icon
التغطية الحية

أسامة جاري.. طبيب يهرب من حرب سوريا لتلاحقه لعنتها إلى أوكرانيا

2022.03.14 | 12:19 دمشق

444443333.jpg
أسامة جاري (أ ف ب)
إسطنبول ـ وكالات
+A
حجم الخط
-A

فرّ الطبيب السوري أسامة جاري مع زوجته الأوكرانية من دمشق بحثاً عن السلام في ميكولاييف، المدينة الساحلية على البحر الأسود، لكن الحرب لاحقتهما إلى أوكرانيا.

يعمل الطبيب "جاري" في مستشفى طب العيون في أنغولسكي بشمال شرق ميكولاييف، وهو ليس بعيداً عن خط المواجهة، إذ يفحص عدداً قليلاً من المرضى بعينين مرهقتين، وقد أمضى الجميع الليلة في قبو المستشفى، حيث تم وضع فرشات وخزانات مياه، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية "أ ف ب".

خلال ليل الجمعة-السبت، استهدف قصف متواصل الحي الشعبي الذي يضم أيضاً مركزاً لعلاج السرطان وداراً للأيتام. لم ترد أنباء عن وقوع إصابات، لكن تحطمت العديد من النوافذ، وأحدثت القذائف فتحات في الأرض، وأصيبت إمدادات التدفئة في الحي.

سوريا وأوكرانيا في وضع مشابه

وقال الطبيب السوري: "لم أصدق. عشنا بهدوء هنا. ماذا يفعل الروس؟ ما الذي يحاولون إنقاذنا منه؟ هل سينقذوننا من أنفسهم؟".

يعرف أسامة جاري الحرب جيداً، فوطنه سوريا غارق في الحرب منذ 11 عاماً، وعاش قبل 2015 تحت قصف روسيا التي جاءت لدعم حليفها بشار الأسد، وبسببهم ما يزال في السلطة.

مكث الطبيب جاري لفترة في دمشق مع زوجته التي التقى بها خلال دراسته الطب في أوكرانيا، لكنه فر من العاصمة السورية في 2014، "ليجد السلام" في ميكولاييف، لكن الحرب لاحقتهما.

وأشار الطبيب بحزن إلى أن "سوريا وأوكرانيا في الوضع نفسه حالياً. الحرب هي الحرب، سواء كانت هناك، أو هنا، أو في أي مكان آخر، وهي أسوأ شيء يمكن أن نتخيله".

يصعد الطبيب إلى الطابق العلوي ليفحص بعض المرضى. بينما تتابع ناتاليا ماليتشكا، وهي امرأة شابة شقراء قصيرة القامة، تراقب ابنها تيمور البالغ من العمر 14 سنة.

وفي أول أيام الحرب، كان تيمور يقطع الحطب مع جده، وأصيب بشظية خشب في عينه. لم يتمكنوا من الوصول إلى المستشفى على الفور، لأن الحافلات لم تكن تعمل، وتفاقمت الإصابة.

تروي ناتاليا قصتها بدفق من الكلمات، ويهتز جسدها بالكامل وهي تتحدث. تراقب تيمور في المستشفى، لكن لديها أيضاً ولدان آخران في المنزل يبلغان 10 و20 سنة. مبينة "أنا ممزقة، وعندما أكون هنا مع تيمور، أعرف أن طفلي الصغير في المنزل، ولا أعرف ما إذا كنت سأراه مرة أخرى. عندما أكون في المنزل، لا أعرف ماذا يحل بتيمور؟".

ليلة القصف على إنغولسكي كانت في المنزل مع ولديها، مؤكدة "شعرت بالاطمئنان لأنني علمت أن تيمور كان في قبو المستشفى مع الأطباء. ولكن رغم ذلك اتصل بي، وكان يشعر بالرعب".

من جانبها، قالت مديرة مستشفى العيون، كراسيميرا ريلكوفا: "كل شيء كان يهتز. لم نكن نعرف ما إذا كنا سنجد مبنى المستشفى واقفاً عندما نخرج من القبو".

ويبلغ عدد سكان مدينة ميكولاييف 500 ألف نسمة، وتشكل آخر نقطة على البحر الأسود قبل أوديسا، أول ميناء أوكراني، وهدفا استراتيجيا ورمزيا لموسكو.