icon
التغطية الحية

لهذه الأسباب ستكون البرازيل الأقرب للفوز بكأس العالم

2022.07.02 | 16:16 دمشق

منتخب الأرجنتين
البرازيل كانت مرشحةً للفوز بكأس العالم 2018 لكنها خرجت من الدور ربع النهائي أمام بلجيكا
إسطنبول - هاني العبد الله
+A
حجم الخط
-A

لطالما كانت البرازيل مصدر رعبٍ لكل المنتخبات، وعلى رأس قائمة المرشحين للفوز باللقب في كل بطولة تشارك فيها، كيف لا وهي صاحبة الرقم القياسي بعدد مرات الفوز بكأس العالم.

رغم القوة الضاربة التي تمتلكها البرازيل، والتاريخ العريق الذي يزيّن مسيرتها، لكنها فشلت في الفوز بالمونديال في آخر عشرين سنة، ما يجعلها متحفزة لتجاوز تلك السنوات العجاف والظفر بكأس العالم في قطر.

تطور لافت

المنتخب البرازيلي يدخل كأس العالم، وهو مرشح فوق العادة للفوز باللقب، حيث تطور بشكلٍ لافت تحت قيادة المدرب تيتي، الذي تولى قيادة المنتخب قبل ست سنوات، وحوّله لقوةٍ ضاربة لا يُستهان بها.

البرازيل كانت مرشحةً للفوز بكأس العالم 2018، لكنها خرجت من الدور ربع النهائي أمام بلجيكا.

هذا التعثر لم يحبط عزيمة "السيليساو"، بل على العكس كان حافزاً له للنهوض مجدداً بقوة، وبالفعل وصلت البرازيل إلى نهائي كوبا أميركا مرتين في 2019 توجت باللقب، وفي 2021 خسرت النهائي أمام الأرجنتين.

 

منتخب الأرجنتين

 

المنتخب البرازيلي استمر بالتطور بنسقٍ تصاعدي، حيث كان أول المتأهلين لمونديال قطر عن قارة أميركا الجنوبية، قبل خمس جولات من نهاية التصفيات.

ليس هذا فحسب، بل إن البرازيل أنهت التصفيات في الصدارة برصيد 45 نقطة وبلا أي خسارة، لتصبح أكثر منتخب يصل إلى ذلك العدد من النقاط في النسخة نفسها.

هذا التطور اللافت في أداء "راقصي السامبا"، جعلهم يتربعون على عرش التصنيف العالمي للفيفا، كأفضل منتخب في العالم.

قوة ضاربة

تاريخ "السيليساو" بحد ذاته يعتبر نقطة قوةٍ له، فشمس البرازيل لم تغب البتة عن المونديال على مدى قرنٍ من الزمن، ليكون بذلك المنتخب الوحيد الذي شارك في جميع نسخ كأس العالم، والأكثر فوزاً بلقب البطولة (5 مرات).

طبعاً التاريخ وحده غير كافٍ، إن لم تدافع عن هذا التاريخ بشراسة، لهذا فإن عشاق البرازيل يُعوّلون بالدرجة الأولى على كوكبةٍ من النجوم ضمن منتخبهم، والتي تشكل قوةً ضاربةً ترعب أي منتخب.  

قوة البرازيل تتمثل في مختلف الخطوط، فعلى صعيد الهجوم يمتلك المدرب تيتي خياراتٍ كثيرة.

ولعل نقطة القوة الأبرز تكمن في الأجنحة، حيث يوجد، فينيسيوس جونيور على اليسار، ورودريجو على اليمين، وهما أحد أهم عناصر ريال مدريد.

يوجد في خط الهجوم أيضاً نجوم كبار من أبرزهم، نيمار (باريس سان جيرمان)، جابريل جيسوس (مانشستر سيتي)، ريتشارليسون (إيفرتون)، إلى جانب رافينيا نجم ليدز يونايتد، والمطلوب من عديد الأندية ومن أبرزها برشلونة.

 

منتخب الأرجنتين

 

كذلك تمتلك البرازيل نجوماً مهمين في خط الوسط، وعلى رأسهم الكاسحة كاسيميرو من النادي الملكي، وفابينيو نجم ليفربول، إضافةً إلى النجمين كوتينيو من أستون فيلا، ولوكاس باكيتا من ليون.

خط الدفاع لا يقل أهمية عن باقي الخطوط، حيث يمتلك "السيليساو" كلاً من: ميليتاو المدافع الأساسي لبطل أوروبا ريال مدريد، إضافةً إلى ماركينيوس قائد النادي الباريسي، وثنائي يوفنتوس دانيلو وأليكس ساندرو، إلى جانب المخضرم تياجو سيلفا نجم تشيلسي.

