icon
التغطية الحية

مونديال قطر.. "أسود الأطلس" يواجه كرواتيا في رحلة استعادة الأمجاد

2022.11.23 | 09:19 دمشق

المنتخب المغربي
في مونديال المكسيك 1986 أبهر منتخب المغرب العالم حين تصدّر مجموعته بعد الفوز على البرتغال
إسطنبول ـ هاني العبدلله
+A
حجم الخط
-A

يبدأ المغرب رحلة البحث عن استعادة الأمجاد، حين يقص شريط مواجهاته في مونديال قطر بلقاء المنتخب الكرواتي، في مواجهةٍ تبدو صعبة نسبياً أمام "أسود الأطلس" لكنها ليست مستحيلة.

يشارك المنتخب المغربي للمرة السادسة في تاريخه بكأس العالم، وكلّه أمل في تكرار إنجازات الجيل الذهبي في مونديال 1986 الذي تأهل فيه للدور الثاني عندما حقق فوزاً تاريخياً أمام البرتغال.

المغرب 1986
من مباراة المغرب أمام البرتغال في مونديال 1986

ذكريات الجيل الذهبي

في مونديال المكسيك 86، أبهر المغرب العالم، حين تصدّر مجموعته السادسة، بعدما تعادل أمام إنجلترا وبولندا وفاز على البرتغال، ليكون أول فريق عربي وأفريقي يتأهّل للدور الثاني في صدارة المجموعة.

اصطدم المغرب حينئذ في دور الـ16، بمنتخب ألمانيا الغربية العنيد، وخرج أمامه بصعوبة بهدفٍ نظيف في اللحظات الأخيرة، ليخرج بشرف من البطولة، بعدما قدّم جيلاً ذهبياً لا ينسى.

أسود الأطلس كانوا على وشك تحقيق إنجاز جديد في مونديال 1998، لولا حادثة تآمر البرازيل التي أتاحت الفرصة للنرويج كي تفوز عليها، لتحرم المغرب من التأهل.

رغم فشل المنتخب المغربي في التأهل للدور الثاني في مونديال 98، لكنها كسبت إعجاب الجميع، ليس هذا فحسب، بل وصلت إلى أعلى تصنيف في تاريخها، وكانت ضمن المنتخبات العشرة الأوائل في العالم.

أسود الأطلس غابوا عشرين عاماً عن العرس العالمي، قبل أن يعودوا مجدداً في مونديال روسيا، لكن سوء الحظ أوقعهم في مواجهة صعبة إلى جانب البرتغال وإسبانيا وايران.

المغرب خسر حينئذ في مواجهتين وتعادل في الثالثة أمام إسبانيا، ولذا غادر البطولة في ذيل المجموعة.

عوامل لصالح المغرب

لم يفقد أسود الأطلس الأمل وتأهلوا من جديد إلى كأس العالم 2022، وكلّهم أمل أن يصنعوا إنجازاً يرفع اسم العرب عالياً، متحفزين بأن البطولة تقام على أرضٍ عربية لأول مرة في التاريخ.

الجمهور سيلعب دور اللاعب رقم 12 في دعم أسود الأطلس، حيث توجد جالية مغربية جيدة في قطر، إضافة إلى الجماهير الغفيرة التي جاءت من المغرب، فضلاً عن الدعم الذي سيقدم من باقي الجماهير العربية.

لو قارنا بين اللاعبين الموجودين في المنتخبات العربية الأربعة المشاركة في كأس العالم، نجد أن المغرب يمتلك النجوم الأفضل من حيث الخبرة والمهارة، ويلعبون في أقوى الدوريات الأوروبية.

من أبرز نجوم المغرب، أشرف حكيمي ظهير باريس سان جيرمان، وياسين بونو حارس إشبيلية وأفضل حارس مرمى الموسم الماضي في الليغا، ونصير مزراوي الظهير المتألق مع بايرن ميونيخ.

كما يمتلك المغرب كلاً من، حكيم زياش مهاجم تشلسي، ويوسف النصيري نجم إشبيلية، والقائد رومان سايس لاعب بشكتاش، وسفيان أمرابط لاعب وسط فيورنتينا، وعبد الرزاق حمدالله النجم المتألق في اتحاد جدة السعودي.

هواجس تثير القلق

رغم تلك التشكيلة القوية التي يزخر بها المنتخب المغربي، فإن تلك الأسماء الكبيرة يقودها مدرب محلي حديث العهد، تسلم دفة القيادة قبل شهرين ونصف فقط على انطلاق مونديال قطر.

الفترة الوجيزة التي أمضاها المدرب وليد الركراكي في فترة الإعداد لكأس العالم، تثير قلق عشاق أسود الأطلس، حيث يخشون من أن المدرب لم ينسجم بعد مع اللاعبين، ولم يجد الوقت الكافي لخلق التوليفة الأفضل القادرة على المنافسة في المونديال.

المثير للقلق أكثر أن المدرب الركراكي صرّح عقب تعادل المغرب في مباراة ودية أمام الباراغواي قبل شهر ونصف، أن المغرب غير جاهزة من أجل خوض غمار مونديال قطر، وكأنه رفع راية الاستسلام قبل أن يلعب أسود الأطلس.

المنتخب المغربي تلقى ثلاث ضربات موجعة قبل كأس العالم، تتمثل بإصابة الثلاثي طارق تيسودالي، وآدم ماسينا، وأمين حارث بالرباط الصليبي.

المنتخب المغربي

مهمة صعبة لكن ليست مستحيلة

وقع المغرب في المجموعة السادسة التي تضم فرقاً قوية، حيث سيواجه أولاً كرواتيا وصيفة بطل مونديال روسيا، وبلجيكا ثاني أفضل منتخب في العالم وصاحبة برونزية كأس العالم الأخير، وكندا مفاجأة تصفيات كونكاكاف.

رغم صعوبة تجاوز دور المجموعات من الناحية النظرية، لكن المهمة ليست مستحيلة، حيث سيواجه المغرب في أولى المباريات المنتخب الكرواتي، الذي فقد شيئاً من بريقه بعد مونديال روسيا.

المغرب لو أراد التأهل إلى الدور الثاني، يجب عليه أن يحصد نقطة على الأقل من أمام رافق لوكا مودريتش، وهو أمر يمكن أن يتحقق إذا كان أسود الأطلس في قمة تركيزهم وأجادوا استغلال الفرص.

المنتخب المغربي سيصطدم في ثاني المواجهات بالمنتخب البلجيكي، وما يعطي المغرب الحافز في هذه المباراة، أن بلجيكا خسرت قبل أيام أمام مصر في مباراةٍ ودية، ورغم أنها ليست مقياساً كونها مجرد مواجهة تحضيرية، لكنها كانت كفيلة بكشف عيوب رفاق هازارد.

حتى لو خسر المغرب أمام بلجيكا، فسيكون لديها مواجهة حاسمة أمام كندا لحسم التأهل، ففي حال خطفت الفوز أمام الكنديين، وحققت مسبقاً التعادل أمام كرواتيا، فستخطف بطاقة العبور إلى الدور الثاني.

لو حقق المغرب المفاجأة وتجاوز دور المجموعات، فإن الكارثة أنه سيواجه في الدور الثاني منتخبين كبيرين إما إسبانيا أو ألمانيا، وستكون حينئذ مباراة لإثبات الذات ليس إلا، لأن المغرب يكفيه حينئذ فخراً، أنه تجاوز الدور الأول الذي يعتبر إنجازاً لكل العرب لو تحقق.