icon
التغطية الحية

واقع التعليم في شمال غربي سوريا.. تحديات ومصاعب

2022.01.16 | 13:22 دمشق

جامعة حلب الحرة
جامعة حلب الحرّة شمال غربي سوريا (إنترنت)
+A
حجم الخط
-A

يُشكّل التعليم في مناطق شمال غربي سوريا تحديات ومصاعب متعددة، فقد تأثر قطاع التعليم بشكل كبير نتيجة قصف نظام الأسد وروسيا للبنى التحتية وأبرزها المدارس، الأمر الذي أدّى إلى كارثة تهدّد مستقبل أجيال السوريين.

وسبق أنّ صرّحت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) عن خطورة واقع التعليم في سوريا، وقالت إنّ نسبة الطلاب السوريين غير الملتحقين بالتعليم نتيجة قصف "النظام" للمدراس قد بلغت 39%.

مع الواقع المرير الذي يعيشه أهالي مناطق الشمال السوري، استطاع القائمون على المكاتب التعليمية من إصلاح أكثر من 75 مدرسة في منطقة "درع الفرات" في ريف حلب، تحديداً في مدينتي الباب وجرابلس، وجرى إعادة تأهليها وتوفير مستلزمات التعليم واستئنافه فيها.

لم تقتصر الجهود فقط على دعم المراحل الابتدائية بل افتتحت الكليات والمعاهد والجامعات العامة والخاصة إضافةً إلى افتتاح فروع للجامعات التركية، واتجه كثير من الطلاب بعد انتهائهم من المرحلة الثانوية للتسجيل بتلك الجامعات مثل: جامعة غازي عنتاب التركية (الحكومية)، جامعة باشاك شهير التركية، جامعة حلب الحرة، جامعة الشام الدولية، جامعة المعالي الخاصة، جامعة إدلب، وغيرها من الجامعات التي افتتحت مؤخرا في شمال غربي سوريا.

ولكنّ كثيرا من الطلاب يفضل جامعة غازي عنتاب كونها جامعة حكومية تركية، وقد افتتحت ثلاث كليات تابعة لها في مدن الباب واعزاز وعفرين، إضافة إلى تسعة معاهد في جرابلس.

ومع توجه كثير من الطلاب لاختيار الجامعة التركية بسبب شهاداتها المعترف فيها، واجه الطلاب متاعب الحصول على شهادة الـ"يوس (YÖS)" وامتحان اللغة التركية "تومر (TOMER)"، الأمر الذي حرم آلاف الطلاب من الالتحاق بالجامعة التركية وفضّلوا الالتحاق بالجامعات المحلية.

جامعة حلب الحرّة من التأسيس إلى التخريج

جامعة حلب الحرّة هي مؤسسة تعليمية رسمية، أسست عام 2015، وتتبع للحكومة السورية المؤقتة، وبحسب ما قال مدير الجامعة عبد العزيز الدغيم لموقع تلفزيون سوريا فإنّ الجامعة استطاعت رغم الظروف الصعبة التي تواجهها من تخريج أكثر من 3140 طالباً، بينهم 114 طبيبا وطبية، ومنهم مَن أتم الدراسات العليا.

وأضاف "الدغيم" أنّهم يعملون على "تهيئة الظروف التعليمية الجامعية لأكثر من 10 آلاف طالب وطالبة، وأكثر من 500 طالب في الدراسات العليا (ماجستير ودبلومات التأهيل التربوي)".

وتضم "جامعة حلب الحرّة" 31 فرعاً مع المعاهد التقنية والأقسام وهي: كليات الطب البشري وطب الأسنان والصيدلة والعلوم الصحية والهندسة المعلوماتية وهندسة الميكاترونيك والهندسة الزراعية والهندسة المدنية والاقتصاد والحقوق والعلوم السياسية والإعلام والتربية والشريعة (والعلوم التي تضم قسم الكيمياء والرياضيات وعلم الاحياء)، والآداب والعلوم الإنسانية وتضم أقسام: اللغة العربية والإنكليزية والتركية والجغرافيا والتاريخ.

وتوفّر الجامعة أربعة معاهد تقنية هي: المعهد التقاني الطبي والمعهد التقني الإعلامي والمعهد التقني لإدارة الأعمال والمعهد التقني للحاسوب، إضافة لإمكانية تقديم رسائل الماجستير لكل فرع وأطروحة الدكتوراه أصبح متاحاً لكثير من التخصصات.

وأشار "الدغيم" إلى أنّه "رغم قلة مصادر التمويل للجامعة واعتمادها على أقساط طلابها بنسبة تزيد على 60%، أسّسوا ضمن حرم الجامعة في اعزاز أربعة طوابق خاصة بكلية طب الأسنان ومخابره ومساحته تزيد على 600م، وطابق جديد لقسم الهندسات يزيد على 1200م ويتسع لأكثر من 600 طالب، وأصبح هناك مجال لاستيعاب عدد طلاب أكبر، بالإضافة إلى تأسيس مركز الدراسات والأبحاث وتأسيس مدرج الجامعة ومسجد عبارة عن 3 طوابق مكوّن من المصلى والمكتبة وقاعة مطالعة".

هل شهادة "جامعة حلب الحرّة" معترف بها دولياً؟

وفي سؤال عن شكل العلاقة بين جامعتي حلب وإدلب قال "الدغيم": إنّه "لا علاقة رسمية بين الجامعتين من حيث التنسيق أو الترتيب، لكن هنالك علاقة ودية من حيث زمالة الهيئة التدريسية والطلاب، وهناك محاضرون يدرسون في كلتا الجامعتين، مع إمكانية استقبال طلاب جامعة إدلب ضمن نظام النقل".

وبخصوص السؤال الأهم الذي يؤرّق آلاف الطلاب عن تأمين اعتراف دولي بشهادة "جامعة حلب الحرّة" أشار "الدغيم" قائلاً: "لا يوجد اعتراف، لكننا نحاول توفير جميع معايير الجودة الأكاديمية من حيث الخطة التدريسية وأعضاء هيئة التدريس والطلاب وشهاداتهم السابقة، وفي حال الاعتراف الدولي بمؤسسات الثورة والحكومة السورية المؤقتة، سيتم الاعتراف بجامعتي حلب وإدلب والشهادات الصادرة عنهما".

وسَعت جامعة حلب الحرّة عبر إدارتها - وفق "الدغيم" - إلى فتح العلاقات الخارجية مع الجامعات التركية والدولية من أجل تسهيل خطوة الاعتراف الدولي وضمان حقوق شهادات طلاب الجامعة، وقد حصلت الجامعة على ترتيب عالمي، بحسب موقع "ويبوميتركس" المتخصّص بتقييم الجامعات.

وذكر "الدغيم" أنّهم "عقدوا شراكات مع جامعات تركية، وهنالك عدد من الطلاب يدرسون الآن في جامعات تركية كـ: ماردين وحرّان وكاربوك وكوتاهيا وغيرها، وذلك عن طريق شهادات صادرة من جامعة حلب الحرّة"، مردفاً "لكنها حقيقة ليست كافية".

تأمين فرص العمل لخريجي "جامعة حلب الحرّة"

أجاب "الدغيم" عن سؤال إمكانية تأمين فرص العمل للخريجين بأنّ "هذه من مهام الحكومة السورية المؤقتة والمجتمع وليست من مهامنا، فنحن جهة تعليمية هذه مهمتنا، ولا توجد جامعة في العالم تعلّم الطالب وتوظفه، بل تهيئه للمجتمع وعلى منظمات المجتمع المدني والحكومة إيجاد فرص عمل للخريجين".