البث المباشر
تتراكم النفايات الصلبة في شوراع ومكبات مدينة اللاذقية، ما ينبئ بأزمة صحية تزامنا مع انتشار الكوليرا في عدد من المحافظات السورية. بعد محاولات لأكثر من عام استطاع الأهالي إغلاق مكب البصة للنفايات الصلبة وإيجاد بديل عن هذا المكب، لكن لم يستطيعوا إيجاد طرق لإعادة تدوير النفايات واستخدامها في إنتاج الطاقة.
نفايات مكدسة في شوارع اللاذقية
بعد عدة سنين من استخدام مكب "البصة" لتجميع النفايات وعدم الاكتراث بالسكان وبالأمراض التي ستصيب سكان المناطق المجاورة قرر محافظ اللاذقية إغلاقه ووضع مكب "قاسية" لتجميع النفايات في الخدمة. خصوصاً أن سكان اللاذقية طالبوا مراراً وتكراراً بإغلاق مكب "البصة" وذلك لانتهاء صلاحيته كمكب للنفايات وتسرب السوائل للمياه الجوفية وتلويثها.
أزمة النفايات في اللاذقية ليست محصورة في مكب البصة الذي تم إغلاقه مع بداية عام 2022 وافتتاح مكب آخر، المشكلة الحقيقية في كمية النفايات المتكدسة في الشوارع والأحياء والمناطق الريفية.
بحسب محمد وهو عامل في أحد بلديات ريف اللاذقية فإن المشكلة تكمن في عدم توفر وقود لسيارات جمع النفايات وبالتالي عدم القدرة على جمعها كالسابق فباتت سيارات النفايات تقوم بعمليات الترحيل مرة أو مرتين شهرياً ما يكدس كميات كبيرة من النفايات أمام المنازل.
ورغم محاولة أهالي الأرياف جمع النفايات وحرقها خصوصا في الصيف، لكن في الشتاء تبدو هذه العملية صعبة ومستحيلة، وتظل مشكلة نفايات الريف أهون من المدن التي تتكدس نفاياتها في الشوارع في ظل الاستهتار الحكومي بواقع الحال.
استقالات جماعية لعمال النظافة
يعيش عمال النظافة في سوريا واقعاً صعباً، وتعتبر مهنتهم من أصعب المهن فهم يعرضون أنفسهم للخطر ويغامرون بصحتهم خلال ممارسة عملهم في جمع النفايات.
في منتصف أيلول الماضي انتشرت على صفحات التواصل الاجتماعي أخبار تفيد باستقالة مايقارب من 500 عامل نظافة في اللاذقية، وكشف رئيس نقابة عمال الدولة والبلديات في اللاذقية فواز الكنج، عن استقالة هذا العدد في مؤسسات وشركات الغزل والموارد المائية والتبغ والصحة والبلديات والزراعة. وذلك خلال تصريحات لإذاعة شام إف إم الموالية لنظام الأسد.
اقرأ أيضا: عامل نظافة تركي يسرق الأنظار بطريقته المميزة في العمل
وقد أرجع "الكنج" الأسباب إلى ضعف الرواتب وغلاء المعيشة، وقسم من العمال بات كبيراً في السن واستنزفت قواه الآلة على حساب صحتهم وقدراتهم، فأصبحوا يعانون من أمراض عديدة خصوصاً العاملين في قسم النظافة الذين وقع عليهم قسط أكبر من الاستغلال.
وقد حذر الكنج نفسه من أن اللاذقية تحتاج لما يقارب 2500 عامل نظافة في الوقت الذي لا يوجد فيه أكثر من 400 عامل وما يعني أن الفترة القادمة ستشهد اللاذقية أسوأ أزمة في النظافة، وأكد أن هنالك طلبات استقالة تم رفضها وسبب الاستقالات هو ضعف الراتب وعدم وجود ضمانات صحية أو تأمينات اجتماعية حقيقية لهؤلاء العمال.
بصيص أمل في نفق أسود
رغم سوء واقع عمال النظافة وقلة الاهتمام الحكومي بهم ظهرت في مدينة جبلة الساحلية التابعة لمحافظة اللاذقية عدة مبادرات من قبل أهالي المدينة أنفسهم. فمؤخراً قام صاحب أحد المطاعم الصغيرة في مدينة جبلة بإطلاق مبادرة فردية وهي أنه عرض على جميع عمال النظافة القدوم وتناول الفطور في مطعمه مجاناً في أي وقت يرغبون به.
صاحب المطعم أحب تكريم عمال النظافة لما رآه من سوء واقعهم وتدني أجورهم ورغبة منه في شكرهم، وهو بذلك يحاول أن يشجع بقية أفراد مدينته على احترام هؤلاء الناس وعدم زيادة الجهد الملقى على عاتقهم.
وسبق لأهل مدينة جبلة أن كرموا عمال النظافة وصمموا تمثالاً لعمال النظافة وتم تدشينه في عيد العمال السابق وذلك بمساعدة بلدية جبلة.
