icon
التغطية الحية

بعد 56 عاماً.. هل يحقق منتخب إنكلترا اللقب للمرة الثانية في مونديال قطر؟

2022.09.08 | 19:30 دمشق

المنتخب الإنجليزي
أول مباراة دولية في تاريخ كرة القدم خاضها المنتخب الإنكليزي مع اسكتلندا في العام 1872
إسطنبول - هاني العبد الله
+A
حجم الخط
-A

قصتها في كأس العالم لغز محيّر، فرغم أن أرضها مهد كرة القدم الحديثة، ودوريها الأقوى على الإطلاق، وأنديتها الأكثر ثراءً، ورغم مشاركتها 15 مرة في المونديال، فإنها توّجت مرة واحدة فقط بكأس العالم سنة 1966.

تلك حكاية إنكلترا، التي يأمل عشاقها أن ينصفها المنطق، ويعود لاعبوها من مونديال قطر حاملين الكأس الذهبية، فهل يفعلونها؟

المنتخب الإنكليزي صاحب تاريخ عريق، فأول مباراة دولية في تاريخ كرة القدم، كانت بين إنكلترا واسكتلندا عام 1872.

الإنكليز في 10 سنوات

قبل أن نتكلم عن حظوظ إنكلترا في كأس العالم 2022، لا بدّ أن نسلّط الضوء على مستواها في السنوات العشر الأخيرة.

في يورو 2012 خرج المنتخب الملقب بـ "الأسود الثلاثة" من ربع نهائي البطولة على يد إيطاليا، رغم تحقيقه الصدارة في دور المجموعات.

مستوى إنكلترا هبط بشكلٍ رهيب في مونديال 2014، حيث خرجت من الدور الأول، وهي في ذيل المجموعة.

في يورو 2016 استمر أداء الإنكليز بالتخبّط، فرغم اجتيازهم دور المجموعات، إلا أنهم خرجوا من الدور الثاني أمام منتخب "أيسلندا" الضعيف، في مفاجأةٍ من العيار الثقيل.

المنتخب الإنجليزي

استياء عشاق إنكلترا من تذبذب مستوى منتخب بلادهم، دفع الاتحاد الإنكليزي، إلى تعيين "غاريث ساوثغيت" مدرباً للمنتخب.

المدرب "ساوثغيت" حقق أكثر بكثير مما كان متوقعاً منه، حيث نجح بقيادة "الأسود الثلاثة" لتحقيق المركز الرابع في مونديال روسيا.

إنكلترا واصلت التألق تحت إدارة "ساوثغيت"، وبلغت نهائي يورو 2020، وكانت على بعد خطوةٍ من تحقيق أول لقبٍ قاريٍ في تاريخها، لكن ركلات الحظ عاندتها، وخسرت النهائي أمام إيطاليا.

استمر مستوى إنكلترا في نسقٍ تصاعدي، حيث نجحت في التأهل لكأس العالم في قطر مباشرةً، بعدما تصدّرت مجموعتها التاسعة في التصفيات الأوروبية.

أوراق رابحة

يمتلك منتخب إنكلترا تشكيلة مميزة من اللاعبين، خاصةً في خط الهجوم، حيث يوجد الهدّاف هاري كين، إلى جانب ماسون ماونت، جاك جريليش، بوكايو ساكا، جادون سانشو، ورحيم سترلينغ، ما يمنح المدرب خيارات عديدة.

من النقاط التي تميّز الإنكليز، أنهم خطيرون في المرتدات، بفضل سرعة الأجنحة، ومع وجود مهاجم قناص كهاري كين، فأي هجمة سريعة قد تشكّل خطراً على الخصم.

عشاق "الأسود الثلاثة" لطالما اشتكوا من سوء المدربين وضعف شخصيتهم أمام النجوم الكبار، لكن الوضع تغيّر بشكلٍ واضح مع المدرب الجديد.

يمتلك المدرب "جاريث ساوثجيت" شخصية قوية، قادرة على السيطرة على نجوم من الطراز العالمي، وخلق الانسجام بينهم، واختيار اللاعبين الأكثر تجانساً.

الاستقرار الفني في المنتخب الإنكليزي نقطة إيجابية جداً، حيث يشرف المدرب على تدريب "الأسود الثلاثة" منذ ست سنوات، واستطاع خلال السنوات السابقة ايجاد التوليفة الأفضل، التي تجمع بين الشباب والخبرة.

