icon
التغطية الحية

ارتفاع كبير في أسعار الغذائيات بأسواق دمشق

2023.08.15 | 12:15 دمشق

بقالية سورية
بقالية سوريّة في العاصمة دمشق (تويتر)
دمشق - خاص
+A
حجم الخط
-A

تشهد المواد الغذائية - خاصةً الأرز والزيت - في أسواق العاصمة دمشق ارتفاعاً مستمرّاً وكبيراً في الأسعار، رغم التحسّن الطفيف الذي سجّلته الليرة السورية تحت الـ14 ليرة مقابل الدولار الواحد.

وبحسب ما ذكر بعض باعة المفرّق في أسواق دمشق لـ موقع تلفزيون سوريا، فإنّه خلال الأيام العشرة الماضية صدرت نشرتان لبعض المواد الغذائية رُفعت فيهما الأسعار.

وخلال جولة على الأسواق، لوحظ امتناع بعض الباعة عن شراء بضائع جديدة من الموزّعين نتيجة عدة عوامل أهمها: الخوف من الشراء بسعر مرتفع ثم ينخفض بعد ذلك سعر الصرف، عدم كفاية رأس المال اليومي لشراء ما يكفي نتيجة قلة الإقبال وتضاؤل الدخل اليومي للمحال التجارية، تضخم أسعار البضائع الجديدة التي تُعرض عليهم.

أبو عمار - صاحب بقالية في البرامكة - يقول لـ موقع تلفزيون سوريا إنّه "توقّف عن شراء المواد الغذائية من الموزّعين خلال الفترة الماضية، لأنه لا يملك رأس المال الكافي".

وأشار إلى أنه ورغم رفعه لأسعار المواد التي كانت لديه تماشياً من انهيار الليرة، إلا أن ذلك لم يجعله يجمع ما يكفي لشراء كميات تساوي ما تم بيعه نتيجة الارتفاع المستمر للأسعار، بينما اتجه نحو شراء البسكويت والشيبس وغيرها من التي يُعتبر ارتفاع سعرها أقل حدةً.

زيت الزيتون والأرز يتصدران نسب الارتفاع

رصد الموقع بعض أسعار المواد الغذائية الأساسية، حيث ارتفع سعر كيلو أرز الكبسة من 20 ألف ليرة سوريّة، خلال الشهر الفائت، إلى 35 ألف ليرة أي بنحو 75%، وارتفع سعر كيلو الأرز القصير من 8–10 آلاف ليرة إلى 18 ألف ليرة أي بنحو 80 - 125%، ووصل سعر كيلو الأرز الإسباني إلى 30 ألف ليرة مرتفعاً بنحو 66% عن سعره السابق 18 ألف ليرة.

أمّا سعر لتر زيت النباتي (زيت القلي) فوصل إلى 26 ألف ليرة مرتفعاً بنحو 44% من 16 ألف ليرة، في حين ارتفع سعر زيت الزيتون العفريني الأوّل من 40 ألف ليرة للكيلو إلى 85 ألف ليرة بنسبة وصلت إلى 112.5%.

كيلو القهوة السادة من دون هيل ارتفع من 75 ألف ليرة، الشهر الماضي، إلى 110 آلاف ليرة أي بنحو 46%، في حين ارتفع سعر صحن البيض من 30 ألف ليرة إلى 40 ألف ليرة، حيث تباع البيضة حالياً بـ1500 ليرة.

ووصل سعر كيلو الحليب الجاف الفرط إلى 85 ألف ليرة، وكيلو السكر المغلّف إلى 14 ألف ليرة، والفرط بين 12و13 ألف ليرة سوريّة.

انخفاض في المبيعات

شدّد الباعة على أنّ حجم المبيعات اليومية انخفض إلى أكثر من 70%، حيث بات إقبال السوريين على شراء الغذائيات بكميات قليلة جداً بالفرط (3 آلاف و5 آلاف) بغض النظر عن الكمية إن كانت كافية للعائلة أم لا، إذا تشتري العائلة كمياتها تبعاً لاستطاعتها المادية.

والإقبال على الشراء بكميات قليلة جداً، دفع المحال إلى التقليل من شراء الغذائيات المغلفة والمعبأة والتوجّه نحو البيع بالفرط بشكل شبه كامل، حيث غالباً ما تكون أسعار هذه الطريقة أقل من المغلفة بين 1000 و1500 ليرة لكل كيلو، تبعاً للنوع.

250 ألف ليرة سوريّة يومياً

يقدّر فراس - وهو رب عائلة من 4 أشخاص - مصروفه لهذا الشهر من السكر والأرز والزيت والشاي والقهوة والبيض بنحو مليون ليرة سوريّة بعد ضبط الكميات من دون أي نفقات إضافية لها علاقة بالطهي من خضراوات أو لحوم، مشيراً إلى أنه يحتاج أيضاً إلى ما بين 300 و350 ألف ليرة للإنفاق على المنظفات.

وأكّد أكثر من رب أسرة مكوّنة من 3 و4 أفراد، أن كلفة الإنفاق اليومي على الغذاء وفقاً للأسعار الحالية تتراوح بين 150 و250 ألف ليرة سورية تبعاً لأسلوب الإنفاق ونوعية الغذاء.

ويخشى فراس وغيره من أرباب الأسر الذين التقاهم موقع تلفزيون سوريا (وهم من الطبقة المتوسطة، تبعاً لدخلهم قياساً بدخل أغلب السوريين وليس تبعاً لقدرتهم على الإنفاق حيث تتراوح دخلهم بين 3 و3.5 ملايين ليرة)، كلّهم يخشون من استمرار ارتفاع أسعار الغذائيات أكثر، ما يجعلهم قريباً غير قادرين على تأمين وجبات غذاء كافية لأسرهم، حيث أسهم ارتفاع الأسعار الأخير بدفعهم نحو عتبة الخطر بما يتعلق بالاكتفاء الغذائي الذي كان وما يزال يلتهم كل دخلهم الشهري.

يبقى مبلغ 3.5 ملايين ليرة سوريّة رقماً ضخماً جداً بالنسبة لدخل أغلب العائلات السورية، لكنه أقل من نصف حاجة العائلة، حيث ارتفع وسطي تكاليف المعيشة لعائلة مكوّنة من خمسة أفراد وفقاً لـ"مؤشر صحيفة قاسيون لتكاليف المعيشة"، الشهر الفائت، إلى أكثر من 6.5 ملايين ليرة سورية (أما الحد الأدنى فقد وصل إلى 4 ملايين و100 ألف ليرة)، ولكن قياساً مع وسطي ارتفاع أسعار الغذائيات المقدّر بنحو 50%، مؤخّراً، قد يرتفع الحد الأدنى للتكاليف إلى أكثر من 6 ملايين ليرة والحد الأعلى إلى أكثر من 9 ملايين ليرة.