icon
التغطية الحية

أطباء جلدية بدمشق.. أسعار بالدولار وانشغال بعمليات التجميل

2022.10.07 | 09:52 دمشق

ن
تعبيرية ـ إنترنت
دمشق ـ جوان القاضي
+A
حجم الخط
-A

"كبار أطباء دمشق"، كما يطلق عليهم يتقاضون أجورهم بالدولار وأرقام هواتف عياداتهم وهمية لا أحد يرد عليها، ما يضطر المرضى إلى الذهاب للعيادة والانتظار طويلاً للدخول للمعاينة، فضلاً عن انتشار حالات الرشوة لحجز الدور، بالمقابل هناك من لا ينتظر في الدور في حال دفع عشرة آلاف ليرة "زيادة" على أجرة المعاينة لممرضة الطبيب.

ويعترف أطباء في العاصمة دمشق خصوصاً من يملكون عيادات على أوتوستراد المزة ومزة فيلات وحي القصور، بتقاضي أجورهم بالعملة الصعبة وتحديداً أطباء الأمراض الجلدية الذين أضحى عملهم في الغالب محصوراً بالتجميل.

ويقول طبيب مختص بالأمراض الجلدية والتناسلية وجراحة الجلد والعلاج بالليزر، لموقع تلفزيون سوريا "هناك عمليات أتقاضى أجري عليها بالدولار، وتحديداً عمليات التجميل النسائية كالبوتوكس والفيلر وشفط الدهون وغيرها من عمليات التجميل"، مضيفاً شرط عدم ذكر اسمه، أن معظم أطباء الجلدية يتقاضون أجور عمليات التجميل بالدولار في دمشق وغيرها من المدن السورية.

وتشير تقارير إلى أن عدد الأطباء المختصين بالجراحة التجميلية تجاوز الـ 200 طبيب، في حين تجاوز عدد مراكز التجميل 100 مركز تدار من قبل أطباء ومشرفين ممن تدربوا على التجميل.

ويؤكد طبيب الجلدية "نحن كأطباء جلدية ولدينا عيادات في مناطق معظم سكانها من الأثرياء، لدينا مرضى محددون ومعروفون من قبلنا، لكن ذلك لا يمنع معالجة أي مريض شريطة حصوله على دور محجوز مسبقاً".  

ويعزو الطبيب تقاضي أجور عمليات التجميل بالدولار بسبب استيراد معظم مواد التجميل ذات الجودة العالية من الخارج بالعملة الصعبة، إضافة إلى خبرة الطبيب وتحديد أجر العملية بالدولار وفقاً لخبرته وشهرته.

ويضيف "أجرة عملية شد البطن في سوريا تكلف ألف دولار كعملية فقط من دون أجرة الطبيب التي تحدد بحسب خبرته وأنا آخذ 550 دولاراً أجرة عملية شد البطن".

ادفع أو انتظر

وعليه، يعاني مرضى الأمراض الجلدية من انشغال أطباء الجلدية بعمليات التجميل على حساب مرضى الأمراض الجلدية. وتقول زينة خلوف، 38 عاماً وهي أم لطفلين، لموقع تلفزيون سوريا "ابني يعاني من حساسية في الجلد استمرت لأكثر من شهر"، وبعد مراجعتها لعدة أطباء لم يتغير وضع طفلها، ما دفعها للبحث عن طبيب "شاطر"، بحسب قولها.

وهنا عانت زينة في طريقة الوصول إلى طبيب مختص جلدية نصحها به كل من أخبرتهم عنه لشهرته العالية، وتقول "بقيت يومين أتصل بعيادة الدكتور ولا أحد يجيب". ولذلك قررت زينة الذهاب إلى عيادته في المزة فيلات، وهنا كانت المفاجأة كما قالت، "أعطتني الممرضة موعدا بعد شهر رغم شرحي لها حالة ابني".

وتشرح السيدة الثلاثينية أن غرفة الانتظار مليئة بالمرضى ومنهم الأطفال في انتظار دورهم المحجوز مسبقاً، لكنها تؤكد أن هناك مرضى يدخلون من دون موعد مباشرةً عن طريق الدفع للممرضة.

وهكذا اضطرت زينة إلى دفع 10 آلاف ليرة إضافية للممرضة كي تدخلها من دون موعد. أي تبلغ معاينة الطبيب 40 ألف ليرة، و10 آلاف للمرضة كرشوة، لمراجعي العيادة الذين يعانون من الأمراض الجلدية.

ويعاني سكان في دمشق وغيرها من مناطق سيطرة النظام من ارتفاع أجور معاينات الأطباء وعدم تناسبها مع متوسط الرواتب والأجور سواء في القطاع الحكومي والخاص على السواء، وسط حديث متكرر لنقابة الأطباء في سوريا عن نيتها تعديل وضبط كشفيات الأطباء لكن من دون قدرتها على إقرار تلك التعرفة حتى اليوم.