icon
التغطية الحية

"نبش القمامة" مصدر رزق عشرات العوائل في القامشلي والحسكة | صور

2022.10.29 | 14:02 دمشق

نبش القمامة من إحدى الحاويات في القامشلي - تلفزيون سوريا
طفل ينبش القمامة من إحدى الحاويات في القامشلي - تلفزيون سوريا
الحسكة - خاص
+A
حجم الخط
-A

يتهافت عشرات النساء والأطفال على حاويات القمامة ويجوبون شوارع مدينة القامشلي والحسكة منذ ساعات الفجر الأولى بحثاً عن كل ما يمكن بيعه أو حتى بقايا طعام يسد جوعهم.

ورصد موقع تلفزيون سوريا صورا لنساء مسنات وأطفال ينبشون داخل حاويات القمامة محملين بأكياس يجمعون بداخلها عبوات بلاستيكية لبيعها أو ثياب لارتدائها.

في مدينة القامشلي تجوب حسنة الحمود (مستعار) رفقة طفليها شارعاً سياحياً، يغص بالمنظمات الإنسانية الدولية التابعة للأمم المتحدة، منذ الساعة الخامسة صباحاً لعلها تحضى بحاوية لم يتم نبشها بعد.

وتقول الحمود إنها تنبش يومياً عشرات الحاويات بحثاً عن علب بلاستيكية ومواد نحاسية أو معادن ومواد يمكن بيعها أو حتى ثياب رثة لها ولأفراد عائلتها.

نبش القمامة من حاوية في مدينة القامشلي
نبش القمامة من حاوية في مدينة القامشلي

لا تجني حمود من عملها الشاق هذا أكثر من 8 آلاف ليرة سورية يومياً (1.5 دولار أميركي) في أفضل الأحوال، وتضيف أن "كثيراً ما نعود للمنزل بعد ساعات عمل شاقة من دون أن نجد ما يمكن بيعه من جراء تزايد عدد الأشخاص ممن ينبشون القمامة في الأشهر الماضية".

دفعها الفقر ومرض زوجها لإبعاد أطفالها الثلاثة عن المدرسة، إذ يعمل أحدهم في المنطقة الصناعية في حين اختار آخرون مرافقتها في أثناء نبشها للقمامة.

يقول حسام من سكان حي زنود بمدينة القامشلي، إن الأوضاع الاقتصادية المتردية وقلة فرص العمل وارتفاع الأسعار ساهم بخلق طبقة واسعة ضمن المجتمع عاجزة تماماً عن الحصول على لقمة الخبز للبقاء لا أكثر.

هناك أطفال وعوائل لا يترددون في أكل بقايا الطعام من قمامة الأحياء الراقية في المدينة حتى بات هذا المشهد اعتيادياً لدى سكان المنطقة، بحسب وصفه.

نبش القمامة ضمن مجموعات

في مدينة الحسكة يتشابه المشهد، ومع حلول الظلام يبدأ الأطفال والنساء بالتوجه للأحياء والأسواق والشوارع الرئيسية بعد ساعات المساء المكتظة بالنشاط التجاري والإقبال على المطاعم والمحال الفارهة لنبش القمامة فيها.

يتجول معظم الأطفال والنساء في مجموعات، تتراوح ما بين فردين إلى أربعة، داخل المدينة وكثيراً منهم يتشاركون ما يحصلون عليه من أموال وأغراض مع نهاية رحلة نبش القمامة وبيع ما جمعوه في اليوم التالي.

تقول "أم سراج" وهي سيدة أربعينية من الحسكة: "أرافق شقيقتي وجارتي في أثناء خروجنا لنبش القمامة في أوقات الليل المتأخرة وذلك أكثر أمناً بالنسبة لنا حيث تكون الشوارع شبه خالية من المارة".

نبش القمامة من حاوية في مدينة القامشلي

وتضيف: "ما نجمعه من مواد نبيعها معاً ونقسم المبلغ على ثلاثة وحتى هناك أطفال أيضاً يتشاركون معنا عملية النبش وما يجنونه من أموال".

ولا تخفي أم سراج حدوث خلافات ومشاجرات أحياناً بين الأطفال والنساء حين يصلون معاً إلى حاوية ملأى، مشيرة إلى أن الخلاف عادة ما ينتهي مع استعجال كل طرف إلى البحث عن مواد قابلة للبيع أو كل غرض يمكن الاستفادة منه.

انعدام الأمن الغذائي

ونتيجة الارتفاع "الهائل" في الأسعار وخسارة السكان لمصادر دخلهم، تعاني سوريا من "انعدام الأمن الغذائي"، وفق الأمم المتحدة.

وأعلن برنامج الأغذية العالمي، في تقريره السنوي لعام 2021، أن ثلاثة من كل خمسة سوريين يعانون من "انعدام الأمن الغذائي"، بعد الارتفاع المستمر لأسعار المواد الغذائية وتدهور الاقتصاد.

ويعاني نحو 12.4 مليون شخص (ما يقرب من 60% من السكان) من “انعدام الأمن الغذائي” في عام 2020، ولا يعرفون من أين ستأتي وجبتهم التالية، وهذا أعلى رقم سُجل في تاريخ سوريا بزيادة نسبتها 57% على عام 2019، بحسب التقييم الذي أجراه البرنامج.

نبش القمامة من حاوية في مدينة القامشلي
نبش القمامة من حاوية في مدينة القامشلي