، حيث تتجاوز كسوة العيد لطفل واحد 200 ألف ليرة سورية.

وتعمل الجمعيات الخيرية في دمشق على توزيع الملابس القديمة بعد غسلها وترتيبها لتصبح مؤهلة للتوزيع مجدداً، إلى جانب المبالغ التي يتم التبرع بها لهذا الهدف.

وأوضح الحمصي أن الألبسة المستعملة ليس جميعها قابلة للتوزيع خصوصاً تلك التي تحتاج إلى خياطة أو غير قابلة للاستخدام مجدداً بسبب الكلور أو أنها أصبحت قديمة.

وأردف أن الناس تنتظر لأطفالها أي قطعة ملابس جديدة أو مستعملة لتفرحهم بها مع قدوم عيد الفطر، والحال ينطبق كذلك على الأحذية.

وأشار إلى أن "عدة مصانع ألبسة أعطونا هذا العام (ملابس ستوك) يعني مضروبة، فيها لون غير جيد أو سحاب خربان أو مقاسها أصغر من النمرة الموضوعة عليها".

ولفت إلى أن "أفراد الجمعية يعملون على توزيع الألبسة حتى آخر لحظة من يوم الوقفة وليلة العيد حتى يخرج الأطفال إلى صلاة العيد وساحات الألعاب وهم يرتدون ثياباً جديدة".

تحت خط الفقر

ولا تستطيع الجمعيات الخيرية في سوريا أن تغطي جميع العائلات المحتاجة في ظل الوضع المتردي لمعظم سكان مناطق سيطرة النظام السوري، حيث ينتشر الفقر بشكل كبير جداً.

ويرزح 90% من السوريين تحت خط الفقر، في حين يعاني 80% منهم من انعدام الأمن الغذائي منذ عام 2021، وفق أرقام الأمم المتحدة.

وكان عام 2022 الأكثر قسوة على السوريين في مناطق سيطرة النظام السوري، حيث تفجرت عدد من الأزمات كان آخرها شُحّ المحروقات الذي أدّى إلى شلل شبه تام في حركة المواصلات، وإلى تجميد معظم الأعمال وتعطيل القطاعات العامة والخاصة.

كما شهدت مناطق النظام في العام الماضي تطبيق سياسات حكومية غير مسبوقة زادت من حدة الأزمات، ومعاناة الشرائح الأكثر فقراً.