ضجيج دبكات الانتخابات والهاربون من "سوريا الأسد" براً وبحراً بصمت

2021.05.23 | 06:02 دمشق

mastr2_1.jpg
+A
حجم الخط
-A

بعيداً عن صخب حلقات الدبكة والرقص في خيم الانتخابات المنصوبة في كل المدن والبلدات الخاضعة لسيطرة النظام، يغادر مئات السوريين يومياً بصمت "سوريا الأسد"، عبر البر والبحر، إلى مجهول جديد آملين أن يكون أفضل حالاً.

تصريح وزير الداخلية القبرصي، نيكوس نوريس، بأن بلاده "تعيش حالة طوارئ، بعد أن شهدت خلال الأسبوع الماضي موجة يومية من المهاجرين الواصلين إليها بحراً من ميناء طرطوس السوري"، لفت النظر إلى الحركة الكبيرة في خط تهريب جديد للسوريين الذي ضاقوا ذرعاً وفقدوا آخر أمل للبقاء في حكم النظام.

وتصل يومياً جموع الهاربين من النظام والعيش في كنفه إلى مناطق سيطرة المعارضة، عبر رحلة شاقة وخطرة ومكلفة؛ فهؤلاء إما وجدوا في إدلب وريف حلب مكاناً أفضل للعيش بعد أن هدأت فيه الجبهات، أو ممراً للوصول إلى تركيا عبر رحلة أخرى أكثر صعوبة وخطراً.

وفي حين سعى النظام وماكينته الإعلامية للترويج لإقبال السوريين في الخارج على الانتخابات، تأتي هذه الظاهرة المتجددة لهروب السوريين كأكبر دليل على نظرة السوريين للأسد ونظامه في تعرية واضحة لمزاعم النظام.

ويبدو أن روسيا التي لعقت أحذية المجتمع الدولي لإعادة اللاجئين السوريين، فقدت الأمل أخيراً في أن يعود سوري إلى كنف الأسد، فلم نسمع لافروف مؤخراً يتحدث عن ذلك.

وجد النظام وإعلامه في لبنان الحالة الأفضل للإقبال على الانتخابات، ولكن الصور لم تظهر أكثر من 5 آلاف سوري في طوابير السفارة، وذلك في بلد يحتوي على مليون ونصف مليون سوري، وليس ببعيد الاحتمال أن يكون معظم الذاهبين للانتخاب ممن تملكهم الخوف من ملاحقة النظام وشبيحته في لبنان.

لا يتوقف الأمر عند تجويع السوريين وعدم القيام بأي جهود تنقذ الانهيار المعيشي والاقتصادي، وإنما أردفه النظام بلجان الأحياء لجمع أموال من الأهالي وأصحاب المحال التجارية لطباعة صور للأسد وشعاراته، وذلك بحسب ما أكده كثيرون لموقع تلفزيون سوريا في المدن الخاضعة لسيطرة النظام.

أما فيما يخص الطلاب الذين يدرسون لأجل مستقبل مفقود، فعمدت حكومة النظام على فرض مواعيد الامتحانات في أسبوع الانتخابات المقبل، لإجبار الطلاب والمعلمين على المشاركة في مسيرات الدعم للأسد ونظامه.

وبالعودة إلى خط التهريب الجديد من الساحل السوري إلى قبرص، فإن المستفيدين والمشغلين لهذا الخط البحري لتهريب البشر، هم المسؤولون نفسهم عن الكارثة السورية، فاللاذقية وطرطوس تعدان المعقل الأكبر لميليشيات النظام وأقربائه المسيطرين عليها، وهذا يؤكد أن الحال سيبقى على هذا المنوال: سرقة الشعب وتجويعه وفتح البحر أمامه وأخذ آخر ما تبقى معه من أموال مقابل السماح لهم بمغادرة البلاد كأجرة للتهريب.

وبما أن الواقع نفسه والمجرم نفسه، فُتح خط تهريب جديد من السواحل اللبنانية إلى قبرص أيضاً، لكن من هنا ينطلق السوريون واللبنانيون معاً.

هكذا جعل الأسد وحليفه حزب الله من الموانئ الصدئة، منطلقاً للهاربين المستائين والمخدرات.