icon
التغطية الحية

"استدانة البنزين" من كازيات دمشق.. حلقة جديدة في أزمة المحروقات

2023.01.09 | 10:09 دمشق

وسط العاصمة السورية دمشق ـ رويترز
وسط العاصمة السورية دمشق ـ رويترز
دمشق ـ جوان القاضي
+A
حجم الخط
-A

دفعت أزمة المحروقات المستمرة في العاصمة دمشق منذ أكثر من شهر إلى بروز ظاهرة جديدة وهي استدانة سائقي التكسي البنزين من الكازيات بـمعدل "ليتر و 5 ليتر" ومن ثم دفع ثمنها في اليوم التالي، مقابل أجور "فلكية" لطلبات التوصيل.

وتشهد مناطق النظام منذ منتصف شهر تشرين الثاني الفائت أزمة محروقات وصفت بالأشد منذ العام 2011، ورغم إعلان حكومة النظام مؤخراً عن زيادة مخصصات المحروقات للمحافظات وعن حدوث انفراجات في أزمة المشتقات النفطية، إلا أن الأزمة ما زالت مستمرة وسط تأخر رسائل البنزين والمازوت لأكثر من 20 يوماً، كما قال عدد من أصحاب سيارات الأجرة لموقع تلفزيون سوريا.

ويلجأ أصحاب سيارات أجرة في دمشق وريفها إلى استدانة البنزين من كازيات محددة كي يتمكنوا من العمل ومن ثم دفع ثمنها في اليوم التالي لعامل محطة الوقود كطريقة بديلة عن شرائهم للبنزين من السوق السوداء بأسعار مرتفعة تتراوح بين 18 ألف و 20 ألف ليرة للتر الواحد.

ويقول سائق سيارة أجرة ويدعى أبو سليم لموقع تلفزيون سوريا "لم أعد قادراً على شراء البنزين الحر بسعر 20 ألف ليرة لليتر ما دفعني للاستدانة من محطة محروقات بدمشق بكميات قليلة تتراوح بين الليتر و الـ 5 لتر"، مضيفاً أنه يسدد ثمنها في اليوم التالي (5300 ليرة لليتر) بعد العمل على سيارته.

أزمة المحروقات بدمشق.. سلسلة من الاستغلال

ويعاني سائقو سيارات الأجرة رغم استغلالهم للناس من استغلال بائعي البنزين الحر لهم، بحسب حديث أبو سليم لموقع تلفزيون سوريا. ويقول "كنت أشتري 10 لتر بـ 175 ألف ليرة من السوق السوداء وأعمل على سيارتي بأجور مرتفعة"، مضيفاً أنه اضطر لإيقاف عمله فيما بعد بسبب قلة الحركة في الشوارع، و"ما عاد وفت معنا"، حسب تعبيره ما دفعه للاستدانة من محطة الوقود بعد نصيحة سائق آخر له.

في المقابل، يشتكي سكان في دمشق من الأجور الفلكية لطلبات سيارات الأجرة التي تصل إلى 15 ألفاً و20 ألفاً ضمن مدينة دمشق. وتقول نادية عوض، وهي موظفة حكومية لموقع تلفزيون سوريا "أسكن في منطقة المزة ولدي طفلان وعندما أزور أهلي أضطر للركوب بالتاكسي الذي يأخذ أجرته 20 ألف ليرة من المزة إلى حي باب سريجة".

ويوم أمس الأحد، أصدرت لجنة تحديد الأسعار بمحافظة دمشق قراراً بوضع بدل خدمة سيارات الأجرة العاملة ضمن المدينة لتصبح 790 ليرة للكيلو متر الواحد و 9650 ليرة للساعة الزمنية و 660 ليرة لفتحة العداد.

وحيال هذه التعرفة الجديدة، قال ياسر، وهو سائق سيارة أجرة "الأفضل على حكومة النظام توفير المحروقات أولاً ومن ثم لتحدد السعر الذي يريده"، مؤكداً في حديثه لموقع تلفزيون سوريا عدم التزامه بالتعرفة الجديدة كونها لا تغطي نفقات السيارة من البنزين والإصلاح فقط.

وما قاله ياسر، يمكن سحبه على أغلب سائقي سيارات الأجرة في دمشق وريفها الذين يعملون ويحددون التعرفة "على كيفهم"، من دون قدرة حكومة النظام على إلزامهم بتسعيرتها المحددة.