icon
التغطية الحية

اجتماعات مغلقة للتهدئة شمالي سوريا.. "قسد" تجاهلت تحذيرات واشنطن

2022.12.01 | 14:29 دمشق

قسد برفقة قوات أميركية شمال شرقي سوريا ـ رويترز
قسد برفقة قوات أميركية شمال شرقي سوريا ـ رويترز
 الحسكة ـ خاص
+A
حجم الخط
-A

كشف مصدر مقرب من قوات سوريا الديمقراطية "قسد" لموقع تلفزيون سوريا أن "الرفض الأميركي للعملية العسكرية التركية شمالي سوريا جاء وسط توجيه واشنطن انتقادات حادة لسلوك "قسد" في الفترة الماضية وذلك خلال اجتماعات مغلقة ثنائية بين الطرفين.

وجددت الولايات المتحدة الأربعاء على لسان وزير الدفاع لويد أوستن، معارضة البنتاغون "القوية" لعملية عسكرية تركية جديدة في سوريا بالتزامن مع استمرار الاتصالات مع "قسد" لفرض التهدئة.

وأكدت واشنطن على "قسد" ضرورة "عدم الرد" على الهجمات التركية و"خفض التصعيد"، إلا أن "قسد" قصفت مواقع مدنية داخل الأراضي التركية بعد يوم من هجوم تركي جوي، لتوسع القوات التركية من جراء ذلك استهدافها الجوي حيث يشمل مواقع نفطية وبنية تحتية في مناطق شمال شرقي سوريا ومواقع لقسد في ريف الحسكة ودير الزور للمرة الأولى.

وأوضح المصدر أن "واشنطن شددت على ضرورة تنفيذ قسد خطوات عملية تفضي بالنتيجة لإخراج كوادر حزب العمال الكردستاني من مناطق شمال شرقي سوريا".

وترى واشنطن أنه لا يمكن لها وقف الهجمات التركية على "قسد" في ظل تنامي نفوذ حزب العمال الكردستاني في المنطقة وتراجع نفوذ "قسد" وقائدها مظلوم عبدي.

وأشار المصدر إلى أن وفد الخارجية الأميركي في أربيل طالب عبدي عبر اجتماعات فيديو بالالتزام بتعهداته بإبعاد عناصر العمال الكردستاني من شمال شرقي سوريا واستئناف "المفاوضات الكردية" والانفتاح على جميع المكونات ووقف الانتهاكات كخطوات من شأنها دعم الموقف الأميركي أمام الجانب التركي.

وأبدت واشنطن بحسب المصدر غضبها من زيادة الانتهاكات في مناطق سيطرة "قسد" خلال العامين الماضيين.

وبالرغم من تأكيد واشنطن رفضها للعملية العسكرية التركية والتصعيد على طرفي الحدود في التصريحات الرسمية فإنها لم تمنح "قسد" أي ضمانات بمنعها بحسب المصدر.

 هل تؤيد واشنطن ضمنياً الضربات التركية؟

وقال مصدر آخر من "قسد" لموقع تلفزيون سوريا إن "الولايات المتحدة كانت واضحة معنا وأبلغتنا أنه في ميزان ومنظور المجتمع الدولي لن يفضلكم أحد على تركيا.. وأن خيار واشنطن الوحيد في حال فشل الجهود الدبلوماسية لثني أنقرة عن شن أي هجوم بري هو فرض عقوبات اقتصادية وعسكرية جديدة عل تركيا".

وأوضح المصدر أن "القوات الأميركية كانت على علم بالضربات الجوية التركية ولم تحذر قسد من استهداف مقر تدريب للقوات الخاصة بالقرب من استراحة الوزير (قاعدة مشتركة بين قسد والقوات الأميركية) بعد ساعات من خروج عناصر القوات الأميركية منها باتجاه قاعدتهم".

ويرى المصدر أن "واشنطن الرافضة للهجمات التركية الأخيرة في العلن قد تكون تدعمها ضمنياً لدفع "قسد" ومن خلفها حزب العمال الكردستاني للالتزام بالاتفاقات والتفاهمات السابقة بما يخص إخراج عناصر "بي كي كي" من المنطقة وإعادة توسيع نفوذ قائد "قسد" مظلوم عبدي وفريقه المقرب من واشنطن.

اقرأ أيضا: بعد أن وصفهم بـ"المخربين".. PKK يجبر عبدي على دعم "الشبيبة الثورية"

ومنذ سنوات تشهد مناطق شمال شرقي سوريا نشاطات عديدة داعمة ومؤيدة لحزب العمال الكردستاني وزعيمه عبد الله أوجلان المسجون في تركيا منذ العام 1999.

وتبنت "قسد" والإدارة الذاتية إيديولوجيا وفكر أوجلان في جميع مؤسساتها المدنية وتتهمها المعارضة الكردية بالتبيعة لحزب العمال الكردستاني وفرض مناهج تعليمية مؤدلجة على سكان المنطقة إلى جانب تجنيد الأطفال ضمن صفوف القوات العسكرية وفرض إتاوات على أهالي المنطقة لدعم مقاتلي PKK. 

ورعت واشنطن مبادرة لتوحيد صفوف الأكراد في سوريا في العام 2020 كان أبرز شروطها من قبل المجلس الوطني الكردي المعارض هو إبعاد كوادر حزب العمال الكردستاني من المنطقة وإنهاء هيمنتهم على السلطة وخلق شراكة بين الطرفين على الصعيد العسكري والمالي والإداري وتبني نظام حكومة محلية بعيد عن إيديولوجيا حزب العمال الكردستاني.

وأكد مظلوم عبدي في تشرين الثاني 2020 خلال مقابلة مع "مجموعة الأزمات" أنه من خلال وساطة أميركية ومحادثات مع المجموعات الكردية الأخرى، بما في ذلك "المجلس الوطني الكردي" (المنضوي تحت الائتلاف المعارض المدعوم من أنقرة)، على الانسحاب التدريجي وإخراج المقاتلين غير السوريين من مواقعهم الحالية، وفي النهاية من سوريا.

وأشار عبدي إلى أن "عملية الانسحاب قد بدأت وستستمر، وبيّن في الوقت ذاته عدم الالتزام بجدول زمني لانسحاب المقاتلين بالكامل".

وبالرغم من بدء انسحاب بعض المقاتلين عبر التنسيق مع واشنطن وإقليم كردستان فإن "بي كي كي" عاد بعد عدة أشهر لفرض هيمنته بقوة على جميع المؤسسات الأمنية والعسكرية والمدنية في شمال شرقي سوريا وعمل على تقويض نفوذ قائد قسد مظلوم عبدي وفريقه وإعلان حملة لمكافحة الفساد كان الهدف الرئيسي منها بحسب مراقبين زج القادة العسكريين المقربين من عبدي في السجون بتهمة "الفساد".

في حين فر مستشار قوات سوريا الديمقراطية، بولات جان إلى العاصمة الفرنسية باريس في آب الماضي بعد أشهر من اختفائه وسط أنباء تفيد بتصاعد الخلاف بينه وبين قادة حزب العمال الكردستاني.