icon
التغطية الحية

بعد صفقة "اللدات" والبطاريات: الطاقة البديلة لنهب السوريين

2023.11.29 | 07:07 دمشق

الطاقة الشمسية في دمشق
لافتة عن مشروع الطاقة الشمسية الذي تنفذه وزارة الإدارة بالشراكة مع مفوضية اللاجئين - تلفزيون سوريا
دمشق - حنين عمران
+A
حجم الخط
-A

عجز النظام السوري عن تأمين متطلبات الحياة اليومية للشعب؛ فأصبحت الكهرباء حلماً يراه السوريون نصف ساعة مقابل خمس أو ست ساعات انقطاع، في الأحوال العادية ما لم تكن هناك أعطال.

ومع بدء فصل الشتاء أصحبت الكهرباء حلماً بالنسبة إلى السوريين ففي المناطق التي لا تصنف ضمن المناطق الراقية، وصل عدد ساعات التقنين إلى 12 ساعات أو أكثر مقابل ساعة وصل كهربائي.

قطع الكهرباء لعبة أخرى لملء جيوب "الميليشيات الاقتصادية"

بعد صفقة البطاريات واللّدات التي دبّرتها أذرع النظام الخفية لملء خزينة الحكومة من جيوب المواطنين، بدأ التسويق لاستغلال الطاقة الشمسية بالتزامن مع قطع الكهرباء المتعمد الذي وصل في مناطق مختلفة إلى يومين متتاليين وأكثر، إلى جانب انتشار منظومات الطاقة الشمسية في الأسواق بمواصفات تلبي مختلف الاحتياجات.

وبعد استياء المواطنين من أعطال اللدات المتكررة وعدم القدرة على شحن البطاريات لانقطاع الكهرباء الدائم؛ أصبحت الطاقة الشمسية حلّاً لا غنى عنه بالنسبة لكل من يستطيع تأمين كلفتها من السوريين.

الجمارك ودورها في غلاء منظومات الطاقة الشمسية

في جولة على سوق (السويقة) في دمشق، تبيّن أن اللوح الواحد يكلف وسطياً مليونين ومئتي ألف ليرة، وأن الجمارك تفرض قرابة المئتي ألف ليرة على كل لوح عند دخوله، فيما عدا الجمرك المفروض على بقية التجهيزات. إلى جانب إجراء ما يدعونه (بيان الجمارك) عند دخول هذه التجهيزات حتى لا يتورط التاجر معهم لاحقاً بمشكلات "الدخول عبر منافذ غير شرعية". ويضطر المشتري الذي يعيش في منطقة خارج دمشق إلى أخذ نسخة من هذا البيان لجميع التجهيزات وإشهارها للحواجز المنتشرة على الطرقات بين المدن حتى لا يتهموه بالتهريب.

الأسعار  ارتفعت إلى الضعف خلال عام واحد

ونظراً لارتفاع الدولار ما يقارب الخمسة أضعاف خلال عام واحد، فإن كلفة المنظومات ارتفعت إلى قرابة الضعف، فالمنظومة التي كانت تكلف قرابة 6 ملايين وسطياً، صارت كلفتها قرابة 15 مليون.

وفيما يأتي نشرة توضح التفاصيل:

أسعار الطاقة الشمسية سوريا دمشق
أسعار الطاقة الشمسية في دمشق - تلفزيون سوريا

قروض وديون على السوريين من أجل منظومة الطاقة

اضطر العديد من السوريين إلى سحب قروض أو حتى الاستدانة بموجب سندات أمانة أو بيع شيء من أغراضهم من أجل تركيب منظومات الطاقة الشمسية، ولا سيّما الذين لديهم أبناء في المدرسة أو الجامعة.

وفي حديثها لموقع تلفزيون سوريا، تخبرنا (أم أحمد.س) عن اضطرارها إلى سحب قرض بقيمة 5 ملايين واستدانة مليون خلال العام الفائت من أجل تركيب الطاقة الشمسية "ابني يدرس هندسة معلوماتية وكل دراسته ع اللابتوب وابنتي بكلوريا، اللدات إضاءتها تعمي القلب والكهرباء ما منشوفها!".

أما (أبو مازن) فقد استطاع شراء المنظومة بمساعدة ابنه الذي يعيش في ألمانيا "لولا ابني يلي بألمانيا، ما بقدر –والله- إني أشتريها وأنا موظف حكومي".

موافقة المحافظة: إحصاء للضرائب المقبلة

في محاولة لإحصاء عدد البيوت التي ركّبت منظومات طاقة شمسية، وعدد المنظومات على كل سطح، فرضت محافظة دمشق تقديم طلب "موافقة"؛ بحجة تقاسم الأسطح بين الجيران بطريقة عادلة من دون حصول خلافات بينهم على استغلال مساحة السطح المشترك، لكن الأمر في حقيقته خطوة استباقية حتى لا يضطروا إلى إرسال لجان من البلدية لاحقاً عند فرض الضرائب على تركيب المنظومات، وهو أمر تمت دراسته من قبل وزارة المالية ولجان الجمارك، لكن لم يتم تطبيقه حتى الآن رغم بدء اللجان بإحصاء المنظومات ضمن دمشق والمساحات المستخدمة لكل منزل وبناء مع تحديد نوع المنظومة.

"الأمبيرات" في الريف ممنوعة في دمشق

في الوقت الذي تنتشر فيه الأمبيرات في المناطق على أطراف دمشق وفي الريف؛ مثل عربين وسقبا وعين ترما وببيلا ويلدا والمليحة، يُمنع تركيب الأمبيرات ضمن دمشق لأسباب لم يُصرَّح بها. وتبلغ كلفة الاشتراك في الأسبوع الواحد قرابة 80 إلى 100 ألف ليرة سورية بحسب الاستهلاك.

وفي لقاء لموقع تلفزيون سوريا مع مهندس الكهرباء (محمود.ع) أوضح أن كلفة المنظومة كبيرة ولكنها تدفع لمرة واحدة، فضلاً عن كونها ملكاً خاصاً لصاحبها، على عكس فكرة تمديد الأمبيرات التي يتم الاشتراك فيها من دون أن يملك المشترك منها شيئاً رغم مشاركته في تمديدها، وإنّ كلفة الأمبيرات أكبر إذا ما حُسبت بشكل تراكمي واستمرّ الاشتراك لفترة طويلة.

الطاقة الشمسية في دمشق
إنارة الشوارع في دمشق بالطاقة الشمسية - تلفزيون سوريا

حكومة النظام أيضاً تستغل الطاقة الشمسية

بدأت محافظة دمشق منذ عام تقريباً بتركيب ألواح الطاقة الشمسية فوق بعض المؤسسات الحكومية وعلى أعمدة الإنارة وفي الحدائق العامة؛ فتحولت إنارة الشوارع في العديد من المناطق وسط العاصمة ولا سيما في الشوارع الرئيسية وسط المدينة إلى أعمدة تحمل فوقها لوحاً صغير الحجم لتشغيلها ليلاً، وتنتشر هذه الأعمدة في شارع الثورة، جسر الرئيس، باب مصلى، المجتهد، كفرسوسة، باب شرقي.. وغيرها.

الجدير بالذكر أن مشروع الإنارة بالطاقة البديلة تشرف عليه: وزارة الإدارة المحلية، المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، منظمة الإغاثة الإسلامية الفرنسية.

ومن المخطط بحسب قول مدير الإنارة في محافظة دمشق (وسام محمد) تركيب 100 ألف عمود، والتي تم تركيبها فعلياً هي قرابة 7 آلاف عمود إنارة بالطاقة البديلة.