مخاوف

رغم أن المدرب "ساوثغيت"، يمتلك الكثير من المزايا التي تمنح قوة للمنتخب، لكنه في المقابل يعاني من بعض السلبيات.

حوّل "ساوثغيت" أسلوب لعب المنتخب من 3-4-3، التي كانت تمنح الأظهرة حرية التحوّل إلى أجنحة وشن هجمات سريعة، إلى خطة 4-2-3-1، والتي تقيّد حركة الظهيرين، وتجعل المنتخب أكثر ميلاً إلى اللعب الدفاعي.

المنتخب الإنجليزي

إنكلترا لديها مشكلة في الخطوط الخلفية، تتمثل في بطء الخروج بالكرة من مناطق الدفاع، في حال كان الخصم يمارس ضغطاً قوياً، إلى جانب ارتكاب المدافعين كـ "هاري ماجواير"، أخطاءً فادحة.

منتخب "الأسود الثلاثة، ليس لديه حارس مرمى صف أول منذ سنوات، وبالتحديد منذ أن ابتعد "جو هارت" عن مستواه المعهود وتقدّم في السن.

من النقاط السلبية الواضحة والغريبة، أن أغلب لاعبي إنكلترا، يتألقون مع فرقهم، بينما يقدمون مستوى متدنيا مع المنتخب، مثل فودين وماونت وسانشو وكين.

الصحافة الإنكليزية نقطة سلبية للغاية تؤثر على أداء المنتخب، حيث تسعى دوماً لتضخيم الأمور، فعبارة "الكأس ستعود إلى المنزل"، أكثر عبارة يتم ترديدها كل مونديال في الإعلام، ما يزيد الضغط على اللاعبين، ويعطي نتائج عكسية.

الطريق إلى الكأس الذهبية

وقعت إنكلترا في المجموعة الثانية، مع منتخباتٍ تبدو في متناولها، حيث ستواجه كلاً من إيران والولايات المتحدة الأميركية وويلز على التوالي.

المنتخب الإنكليزي بحكم نجومه المميزين وتواضع مستوى المنتخبات المشاركة في مجموعته، هو المرشح الأول لخطف صدارة المجموعة وبلوغ الدور الثاني.

تأهل "الأسود الثلاثة" لدور الـ 16 كأول المجموعة، سيجعلهم أقرب لمواجهة الإكوادور، في مواجهة ليست سهلة، خاصةً أن الأكوادور كانت ثالث المتأهلين عن قارة أميركا الجنوبية.

خبرة إنكلترا ونجومها الكبار، يرجّح كفتها لبلوغ الدور ربع النهائي، والذي قد تواجه فيه بطل النسخة السابقة (فرنسا).

الغالبية ترشح "الديوك الفرنسية" لحسم التأهل، لكني أرى المنتخب الانكليزي الأقرب للتأهل للمربع الذهبي، حيث إن مستوى فرنسا تراجع بعد حصدها كأس العالم، والدليل اقصاؤها المفاجئ من يورو 2020 أمام سويسرا، بينما إنكلترا تسير في نسقٍ تصاعدي.

نهاية مشرّفة

إذا فرض المنطق نفسه، فمن المتوقع أن يلتقي في الدور نصف النهائي، منتخبا بلجيكا وإنكلترا في قمةٍ نارية، ورغم صعوبة التوقع، لكني أرشح الإنكليز لبلوغ نهائي مونديال قطر.

وفق الحسابات وقراءة مستوى المنتخبات، فمن الممكن أن يصطدم "الأسود الثلاثة" مع المنتخب البرازيلي، الذي يبدو أنه المرشح الأول بلا منازع لحصد اللقب، في ظل المستوى الخارق الذي يقدمه، والنجوم الكبار في صفوفه، وبالتالي ستفشل إنكلترا في لمس الذهب، لكنها ستكون نهاية مشرّفة لو حصلت.

يبقى هذا السيناريو مجرد تحليلات وتوقعات، قد تتغيّر على أرض الواقع اذا حصلت مفاجآت، أو اذا كرّرت إنكلترا عادتها الغريبة في البطولات الكبرى، وهي أن تدخل المونديال أو اليورو، وهي مرشحة فوق العادة للذهاب بعيداً، لكن سرعان ما تخرج مبكراً من الباب الضيّق، فهل يُعاد هذا السيناريو مجدداً في قطر؟!