icon
التغطية الحية

وقف إطلاق نار بين مجموعات جاسم في درعا.. ما دور النظام بالاشتباكات؟

2023.05.08 | 17:17 دمشق

حظر تجول وحملة أمنية ضد "داعش" في جاسم شمالي درعا - AFP
مجموعات عسكرية في ريف درعا (AFP)
درعا ـ أيمن أبو نقطة
+A
حجم الخط
-A

أفادت مصادر لـ موقع تلفزيون سوريا، يوم الإثنين، بالتوصّل إلى اتفاق وقف إطلاق النار والاشتباكات بين مجموعات محلية في مدينة جاسم شمالي درعا.

وقالت المصادر إنّه بعد يومين من الاقتتال بين مجموعتين محليتين في جاسم، توصّل الطرفان إلى وقف إطلاق نار، عقب دخول رتلٍ من "اللواء الثامن" برفقة وجهاء من مدينة إنخل القريبة، لفض الاشتباكات.

واندلعت اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة وقذائف "RPG"، أمس الأحد، بين مجموعتين إحداها يتزعمها القياديان (توفيق الجلم ووائل الغبيني)، والثانية يتزعمها القيادي (عبد الله إسماعيل الحلقي) في مدينة جاسم.

وأدّت الاشتباكات إلى إغلاق الطرق المؤدية إلى الساحة العامة في جاسم، وسط مناشدات من المدنيين تدعو لإيقاف الاشتباكات والاستهدافات المباشرة التي تأثّرت بها الأحياء السكنية، وأدّت إلى مقتل الشاب (علاء إسماعيل الحلقي) وإصابة آخرين.

وبحسب المصدر فإن رتلاً عسكرياً من "اللواء الثامن" برفقة وجهاء من مدينة إنخل دخلوا إلى مدينة جاسم للتوسط في فض الاشتباكات، وتوصّلوا إلى اتفاق يقضي بوقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام، حتّى إيجاد حل يرضي الطرفين، اللذين تعهّدا الالتزام بالاتفاق.

بداية الاقتتال.. اتهامات متبادلة

أفاد قيادي سابق في الجيش السوري الحر لـ موقع تلفزيون سوريا، بأنّ الاقتتال الأخير وقع بعد مداهمة نفّذها عناصر من مجموعة القيادي توفيق الجلم (توفيق الحجي) والقيادي وائل خليل الجلم (وائل الغبيني)، استهدفت مزارع لـ عائلة الحلقي في منطقة المنصوري بمدينة جاسم، سرقوا خلالها المواشي واحتجزوا والد القيادي حسام الحلقي، قبل إطلاق سراحه لاحقاً.

وأضاف المصدر أنّ توفيق الجلم يتهم أشخاصاً من عائلة الحلقي بتدبير محاولة اغتياله، قبل ثلاثة أيام، التي أسفرت عن إصابته بجروح مع أحد مرافقيه في مدينة جاسم، في حين تنفي عائلة الحلقي هذه التهمة.

اقرأ أيضاً.. مَن وراء ظهور خلايا تنظيم الدولة في جاسم بدرعا؟ ومَن يقاتلهم؟

وأشار المصدر إلى أنّ "هناك محاولة لإشعال فتيل الفتنة بين المجموعات العسكرية المحلية في جاسم من قبل جهاز الأمن العسكري، الذي بات يتحكّم بـ 3 مجموعات في المدينة، في مقدّمتها مجموعة القيادي توفيق الجلم والقيادي وائل الغبيني".

وتحدّث المصدر عن محاولات من رئيس جهاز الأمن العسكري لؤي العلي، في خلق فتنة عشائرية بمدينة جاسم ضد مجموعات محلية أسهمت مؤخراً بإخراج مظاهرات شعبية مناهضة للنظام وتُطالب بالإفراج عن المعتقلين.

"تعاون بين الأمن العسكري وداعش"

وسبق أن كشفت محادثات صوتية تعود للقيادي وائل الغبيني - أحد أطراف الاقتتال في جاسم - يُبلّغ فيها أحد عناصر تنظيم الدولة (داعش) عن مكان وجود القيادي المحلي كنان العيد برفقة أشخاص آخرين في منزله، وذلك بهدف مداهمة منزله واغتياله، وهو ما حدث فعلاً في الـ 3 من شهر حزيران 2022.

وجاء اغتيال "العيد" بعد يومين من عودته من دولة الإمارات والحديث عن نية لـ تشكيل جسم عسكري هدفه وقف المد الإيراني في الجنوب السوري، وكان من المتوقّع أن يكون "العيد" مسؤولاً عن المنطقة الشمالية الغربية من درعا في التشكيل.

وأشار المصدر إلى استخدام "الغبيني" كأداة من قيادات "داعش" سابقاً بهدف اغتيال عدد من الأشخاص في مدينة جاسم، قبل أن تُطلق المجموعات المحلية بما فيها مجموعة "وائل الغبيني"، عملاً عسكرياً ضد خلايا التنظيم في المنطقة.

وبيّنت المعركة الأخيرة اعترافات رامي الصلخدي - أحد قياديي تنظيم الدولة - بعمله لصالح جهاز الأمن العسكري، وأنّ  الأخير طلب منه اغتيال شخصيات معارضة للنظام فيها.

ومنذ مطلع العام الجاري 2023، سجّل مكتب توثيق الانتهاكات في "تجمع أحرار حوران"، 11 عملية ومحاولة اغتيال في مدينة جاسم، أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة آخرين بجروح متفاوتة.

"طرف ثالث"

أحد وجهاء مدينة جاسم - رفض الكشف عن اسمه - قال لـ موقع تلفزيون سوريا، إنّه لا يستبعد وقوف طرف ثالث خلف التوترات الأخيرة في مدينة جاسم، مشيراً إلى دور خفي لأجهزة النظام الأمنية، في محاولة لخلق النزعة العشائرية في المدينة.

وأشار إلى أن عشائر مدينة جاسم كانت متكاتفة إلى حد كبير، خاصة مع الإجماع الشعبي لطرد خلايا تنظيم الدولة (داعش) من المدينة، أواخر العام الماضي، لكن حالة الفوضى والخلافات ظهرت، مؤخّراً، بين عدد من المجموعات التي أسهمت بطرد التنظيم من المنطقة.

وأضاف بأنّ هناك سعياً حثيثاً من قبل وجهاء مدينة جاسم وآخرين من مدينة إنخل لعدم تجدّد الاقتتال، التي سبق أن أدّت إلى أضرار بشرية ومادية، وسبّبت الرعب والخوف بين المدنيين.

يشار إلى أنّه وبعد التوصّل لاتفاق يقضي بوقف إطلاق النار في مدينة جاسم لمدة ثلاثة أيام، يسعى وجهاء محلّيون لإيجاد حل يرضي الطرفين، وينهي حالة الاقتتال في المدينة بشكل نهائي.