icon
التغطية الحية

هل تكون كرواتيا "الحصان الأسود" في مونديال قطر؟

2022.10.01 | 15:06 دمشق

منتخب كرواتيا ومنتخب فرنسا
لو أرادت كرواتيا أن تكون "الحصان الأسود" في مونديال قطر عليها أن تكون ندّاً قوياً ولا تعتمد كثيراً على الحظ
إسطنبول - هاني العبد الله
+A
حجم الخط
-A

قبل كل مونديال كأس العالم يقوم المحللون وعشاق كرة القدم، باختيار قائمة تضم أقوى المرشحين لحصد كأس العالم، لكن في بعض الأحيان يكسر التوقعات منتخب يُفاجئ الجميع ويحقق اللقب أو يصل إلى الأدوار النهائية، لهذا يُطلق عليه في نهاية البطولة لقب "الحصان الأسود".

في مونديال روسيا الأخير، استحق المنتخب الكرواتي عن جدارة لقب "الحصان الأسود"، فأشدّ المتفائلين كان يتوقع وصوله إلى دور الـ 16 فقط.

لكن كرواتيا فاجأت حينذاك الجميع بعدما تصدّرت مجموعتها بالعلامة الكاملة، وألحقت هزيمة قاسية بالأرجنتين، وسارت بعيداً في المونديال، ووصلت إلى المباراة النهائية مقدمةً أداءً أبهر الجميع، لكنها خسرت فرصة تحقيق اللقب أمام فرنسا.

"الحصان الأسود" في مونديال 98

لم تكن هذه المرة الأولى التي تنال فيها كرواتيا لقب "الحصان الأسود"، بل سبق أن أُطلق عليها هذا اللقب في كأس العالم 1998.

في ذلك المونديال الذي أقيم في فرنسا، كسرت كرواتيا كل التوقعات، فرغم أنها كانت تشارك للمرة الأولى في كأس العالم، لكنها استطاعت التأهل للدور الثاني.

ليس هذا فحسب، بل أطاحت كرواتيا بالمنتخب الروماني الذي كان بطل المجموعة، ثم أقصت ألمانيا من الدور ربع النهائي بثلاثية نظيفة، في مفاجأةٍ من العيار الثقيل.

كرواتيا
منتخب كرواتيا

وصل المنتخب الكرواتي حينذاك إلى المربع الذهبي، وخرج بشرف أمام فرنسا مستضيفة البطولة، لكنه عوّض ذلك الاخفاق بتحقيقه المركز الثالث، بعد فوزه على المنتخب الهولندي الذي كان أحد المرشحين للفوز بالمونديال.

طبعاً غياب المنتخب الكرواتي عن جميع نسخ كأس العالم التي سبقت مونديال 1998، ليس لأنه كان منتخباً ضعيفاً، بل لأن كرواتيا كما تعلمون كانت جزءاً من منتخب يوغوسلافيا، قبل استقلالها عنه عام 1992، وتأسيسها اتحاداً رياضياً جديداً، وانضمامها للفيفا والاتحاد الأوروبي لكرة القدم.

"مودريتش" مركز الثقل

تمتلك كرواتيا كوكبة من النجوم في مختلف الخطوط، يمكن أن تعطيها القدرة على صنع الفارق وقلب التوقعات والإطاحة بالمنتخبات المرشحة للفوز باللقب، كما فعلت مع ألمانيا في عام 1998، ومع الأرجنتين وإنكلترا في مونديال 2018.

مركز الثقل لدى كرواتيا يتمثل في خط الوسط، وعلى رأسهم لوكا مودريتش نجم وسط ريال مدريد، والذي يعتبر لاعب متعدد المواهب، ويمتلك قدرات كبيرة في المراوغة وصناعة الأهداف وحتى التسجيل من خارج منطقة الجزاء.

يتمتع مودريتش بقدرة مذهلة في السيطرة على الكرة، ولا يقف شيء في وجهه عند محاولته الاستحواذ عليها، بالإضافة لتمريراته المتقنة وإتمام الهجمات بشكلٍ مذهل

رغم تقدم لوكا في العمر (37) سنة، لكنه مازال قادراً على العطاء، ولا يختلف اثنان بأن روحه القيادية ستكون مصدر إلهام لكرواتيا في قطر.

جماعية ومرونة في اللعب

يتمتع المنتخب الكرواتي بالمرونة في اللعب، والقدرة على مواجهة التحديات والصمود أمام الخصوم، والانتفاض بعد الانتكاسات.

