icon
التغطية الحية

السوريون مقبلون على ظهور أجيال ذات بنية ضعيفة وقامات مقزمة.. ما السبب؟

2022.11.08 | 12:31 دمشق

طفل سوري يعاني من سوء التغذية الحاد - يونيسف
طفل سوري يعاني من سوء التغذية الحاد - يونيسيف
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

كشفت منسقة برنامج التغذية في السويداء، الدكتورة حنان جمول، عن وجود نقلة نوعية بسوء التغذية المكتشفة أخيراً في مناطق سيطرة النظام السوري، تركزت بوجود حالات فقر دم لدى الأطفال بنسبة 20 في المئة بحسب المسح التغذوي، إضافة إلى سوء تغذية بنسبة 22 في المئة للأمهات الحوامل والمرضعات، والذي ينعكس سلباً على بنية الحمل ما ينذر بأننا مقبلون على واقع ظهور أجيال ذات بنية ضعيفة وقامات مقزمة في ظل الوضع المعيشي السيئ.

وقالت جمول لصحيفة الوطن المقربة من النظام السوري، إن ما جرى رصده ومتابعته ضمن البرنامج من حالات خلال سنوات 10 الماضية تركز على نقص الوارد الغذائي الذي نتج عن التهجير والفقر وبالتالي زعزعة الأمن الغذائي الأسري.

معدلات قياسية لحالات سوء التغذية

ولفتت جمول إلى انخفاض نسبة سوء التغذية من 5 في المئة إلى أقل من 2 في المئة منذ عام 2014 إلى عام 2019، مؤكدة الدخول بأزمة سوء تغذية من نوع آخر خلال السنوات الثلاث الأخيرة وهو سوء التغذية المزمن.

وأدى سوء التغذية المزمن إلى تعرض نسبة من الأطفال إلى نقص بالوزن توازياً مع عمرها، بحسب جمول، إضافة إلى نقص لدى كثير من الأطفال بالمغذيات الدقيقة منها الحديد والكلس واليود وفيتامين دال وجميع العناصر الغذائية الأساسية التي يجب توافرها في الوجبات الغذائية المقدمة للطفل والتي عجزت كثير من العائلات عن تأمينها لأطفالها بسبب الوضع الاقتصادي المتردي وغلاء الأسعار انطلاقاً من البيض والفواكه واللحوم البيضاء منها والحمراء وصولاً إلى الحليب ومشتقاته من ألبان وأجبان.

مشكلات صحية للرضع من جراء نقص وغلاء حليب الأطفال

من جهته، أكد الدكتور الاختصاصي في قسم الأطفال في المشفى الوطني بمدينة السويداء، علاء أبو ترابي، ازدياد حالات سوء التغذية بين الأطفال المراجعين للقسم وأن كثيراً من الحالات المسجلة من مراجعي القسم في الفترة الأخيرة كانت لحالات سوء التغذية الثانوي لأخطاء تغذوية ناجمة عن استعاضة الأم عن حليب الأطفال بالحليب الطازج من جراء عدم قدرة الأهل نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة على تأمين حليب الأطفال الخاص بالشهور الأولى بسبب ارتفاع أسعاره وندرة وجوده.

وأوضح أبو ترابي أن حالات سوء التغذية لا تقتصر على ما يجري تسجيله وقبوله في قسم الأطفال و(الذي تجاوز الـ90 حالة منذ بداية العام) إذ إنه وعبر برنامج سوء التغذية والمنتشر في العديد من المراكز الصحية سجل ازدياد في الحالات الموجودة سابقاً بناء على تقييم وضع الأطفال ممن راجعوا تلك المراكز.

تحذيرات من مستقبل كارثي في سوريا

وحذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، في أيار الماضي، من تفاقم أزمة الغذاء في سوريا من جرّاء ارتفاع أسعار المواد الغذائية بنسبة تتجاوز الـ800 في المئة خلال العامين الماضيين، مما تسبب بوصول أسعار المواد الغذائية إلى أعلى مستوى لها منذ عام 2013.

وقال المدير التنفيذي للبرنامج، ديفيد بيزلي، في بيان، إن ملايين العائلات السورية تمضي أيامها قلقة من كيفية حصولها على الوجبة التالية، مشيراً إلى ضرورة التحرك الفوري لإنقاذ السوريين من مستقبل كارثي.

وتقدر الأمم المتحدة أن 14.6 مليون سوري يعتمدون الآن على المساعدات الإنسانية، وهو أعلى رقم تم تسجيله على الإطلاق، ويواجه 12 مليون شخص في جميع أرجاء سوريا الآن انعداماً حاداً في الأمن الغذائي، وهي زيادة مهولة بنسبة 51 في المئة منذ عام 2019، إلى جانب وجود نحو مليون و900 ألف شخص معرضين لخطر الجوع تزامناً مع تحول الوجبات الأساسية إلى رفاهية للملايين.