خلف تلك الكوكبة من النجوم، يمتلك المنتخب البرازيلي اثنين من أفضل حراس مرمى الدوري الإنجليزي الممتاز، وهما "أليسون بيكر" حارس ليفربول، والذي وصل مع فريقه هذا الموسم إلى نهائي الأبطال، وإيدرسون حارس مانشستر سيتي، بطل البريميرليج.

ولعل الشيء اللافت حالة الانسجام بين اللاعبين، التي تعتبر نقطة قوة للمنتخب البرازيلي، كيف لا والمنتخب يضم أربعة نجوم من ريال مدريد (فينيسيوس، رودريجو، كاسيميرو، وميليتاو)، والذين يلعبون معاً بانسجامٍ تام على مختلف الخطوط، وكان لهم دور كبير في فوز فريقهم هذا الموسم بالدوري الإسباني وأبطال أوروبا.

 

للقلق مكان أيضاً

رغم نقاط القوة الكثيرة التي بحوزة "راقصي السامبا"، لكن هناك بعض الأمور التي تدعو للقلق.

مركزا الظهير الأيمن والظهير الأيسر، قد يكونان نقطة ضعف لدى "السيليساو"، في ظل عدم وجود أسماء كبيرة في هذين المركزين.

البرازيل ستواجه في مجموعتها السابعة بكأس العالم، فريقين أوروبيين، هما صربيا وسويسرا، إلى جانب منتخب أفريقي وهو الكاميرون.

لكن ما يقلق المدرب تيتي، أن البرازيل لم تختبر نفسها ضد منتخبٍ أوروبي منذ ما يقارب ثلاث سنوات، بسبب دوري الأمم الأوروبية وجائحة كورونا.

الطريق نحو اللقب

حلم عشاق "السيليساو" نحو حصد كأس العالم، بدأ يكبر عقب الإعلان عن قرعة المونديال، التي أوقعت البرازيل في مجموعة سهلة نسبياً، إلى جانب صربيا وسويسرا والكاميرون، ما يجعلها الأقرب للتأهل للدور الثاني في صدارة مجموعتها.

في الدور الثاني من المحتمل جداً، أن تواجه البرازيل منتخب الأوروغواي، ويبدو "السيليساو" الأقرب للتأهل لسببين، الأول التفوق التاريخي، حيث تواجه المنتخبان في 77 مباراة، حقق خلالها المنتخب البرازيلي الفوز في 37 مباراة، مقابل 20 فوزاً للأوروغواي.

أما السبب الثاني، فيكمن في تراجع مستوى الأوروغواي، حيث تأهلت بصعوبة لكأس العالم، وتراجع أداء نجومها.

تأهل البرازيل للدور ربع النهائي، قد يوقعها غالباً مع المنتخب الإسباني، في مواجهة قوية جداً.

 

منتخب الأرجنتين

 

المباراة لن تكون سهلة أبداً لرفاق نيمار، في ظل تطور مستوى إسبانيا كثيراً تحت قيادة المدرب "لويس انريكي"، لكن البرازيل هذا المونديال مصممة على الفوز باللقب، ومع النجوم البارزين في صفوفها، تبدو الأقرب لتجاوز عقبة "الماتادور".

إذا سارت الأمور بلا مفاجآت ووفق المتوقع والمنطق، فمن المحتمل أن تصطدم البرازيل في نصف نهائي مونديال قطر بالعملاق الأرجنتيني، في مواجهةٍ من العيار الثقيل.

يملك "السيليساو" التفوق تاريخياً على "التانجو" في المواجهات المباشرة، حيث التقى المنتخبان في 106 مباريات، فازت البرازيل في 44 منها، مقابل 40 فوزاً للأرجنتين.

رغم القوة الضاربة للمنتخب الأرجنتيني تحت قيادة ميسي أفضل لاعب في العالم، لكني أرشح راقصي السامبا لبلوغ النهائي.

المحطة الأخيرة

من خلال قراءة مسار الفرق المشاركة وتحليل مستوياتها، فمن المتوقع أن يكون النهائي في قطر، بين البرازيل وإنجلترا.

منتخب "الأسود الثلاثة" قوي جداً، وتحسّن مستواه كثيراً خلال السنوات الأربع الماضية، حيث كان وصيف يورو 2020، وحصد المركز الرابع في مونديال روسيا، وتأهل لكأس العالم مباشرةً في صدارة مجموعته.

رغم النجوم التي يمتلكها الإنجليز والأداء اللافت الذي قدموه أخيراً، لكن كفة البرازيل هي الأرجح، ويبدو أنها ستكون الأقرب للفوز والتتويج بكأس العالم.

وربما تكون قارة آسيا التي احتضنت كأس العالم لأول مرة في تاريخها قبل عشرين سنة، وشهدت تتويج البرازيل حينئذ باللقب، مصدر تفاؤل لراقصي السامبا، ويكررون الإنجاز مجدداً في قطر.