icon
التغطية الحية

"ناشونال إنترست": هل يكشف تدخل روسيا في سوريا استراتيجيتها في أوكرانيا؟

2022.02.12 | 13:47 دمشق

j4l3lf6zb5majk2jxnpomqc5lm.jpg
أشار التقرير إلى أن روسيا حافظت على وجود في بضعة مناطق استراتيجية في سوريا ولم تهتم بمسؤوليات الحكم - رويترز
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

قالت مجلة "ناشونال إنترست" إن "الولايات المتحدة سبق أن افترضت أن روسيا ستكون خائفة من مخاطر التدخل في سوريا إلى جانب نظام الأسد"، مؤكدة على أن "هذا خطأ لا ينبغي أن يرتكب عندما يتعلق الأمر بأوكرانيا".

وفي تقرير لها، اليوم السبت، قالت المجلة إن كبار المسؤولين الأميركيين يطلقون تحذيرات عديدة، مثل أنه "إذا تدخلت روسيا في أوكرانيا فستواجه معركة صعبة"، أو "على القوات الروسية التعامل مع التمرد الأوكراني"، أو "مع عودة جثث الجنود الروس القتلى إلى ديارهم سيتعرض فلاديمير بوتين لضغوط شعبية متزايدة"، أو "روسيا لن تكون قادرة على تحقيق أهدافها في أوكرانيا، وسوف تغوص في مستنقع".

وأوضحت أنه "قد تشير هذه التصريحات إلى محاولات تحذير الكرملين بشأن بدء مغامرة عسكرية في أوكرانيا، لكن في الحقيقة فإن هذه التصريحات تعكس ما أصدرته إدارة أوباما في أيلول من العام 2015، قبل التدخل الروسي في سوريا".

دروس مستفادة من سوريا

وأضاف تقرير المجلة أنه "هناك بعض الدروس المهمة المستفادة من متابعة المؤسسة العسكرية والأمنية الروسية في سوريا، في حال قرر الكرملين اختيار القوة العسكرية ضد أوكرانيا"، مشيراً إلى أن هذه الدروس "تؤدي إلى نوع مختلف من القتال عما تتوقعه الولايات المتحدة، والذي تدرب وتجهز القوات الأوكرانية على أساسه".

وأول هذه الدروس، وفق تقرير "ناشونال إنترست"، هو أن "التدخل الروسي في سوريا ركز بشكل أساسي على تدمير القدرات والتشكيلات القتالية المعارضة لنظام الأسد، بدلاً من التركيز على المناطق التي خرجت عن سيطرته"، مضيفة أن "الكرملين اتخذ قراراً بالانخراط بشكل مباشر في الصراع السوري عندما اكتسبت قوات المعارضة، أواخر صيف العام 2015، زخماً وقدرات كافية للضغط على النظام ومحاولة إزاحة بشار الأسد".

وأشار إلى أن "إعادة سيطرة جيش الأسد على جزء كبير من الأراضي التي خرجت عن سيطرته، كانت نتيجة ثانوية للقصف الهائل من القوة الجوية والضربات الصاروخية والأنظمة غير المأهولة الروسية على المناطق المعارضة، ولم تكن الهدف الأولي لتدخل روسيا الذي يتمثل في منع انهيار الأسد".

مناطق استراتيجية ولا مسؤوليات حكم

وعن الدرس الثاني، قال التقرير إن الروس "حافظوا على وجود قليل نسبياً على الأرض في سوريا، واختاروا عدم التركيز على السيطرة على الأرض أو تحمل مسؤوليات الحكم".

وأوضح أن "الروس ركزوا على بضعة مناطق ذات أهمية استراتيجية، وتوسطوا في عدد من حالات وقف إطلاق النار، وتركت القادة المحليين يسيطرون على أراضيهم المباشرة، مقابل قبول سيطرة النظام الشاملة".

سلاح المرتزقة

أما الدرس الثالث، فأوضح التقرير أنه "كلما كانت هناك حاجة إلى قوات برية، يلجأ الروس إلى الشركات العسكرية الخاصة، أو غيرها من التشكيلات غير النظامية، الأمر الذي حد قدر الإمكان من انكشاف أفراد القوات المسلحة الروسية بالزي الرسمي".

وأضاف أنه "كما هو الحال في الولايات المتحدة، فإن الرأي العام الروسي يميّز بشكل واضح جداً بين الجنود الذين يموتون من أجل الوطن مقابل المتعاقدين الذين يسجلون أنفسهم ويقومون بالمجازفة".

ضربات بعيدة المدى وتجنب عبور الحدود

ووفق "ناشونال إنترست"، فإن "التدخل الروسي في سوريا يشير إلى أنه إذا قررت موسكو استخدام القوة العسكرية ضد أوكرانيا، فإنها ستركز على الضربات بعيدة المدى لتدمير المعدات الأوكرانية، لا سيما مخزونها من الطائرات بدون طيار، ومحاولة تفكيك التشكيلات العسكرية المنظمة".

كما تشير الحالة في سوريا إلى أن روسيا "ستحاول تجنّب عبور للحدود، كلما أمكن ذلك، وتوجيه ضرباتها عبر الحدود، لأنه سيرفع كلفة أي رد من جهة الولايات المتحدة ودول الناتو، التي ستضرب المدفعية أو المطارات الروسية في مقابل عبور أي أسلحة للحدود".

وأوضح أن روسيا قد تعيد هجوم "كاليبر"، عندما قصفت غواصة حربية روسية في المتوسط أهدافاً في ريف مدينة إدلب بصواريخ "كاليبر" المجنحة، في مقابل عدم استعداد أحد للرد بإطلاق النار داخل روسيا.

وخلص التقرير إلى التأكيد على أن "افتراض واشنطن في السابق بأن موسكو ستكون خائفة من مخاطر التدخل في سوريا، خطأ لا ينبغي أن يرتكب عندما يتعلق الأمر بأوكرانيا".