رغم أن مودرتيش هو النجم الأبرز في المنتخب، لكن ما يميّز كرواتيا أنها لا تعتمد على لاعب واحد، بل تلعب بطريقة جماعية، فكل المنتخبات التي اعتمدت على نجمٍ وحيد، فشلت في تحقيق أي إنجاز خلال البطولة.

إلى جانب مودريتش، لا يمكن إنكار أن هناك نجوما آخرين كذلك في كرواتيا، حيث يوجد في خط الوسط، كل من إيفان راكيتيتش، ماتيو كوفاتشيتش، وجميعهم يقومون بأدوارٍ مهمة في صناعة الأهداف أو تسجيلها.

كرواتيا

في الخط الأمامي هناك خيارات عديدة بيد المدرب قادرة على تشكيل خطر على دفاعات الخصوم الكبار، أمثال ريبيتش وبروزفيتش، الذيّن يتميزان بالسرعة في الهجمات المرتدة، إضافةً إلى وجود قناصين داخل منطقة الجزاء، ومنهم كرامريتش.

طبعاً لا يجب أن ننسى الدور الكبير الذي لعبه المدرب "زلاتكو داليدتش" في تطوير مستوى المنتخب، فرغم أنه تسلّم قيادة كرواتيا في الرمق الأخير من التصفيات المؤهلة إلى مونديال روسيا.

إلا أنه استطاع مساعدة المنتخب في التأهل لكأس العالم 2018، ليس هذا فحسب، بل قاده كذلك إلى المباراة النهائية.

نجح المدرب "داليدتش" في صناعة منتخب عنيد، يعتمد على الأداء الجماعي على المستوى الهجومي والدفاعي، ولديه قدرات رائعة في العرضيات، بالإضافة إلى الاختراق من العمق والتسديدات البعيدة.

بداية في المتناول

كرواتيا وقعت في المجموعة السادسة، إلى جانب بلجيكا وكندا والمغرب، ويبدو من الناحية النظرية أن رفاق مودريتش وهازارد هما المرشحين لخطف بطاقتيّ التأهل للدور الثاني.

الصراع سيكون غالباً على صدارة المجموعة، ولا شك أن بلجيكا تتفوق على كرواتيا من الناحية الفنية والبدنية والتكتيكية، لاسيما أن الأخيرة فقدت جزءاً من مستواها بعد مونديال روسيا.

كرواتيا مرشحة لبلوغ دور الـ 16، لكن المفارقة أنها سواءً خطفت الصدارة أو تأهلت عن المركز الثاني، فإنها ستواجه منتخبان كبيران إما إسبانيا أو ألمانيا.

ملامح "الحصان الأسود" ستظهر في دور الـ 16، فلو استطاعت كرواتيا الإطاحة بإسبانيا أو ألمانيا، فلا شك أنها ستكون رقم صعب أمام باقي المنتخبات المرشحة للفوز بمونديال قطر، كما فعلت في كأس العالم الأخير.

هل وقف الحظ مع كرواتيا؟

رغم أن كرة القدم لا تعترف بالمنطق، لكن لو أردنا الحديث بواقعية، فكرواتيا التي كانت "الحصان الأسود" في مونديال روسيا، وقف الحظ إلى جانبها مرتين، حيث واجهت منتخبات سهلة نسبياً في الأدوار الإقصائية، الدنمارك في دور الـ 16، وروسيا في دور ربع النهائي.

المرة الثانية التي ابتسم فيها الحظ لكرواتيا، أنها أقصت الدنمارك وروسيا عبر ركلات الترجيح، أو ما تسمى بركلات الحظ.

لذا لو أرادت كرواتيا أن تكون "الحصان الأسود" في مونديال قطر، وتصنع المفاجأة من جديد، فعليها أن تكون ندّاً قوياً، ولا تعتمد كثيراً على الحظ.

لكن مع وجود منتخبات كبيرة كالبرازيل والأرجنتين وفرنسا وبلجيكا وإنكلترا واسبانيا، فيبدو أن كرواتيا لن يكون لها نصيب من "الحصان الأسود" في قطر، وقد تخرج غالباً من الدور الثاني، وربما لا نشاهد حصاناً أسود آخر أبداً في قطر، ويصل إلى الأدوار النهائية أو يفوز بالكأس، المنتخبات القوية المرشحة مسبقاً فقط.