إلى شمالنا.. راية على جبين الشمس لا يحجبها كل الظلام

2023.02.22 | 06:12 دمشق

ءؤرلا
+A
حجم الخط
-A

ينفض الشمال السوري عنه غبار الزلزال كما فعل من قبل مع كل الزلازل التي ضربته، ليمضي في مسيرة نضاله ومقاومته، يحتقر الأمم المتحدة والأيادي التي صافحت الرئيس الكارثة، فلا يستجدي أحداً، كرجل قاطب الجبين لا تهتز كرامته، فيخزّن كل هذا الحقد والثأر المستدام مع جرعة إيمانية راسخة، في خلطة سورية تنتهي عند وضع واحد. السوري ضحية لكنها تقاوم، حتى وإن تقطعت الجبال الرواسي وحال بينه وبين الحرية أنهار الدم وجحافل المارقين.

وعلى أعتاب العام الـ 12 من الثورة السورية، يسقط رهان الإمبراطوريات والجيوش المارقة وقادة الثورات المضادة، بأن يستسلم السوري تحت صبيب البراميل والمتاجرة والخذلان واستفزاز الأيادي السوداء التي صافحت السفاح وهزات الأرض. قالها الشمال السوري: لا حاجة لنا بأمم متحدة وحلفاء مترددين ومتفرجين منافقين، فلدينا خوذة بيضاء وأخرى زيتية، وفدائيون تحت الأسقف المطوية وآخرون خلف الساتر، وملايين من أهلنا في كل بقاع الأرض، وآخرون خرقوا التقسيم السوري من أقصى الشرق في قافلة النضيدة. كل الزلازل تفلق الأرض، إلا زلزال سوريا رأبها.

لا يبيع السوري حتى صرخة الساروت، فيعيدها جنة جنة، وتكنس الأيادي البيضاء أنقاض المباني والأرواح، وينهض شمالنا بقدم واحدة وذراع ممزقة، بعد أن نهشته حرب النظام وحلفائه. ومن أقصى جزيرتنا العربية جاءت قوافل الخير، فأطعمهم الشمال وأكرم نزلهم وأثنى على زيارتهم. هذا الشموخ لم تكسره كل سياط الجلادين ورصاص الأمن وظلام المعتقلات وبارود الصواريخ وبرد الشتاء وجوع الحصار واختناق الكيماوي وسيولة الأرض.. وسيولة أخلاق المطبعين أيضاً.

المقابر الجماعية ليست مشهداً غريباً، هي منزل كريم لجثامين أحبتنا، وملتقانا في صباحات الأعياد، وتذكرتنا إلى الجنة، ونفخة على جمرة الثأر لكل من يمر بها، وأمانة الأجيال القادمة بأن كل هذا الدم المسكوب لم يكن فاتورة متوقعة عندما صاحت الحناجر للحرية، لكنه دم مقدس لهدف مقدس، لم يُبع ولن يباع ولن يهتز الشهداء في قبورهم، وسترقد الجثامين الطاهرة في طمأنينة يحميها الثبات على المبادئ الأولى.

إلى شمالنا.. قنديل يجابه الليل وقلادة عنق وسوار معصم وراية مزروعة على جبين الشمس وقوافل من التوابيت الخفيفة كأنها فراشات تطير إلى الله.

إلى شمالنا.. الحمد لله على السلامة

كلمات مفتاحية