icon
التغطية الحية

كسوة العيد.. "رفاهية" بعيدة عن متناول ذوي الدخل المحدود في سوريا | صور

2023.04.11 | 17:12 دمشق

محل لبيع الألبسة في العاصمة دمشق - تلفزيون سوريا
محل لبيع الألبسة في العاصمة دمشق - تلفزيون سوريا
دمشق - خاص
+A
حجم الخط
-A

لم يعد هاني يبحث عن موديلات الألبسة المناسبة لأولاده الثلاثة، إثر ارتفاع أسعارها وانخفاض قدرته الشرائية، يهتم الرجل الخمسيني بسعر القطعة وليس بشكلها أو جودتها، كما قال لموقع تلفزيون سوريا. 

ويضيف في حديثه أن معظم الموديلات الموجودة في السوق أسعارها مرتفعة وتبدأ من 45 ألف ليرة للبنطال و30 ألف ليرة للقميص، لكنه مضطر للشراء ولو "قطعة واحدة لكل ولد كي يشعر بفرحة العيد"، حسب تعبيره. 

وتشهد أسواق دمشق حركة تسوق ضعيفة وسط انتشار الموديلات القديمة (من السنوات السابقة) بسبب كسادها العائد لضعف القدرة الشرائية وارتفاع الأسعار بما لا يتناسب مع دخل معظم السوريين (متوسط الرواتب والأجور 120 ألف ليرة). 

1
محل ملابس في العاصمة دمشق - تلفزيون سوريا

أسعار الألبسة في أسواق دمشق قبيل العيد

وفي جولة لموقع تلفزيون سوريا على مختلف أسواق دمشق، تبين أن أرخص أسعار الألبسة تبدأ من 30 ألف ليرة وتبدأ بالارتفاع وصولاً إلى 200 ألف ليرة لمختلف أصناف الألبسة بين ولادي ورجالي ونسائي، فضلاً عن ارتفاع أسعار الألبسة للأعمار الصغيرة على البسطات والتي تبدأ حسب نوعيتها من 35 ألف ليرة. 

وعليه، استدان هاني الذي يعمل موظفاً حكومياً مبلغاً لشراء كسوة العيد بالحد الأدنى لأولاده، يقول: "اشتريت لكل واحد قطعة واحدة قبل قدوم العيد ورفع المحال لأسعارها، بما مجموعه 140 ألف ليرة، وهو مبلغ يفوق راتبي الشهري". 

وإلى جانب عائلة هاني تخشى آلاف العائلات في دمشق وغيرها من المدن الخاضعة لسيطرة النظام من فقدان قدرتها على تأمين كسوة العيد لأبنائهم في ظل ارتفاع الأسعار بنسبة 200 – 300 في المئة عما كانت عليه في السنة الفائتة 2022. 

في المقابل لجأت عائلة سعيد إلى الأسواق الشعبية لتأمين ملابس العيد لأبنائها. يقول لموقع تلفزيون سوريا: "بعد جولات عديدة في أسواق الصالحية والحريقة والفحامة، فإن أقل تكلفة لتأمين ملابس لأولادي تبلغ نحو 300 ألف ليرة". 

وهنا قرر الرجل الأربعيني، وهو أب لأربعة أولاد، شراء ملابس العيد من بسطات الملابس المنتشرة بالقرب من قيادة شرطة دمشق في حي القنوات، لكنه تفاجأ أيضاً بأسعار البسطات التي لا تتناسب وقدرته الشرائية، ما دفعه لشراء ملابس لأبنائه بجودة منخفضة وبسعر أقل كي لا يشعرون بالحرمان، كما قال. 

كذلك الحال يحاول حسن، وهو شاب ثلاثيني، البحث في محال الألبسة عن بنطال جينز يناسب قدرته المالية، ويقول لموقع تلفزيون سوريا: "أرخص بنطال جينز سعره 90 ألف ليرة، وصولاً إلى 150 ألف ليرة". 

1

"بات السعر أهم من كل شيء!"

ويشرح حسن أنه اضطر للمفاضلة بين ثلاثية السعر والجودة والموضة، قائلاً: "كان اهتمامي بالسعر وليس بالموضة مع اختياري لبنطال ذي جودة متوسطة وسعر ليس رخيصاً"، إذ دفع 90 ألف ليرة مقابل بنطال جينز من ماركة لوميس المصنعة محلياً.

ويضيف أن هذه البضاعة نفسها كانت موجودة العام الفائت 2022 في الأسواق وبأسعار تتراوح بين 35 ألف ليرة للقميص مثلاً، و60 ألف ليرة  لبنطال الجينز، مؤكداً أنه في شباط الفائت كان سعر البنطال من النوعية الجيدة 75 ألف ليرة، بينما اليوم يتراوح بين 90 و125 ألف ليرة ومن الماركة ذاتها. 

1
أسعار ألبسة في أحد المحال بمدينة دمشق - تلفزيون سوريا

ما سبب ارتفاع الأسعار الألبسة في سوريا؟

من جهته ذكر صاحب أحد محال الألبسة في سوق الصالحية بدمشق ويدعى أبو وليد لموقع تلفزيون سوريا أنه "من الطبيعي أن ترتفع الأسعار عن العام الفائت بسبب الغلاء العام وارتفاع أسعار المحروقات والنقل".

وأشار إلى أن المحال تستورد القماش بالطونات بسعر مرتفع ومن ثم تقوم الورش ومصانع الألبسة بتفصيل القصات وفقاً للطلب. 

ويفاضل معظم الأهالي بين شراء ملابس العيد لأبنائهم من الأسواق الشعبية "بسعر مقبول وجودة منخفضة" كما قال هاني، بدلاً من حرمانهم فرحة العيد حتى لو اضطر بعضهم للاستدانة في ظل التضخم الحاصل في الأسعار مقابل انعدام القدرة الشرائية للسكان.