icon
التغطية الحية

مساعدات الزلزال في جبلة.. فوضى ومحسوبيات وحسابات غير إنسانية

2023.03.10 | 05:19 دمشق

مساعدات روسية جبلة
مساعدات روسيّة للمنكوبين في جبلة (متداول)
+A
حجم الخط
-A

رغم كثرة المساعدات الإنسانية المُعلنة التي وصلت إلى مناطق سيطرة النظام السوري، فإن فوضى التوزيع والعشوائية والمحسوبيات لخّصت واقع المشهد في مدينة جبلة بريف اللاذقية، والتي كانت إحدى أكثر المناطق المتضررة من الزلزال المدمّر الذي ضرب سوريا وتركيا، قبل شهر.

وأقرّ بالفوضى، وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك عمرو سالم، الذي قال إنّها كانت السمة الغالبة في توزيع المساعدات، مشيراً في تصريحات لـ إذاعة "شام إف إم" المقرّبة من النظام، إلى أنّه "لم يكن راضياً عن طريقة توزيع المساعدات بسبب الفوضى".

وبحسب "أبو يوسف جبلاوي" مسؤول لجان التنسيق المحلية في جبلة، فإنّه ومنذ أوّل أيام الزلزال المدمّر، غابت حكومة النظام فعلياً عن مساعدة المنكوبين سواء بإرسال الآليات الثقيلة أو المساعدات الإنسانية.

وأضاف "جبلاوي" خلال حديثه لـ موقع تلفزيون سوريا، أنّ أعمال الإنقاذ ومساعدة المشرّدين اقتصرت على السكّان المحليين والشباب المتطوعين، مشيراً إلى أنّ كثيرا من التساؤلات برزت عن سبب غياب "أجهزة الدولة" عن الكارثة.

وفي مقطع مصوّر تداوله ناشطون، يوجّه فيه الشاب معين علي من مدينة اللاذقية، انتقاداً لأجهزة النظام السوري بسبب طلبها تصريحا أمنيا لتوزيع المساعدات، متسائلاً عن سبب منع المتطوعين والأهالي من تقديم المساعدات للمتضرّرين بشكل مباشر؟

وبحسب تأكيد وسائل إعلام محلية، فإنّ أجهزة الأمن التابعة للنظام السوري، أوقفت معين علي، عقب التسجيل مباشرة.

من جانبها نشرت صفحة "أخبار اللاذقية" صوراً لمنتجات عربية وأجنبية المنشأ غير مخصّصة للبيع عُرضت في أسواق المدينة. كما نشرت تسجيلاً مصوّراً يوثّق لحظات نهب مساعدات من المدينة الرياضية في اللاذقية ليلاً.

كذلك شهدت مناطق توزيع المساعدات في مدينة جبلة فوضى عارمة، خاصةً عقب إقدام المسؤولين عن توزيع المساعدات، على رميها للناس بطريقة مُهينة.

مبادرات محلية

أمام تقصير "حكومة النظام" في مساعدة المنكوبين، لاسيما في الأيام الأولى من الزلزال، برزت العديد من المبادرات الاجتماعية والتطوعية لإغاثة المنكوبين.

ومن هذه الفعاليات مبادرة أطلقها الدكتور محمد عكرمة مع عدد من المتطوعين في مدينة جبلة لتأمين مأوى لـ50 عائلة متضرّرة وإسكانها في منازل جديدة ودفع إيجاراتها لمدة عام كامل.

وأشرف "الفريق الأهلي" على توزيع تبرّعات بقيمة 100 مليون ليرة سورية للأهالي بشكل مباشر، تلقاها الفريق من متبرعين في الخارج، كما أقام "ألتراس بلوبويز" بالتعاون مع فريق "بيتي أنا بيتك" في الصالة الرياضية، فعالية لتقديم الدعم النفسي الممكن لهم.

وأيضاً، أشرف عدد من الشبّان المتطوعين في جبلة، على إنشاء صيدلية خيرية ومطبخ ميداني مستمر بتقديم نحو 300 وجبة يومياً، فضلاً عن توزيع الملابس عبر فرق جوّالة.

"مساعدات في غير مكانها"

من جانب آخر، أفادت مصادر محلية في مدينة جبلة بأنّ "الأمانة السورية للتنمية" التابعة لـ"أسماء الأسد" زوجة رئيس النظام، والتي استحوذت على توزيع المساعدات الواصلة إلى المنطقة، حيث لجأت إلى توزيع قسم كبير من المساعدات في قرى لم تتأثر بالزلزال، خاصةً في القرى الموالية للنظام والتي بالأصل تحصل على مساعدات دورية أممية عبر "الهلال الأحمر السوري".

وقالت المصادر إن النظام استغل تدفق المساعدات لإعادة شعبيته في القرى الموالية له بريف اللاذقية، بينما بقيت عشرات العائلات في جبلة داخل المساجد ومراكز الإيواء المؤقتة من دون مساعدات.

وتساءل علاء وهو شاب من جبلة في حديث لـ موقع تلفزيون سوريا: "أين ذهبت قافلة مساعدات أهلنا في دير الزور وهي نحو 100 شاحنة؟... وأيـن ذهبت 80 شاحنة عراقية بما حملت؟! لماذا لم يحصل أهل مدينة جبلة على أي شيء منها؟!إلى أين ذهبت؟ على من تم توزيعها؟ بأمر من؟!".

شعارات للمساعدات

كان من اللافت ظهور شعارات وُصفت بأنها ذات "صبغة طائفية" على قوافل المساعدات التي جاءت من العراق وإيران، وبعض تلك القوافل كانت تتبع لـ ميليشيا "الحشد الشعبي" العراقي.

 

مساعدات الحشد

 

وقال الناشط الإعلامي في جبلة "أبو يوسف جبلاوي"، إنّ وفد "العتبة الحسينية" أرسل مشفيين ميدانيين أحدهما إلى جبلة والآخر إلى اللاذقية، كما وصلت عشرات الحافلات إلى ريف جبلة من "الحشد الشعبي" بأسماء مختلفة، من دون أن توزّع على سكّان المدينة الأكثر تضرّراً من الزلزال.

ولاقت مساعدات "الحشد" مواقف متباينة بين مرحب ومحذّر من غايتها، حيث أعلن ناشطون أنّ "القافلات التي وصلت إلى سوريا، كانت تحمل الوقود لتعبئة المحطّات التابعة لـ قوات النظام".

وبحسب "جبلاوي" فإنّ توجيه المساعدات من ميليشيات إيرانية إلى مناطق سوريّة محدّدة "لم يكن بدواع إنسانية"، إنّما لأغراض تسعى إليها إيران منذ زمن بعيد في المنطقة، وفقاً لقوله.

يشار إلى أنّ مدينة جبلة ما تزال ترزح تحت وطأة الزلزال المدمّر الذي ضربها، في السادس من شهر شباط الجاري، حيث تحمّلت الحصة الكبرى من الدمار وأعداد الضحايا في المنطقة الساحلية السوريّة.

اقرأ أيضاً.. شهادات من ليلة الزلزال.. جبلة المكلومة تودّع نحو 300 من أبنائها