ماذا تعمل الماشطة مع الوجه الشنيع..؟

2021.11.21 | 05:48 دمشق

ttb6.jpg
+A
حجم الخط
-A

منذ انطلاق الحراك الثوري في سوريا ربيع العام 2011 وصورة النظام تزداد سوءاً يوماً بعد يوم، مرد ذلك كَمَنَ في التعامل الأمني والعسكري لهذا الأخير مع المظاهرات السلمية التي ملأت شوارع الوطن.

وعلى مدى سنوات عشر من عمر الثورة السورية وحتى الآن لم يقدم النظام أي بادرة تدل على حسن نوايا باتجاه تحقيق الحل السياسي لما بات يسمى دولياً الأزمة السورية رغم صدور القرار الدولي رقم 2254 الذي وضع خريطة طريق للانتقال السياسي، بل إن النظام ذهب بعيداً في خياره العسكري الذي أجبره على الاستعانة بدعم خارجي دولي وميليشيوي تحول فيما بعد إلى احتلالات أدخلت الحالة السورية في مزيد من التعقيد، كل ذلك كان تطبيقاً لخطة فريق النظام التي تلخصت في إغراق المجتمع الدولي بالتفاصيل على حد زعم وزير خارجيته السابق وليد المعلم، وإذا به يغرق الوطن في تداعيات كارثية بات الخروج منها ضرباً من الخيال.

في هذه الأثناء كان المجتمع الدولي يحصي جرائم النظام ويوثقها من خلال منظمات دولية مهتمة بالشأن السوري وأخرى أسسها ناشطون سوريون وخاصة الحقوقيين منهم بلغ الكثير منها مرحلة محاسبة عناصر أمن عن طريق محاكمتهم وإصدار أحكام بحقهم، الأمر الذي أكد بشاعة النظام وزاد من عزلته على المستوى العربي والإقليمي والدولي.

كل ذلك النشاط المحموم يدور في فلك ما يمكن أن يسمى إعادة تدوير النظام أو إعادة تأهيله لإدماجه تالياً في المجتمع العربي والدولي، دون التطرق إلى الحل السياسي الذي أجمع عليه العالم بأسره

لكن حراكاً في عكس الاتجاه بدأت ملامحه تتضح في الآونة الأخيرة من خلال فتح بعض السفارات والقيام ببعض الزيارات واللقاءات والإشراك في بعض الصفقات والمطالبات المتفرقة هنا وهناك لإعادة النظام إلى جامعة الدول العربية، تحت عناوين أقرب ما تكون إلى الشعارات الفارغة وأبعد ما تكون عن إحقاق الحق والانتصار لشعب تشرد ومات وعُذِّبَ واعْتُقِلَ وغُيِّبَ قسرياً وجاع وبرد حتى بات من في الداخل يحلم بالخروج من الوطن بأية وسيلة، ونحو أي اتجاه للخلاص والهرب من بيئة طاردة غارقة في الفساد لا تصلح للعيش الآدمي.

كل ذلك النشاط المحموم يدور في فلك ما يمكن أن يسمى إعادة تدوير النظام أو إعادة تأهيله لإدماجه تالياً في المجتمع العربي والدولي، دون التطرق إلى الحل السياسي الذي أجمع عليه العالم بأسره، الأمر الذي يدعي النظام ومحازبوه أنه انتصار، لكنه في حقيقة الأمر لا يمت إلى الانتصار بأي صلة، لأن الشعب السوري الثائر عندما قرر النهوض لم يراهن على أي دعم خارجي بل راهن على إرادته، ولم يهدف يوماً إلى ضرب عزلة عن وطنه سوريا بل أراده واحة أمن وأمان، ولم يكن في حسابات هذا الشعب يوماً حمل سلاح أو أسلمة حراك أو كسب مناطق، إنما كانت خلاصة أهدافه العيش بحرية وكرامة، فمن أين أتوا بهذا الانتصار؟ وكيف؟ وعلى من؟

وما بين استهجان لما يحدث من ناحية واعتباره ممكناً في عالم السياسة من ناحية أخرى تكمن الحقيقة التي لا يمكن إغفالها أو إغماض العيون عنها، حقيقة أن الشعب السوري طالب بالحرية والكرامة وجوبِهَ بالقتل والتدمير، الحقيقة الساطعة التي لا يمكن بأي شكل من الأشكال ضحدها أو طمسها مهما اجتهد المنافقون ومهما سعى الطغاة، وأياً كانت نتائج تلك المحاولات، سواء في عودة النظام إلى مقعد في جامعة الدول العربية أو عودة العلاقات مع بعض الدول الداعمة له والتي في الواقع لم ينقطع دعمها جهاراً أو في الخفاء، فإن ذلك لن يغير ولن يُنقص شيئاً من الحقيقة، ومهما بذل العطارون من جهد ومال ونفاق فإنهم لن يستطيعوا أن يُجَمِّلوا أو يصلحوا ما أفسده للنظام.