icon
التغطية الحية

هل يلعب النظام السوري ورقة "داعش" و"القاعدة" ضد درعا؟ 

2021.12.15 | 11:14 دمشق

2018-07-06t200504z_1411743499_rc17ebe75fa0_rtrmadp_3_mideast-crisis-syria.jpg
عناصر من قوات النظام في درعا ـ رويترز
إسطنبول ـ فراس فحام
+A
حجم الخط
-A

شهدت الأسابيع القليلة الماضية عودة نشاط خلايا تتبع لتنظيمي الدولة  و"حراس الدين" في محافظة درعا، بالتوازي مع انحسار الانتشار العسكري والأمني للنظام السوري الذي أعقب عملية التسوية الجديدة في آواخر شهر أيلول 2021. 

وثمة مؤشرات حقيقية تشير إلى تساهل من طرف نظام السوري والميليشيات المدعومة إيرانياً مع وجود نفوذ للتنظيمين في محافظة درعا، قد يكون الهدف منها حسابات سياسية خاصة مستقبلية. 

تسوية شكلية وانحسار السيطرة الأمنية لنظام الأسد  

أكد مصدران في اللجان المفاوضة باسم محافظة درعا لموقع تلفزيون سوريا أن التسويات التي تمت قبل عدة أشهر كانت إعلامية وشكلية أكثر من كونها واقعية، حيث لا يزال الآلاف من المقاتلين المناهضين للنظام يحتفظون بالسلاح الخفيف على امتداد جغرافية المنطقة. 

وأفادت المصادر بأن الانتشار الأمني لنظام الأسد بدأ بالانحسار منذ تشرين الثاني، ويقتصر على الاحتفاظ بنقاط جرى إنشاؤها بعد التسوية، وينتشر فيها عشرات العناصر في: طفس – درعا البلد – الشجرة – بصر الحرير. 

وبحسب روايات ميدانية، فإن عمليات تجنيد المقاتلين لصالح الميليشيات الإيرانية المختلفة قد توقفت بشكل كامل، وكذلك التحركات الأمنية تكاد لا تذكر، والمرجح أن هذا يتم بضغط من روسيا حفاظاً على تفاهماتها مع الأطراف الدولية خاصة الولايات المتحدة وإسرائيل. 

ترجيحات المطلعين على ملف التفاوض مع اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري ومن خلفها روسيا، تشير إلى دور دولي ضاغط يمنع الانتشار الأمني والعسكري للنظام السوري، على اعتبار أنه غطاء لنشاط الخلايا التابعة لإيران. 

تسهيل نشاط خلايا داعش وحراس الدين  

في مطلع شهر كانون الأول الجاري، أطلقت استخبارات النظام السوري دفعة موقوفين من محافظة درعا، بينهم خلية تتبع لتنظيم الدولة بقيادة أمير سابق في التنظيم يدعى "الجاعوني" وينحدر من منطقة حوض اليرموك. 

وفي وقت سابق أفرج النظام عن قيادات بارزة في "جيش خالد بن الوليد"، المبايع لتنظيم "داعش"، ونشط في منطقة حوض اليرموك بمحافظة درعا، وأبرز هؤلاء القيادات: محمد مهنا البريدي - علي أحمد البريدي – عدي هلال المصري – عمر هايل الرفاعي. 

ووصل خلال الأسابيع الماضية العديد من عناصر التنظيم إلى الريف الشرقي لمحافظة درعا، قادمين من البادية السورية، حيث عبروا منطقة اللجاة الخاضعة نظرياً لقوات النظام وميليشيا حزب الله اللبناني. 

تنظيم حراس الدين بدوره دفع ببعض الخلايا التابعة له إلى القنيطرة ودرعا، بعد أن هربت من حملات هيئة تحرير الشام في محافظة إدلب، وقد اجتازت تلك الخلايا حواجز عسكرية تتبع للنظام السوري، لابد من المرور منها قبل الوصول من شمالي البلاد إلى جنوبها. 

ووصلت بعض خلايا تنظيم حراس الدين في الآونة الأخيرة إلى ريف محافظة القنيطرة الغربي، واللافت أن المنطقة ذاتها تشهد حراكاً ملحوظاً لمجموعات تتبع ميليشيا حزب الله اللبناني. 

ويتخوف المقاتلون المناهضون للنظام، من وجود مخطط لإفساح المجال أمام التنظيمين لتوسيع نفوذهما، ثم الاصطدام مع مقاتلي فصائل الجيش الحر سابقاً والمجتمع المحلي، بهدف إضعاف المكونات التي أعاقت سيطرة نظام الأسد على درعا، ولخلق مبررات أمام الأطراف الدولية الفاعلة لعمليات عسكرية مستقبلية قد تكون قيد التجهيز. 

ويبدو أن سيناريو نشر الفوضى وإنهاك المجتمع المحلي في الصدامات مع مجموعات محلية مسلحة، هو الأكثر تفضيلاً فيما يتعلق بملف جنوبي البلاد الخاضع لحسابات سياسية دولية متعلقة بالتنافس الإيراني – الإسرائيلي، إذ إن كلاً من المخابرات العسكرية والسياسية التابعة للنظام السوري تدعم انتشار ميليشيات محلية في السويداء، تعمل على نشر المواد المخدرة وتنفذ عمليات خطف وتصفية، وبذلك تضع المكونات المحلية أمام مواجهة مباشرة في ظل عدم القدرة على تطبيق الحل العسكري الشامل.