icon
التغطية الحية

1.6 مليون برميل يومياً.. إيران تغرق الأسواق العالمية بالنفط الرخيص

2023.07.07 | 13:28 دمشق

مصافي النفط الإيرانية
حققت إيران 28 مليار دولار من مبيعات النفط الخام خلال السنة الفارسية الماضية أي نحو أربعة أضعاف العام 2021 - بلومبيرغ
تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن إيران تعمدت إغراق الأسواق العالمية بالنفط الرخيص، وبلغت شحنات النفط الإيرانية نحو 1.6 مليون برميل يومياً في المتوسط خلال شهري أيار وحزيران الماضيين.

وقالت الصحيفة إن صادرات النفط الإيرانية سجلت أعلى مستوى لها في خمس سنوات خلال الأشهر الأخيرة، مع إرسال المزيد من شحنات النفط الخام للصين ودول أخرى، مما يضيف كميات كبيرة إلى سوق الطاقة العالمي الذي يكافح وسط مخاوف بشأن الطلب.

ووفق الصحيفة الأميركية فإن الزيادة في إمدادات النفط الإيرانية تهدد بتقويض جهود السعودية ومنتجي النفط الخام الرئيسيين الآخرين لدعم الأسعار بخفض الإنتاج، حيث انخفضت قيمة النفط لنحو الخمس منذ أواخر العام الماضي، بفعل توقعات بتباطؤ الاقتصاد العالمي، ووفرة في الشحنات الروسية الرخيصة.

وأشارت إلى أن إيران تتحايل بشكل متزايد على العقوبات الأميركية، حيث تستأنف إدارة بايدن بهدوء المحادثات مع طهران، في محاولة لكسب إطلاق سراح السجناء الأميركيين المحتجزين لدى إيران، والحد من برنامجها النووي المتنامي.

الصين والنظام السوري وفنزويلا أكبر المشترين

ووفقاً لشركات تحليل بيانات مزودي السلع، بلغت شحنات النفط الإيرانية نحو 1.6 مليون برميل يومياً في المتوسط خلال شهري أيار وحزيران الماضيين، أي أكثر من ضعف المستوى الذي كان عليه قبل عام تقريباً، والأعلى منذ العام 2018، بعد أن أعادت الولايات المتحدة فرض عقوبات صارمة على البلاد.

وأوضحت "وول ستريت جورنال" أنه "في حين يصعب قياس الحجم والوجهة النهائية لمبيعات النفط الإيرانية، نظراً لطبيعتها السرية في كثير من الأحيان، تشير البيانات الواردة من العديد من الشركات التي تراقب تجارة الطاقة العالمية إلى أن الصين لا تزال أكبر زبون للنفط الإيراني الرخيص".

واستوردت بكين بشكل مباشر 359 ألف برميل يومياً من النفط الإيراني خلال شهر أيار، في ارتفاع عن نحو 266 ألف برميل في الشهر نفسه من العام الماضي 2022، فيما من المرجح أن تكون مبيعات إيران الفعلية للصين أعلى بكثير، وتشمل النفط المنقول عبر دول آسيوية وشرق أوسطية أخرى، وفق البيانات.

ومن بين كبار مشتري النفط الخام الإيراني أيضاً النظام السوري وفنزويلا، وكلاهما يخضعان لعقوبات أميركية، في حين يقول تجار إيرانيون إن النفط الإيراني يلقى اهتماماً متزايداً من مشترين آخرين في أميركا اللاتينية وإفريقيا.

إيران تستفيد من خفض إنتاج السعودية

وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أن إيران في شحنها للمزيد من النفط الخام، تعمل على تقويض محاولات المملكة العربية السعودية لإبقاء الأسعار أعلى من خلال الحد من الإنتاج.

ويقول مسؤولو قطاع الطاقة في إيران إن طهران تقدم خصماً يبلغ نحو 30 دولاراً للبرميل مقارنة بمنافسيها في الخليج العربي، بما في ذلك السعودية، مما يسمح لها بمنافسة النفط الروسي الرخيص.

وأضاف المسؤولون أن إيران، التي أعادت العلاقات الدبلوماسية مع المملكة العربية السعودية في اتفاق توسطت فيه الصين في وقت سابق هذا العام، تستفيد من خفض إنتاج الرياض، من خلال سد تلك الفجوة وإشباع رغبة بكين المتزايدة في النفط الرخيص.

وفي أيار الماضي، أعلنت إيران عن تعزيز إنتاجها من النفط الخام إلى أكثر من 3 ملايين برميل يومياً، ارتفاعاً من نحو 2.5 مليون برميل، قبل انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني في العام 2018، وإعادة فرض العقوبات.

يشار إلى أن إيران عضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" التي تقودها السعودية، لكن حصتها الإنتاجية داخل المنظمة عُلقت بسبب العقوبات الأميركية.

28 مليار دولار مبيعات النفط الإيراني خلال عام

ووفق "وول ستريت جورنال"، حققت إيران، التي يعتبر النفط فيها أكبر مصدر للعملة الأجنبية، 28 مليار دولار من مبيعات النفط الخام خلال السنة الفارسية التي انتهت في آذار الماضي، أي ما يقرب من أربعة أضعاف ما كانت عليه في العام 2021.

وتوفر الأموال للجمهورية الإسلامية شريان حياة لاقتصادها، الذي تضرر من ارتفاع معدلات التضخم وهبوط العملة، فضلاً عن العقوبات الأميركية المفروضة عليها.

ولفتت الصحيفة الأميركية إلى أنه من المحتمل أن تمنح صادرات النفط الإيرانية المتزايدة نفوذاً أكبر، وسط المحاولة الأخيرة للدبلوماسية بين واشنطن وطهران، فيما يبدو أن إدارة بايدن تركز على تهدئة التوترات، التي تصاعدت هذا العام، فمن غير المرجح أن تقدم تنازلات كبيرة مع اقتراب الحملة الرئاسية.