icon
التغطية الحية

مساعدات "الحشد الشعبي" للنظام عقب الزلزال فيول وأسلحة.. ما المقابل؟

2023.03.05 | 05:53 دمشق

رئيس أركان هيئة الحشد الشعبي عبد العزيز المحمداوي، يصل محافظة اللاذقية
رئيس أركان ميليشيا الحشد الشعبي عبد العزيز المحمداوي في محافظة اللاذقية ـ وسائل التواصل
اللاذقية ـ علي أحمد
+A
حجم الخط
-A

لم تتردد الدول الصديقة للنظام السوري باستغلال مأساة الزلزال لإيصال كل ما يلزم لدعمه، ولم تقتصر المساعدات على المواد الغذائية والطبية، بل توسعت لتصل إلى الوقود و"الفيول" والأسلحة أيضا، في محاولة لاستغلال أكبر قدر ممكن من فتح الحدود ورفع العقوبات الجزئي عن سوريا.

مصادر خاصة من قوات النظام العاملة في أحد المعابر الحدودية مع العراق، قالت لموقع تلفزيون سوريا، إن "عددا كبيرا من القافلات تم تفريغها في ثكنات الجيش النظامي والتي تبين لاحقاً أنها محملة بالأسلحة. وأضاف أن القوافل التي وصلت إلى اللاذقية تم تجهيز مكان قرب حي "الدعتور" لتفريغ حمولتها فيها".

وحسبما أكدت مصادر محلية في اللاذقية بالقرب من السكن الشبابي، فإن "الحمولة لم تكن غذائية وتم تفريغها في ساعات الليل وتحت حماية أمنية مكثفة، وفي اليوم التالي تم تطويق المنطقة بالكامل ومنع دخول أي شخص إليها".

وكانت صفحة مجلس الوزراء العراقي كانت قد نشرت قبل أيام أنه وفي إطار مواصلة العراق تقديم الدعم لسوريا ومساعدتها في تجاوز آثار الزلزال المدمر، وافق مجلس الوزراء على إهداء وزارة النفط (60000) طن من منتج زيت الوقود العالي محتوى الكبريت، التي عادة ما يتم استخدامها في مراجل ومحطات توليد الكهرباء.

ووفقاً لصحيفة "الوطن" المقربة من النظام، لم تتسلم وزارة الكهرباء بشكل مباشر أي كمية لأنه يتم تسليم هذه الكمية لوزارة النفط وهي من تقوم بتوزيعها في حال وصلت وتخصيص الكهرباء بكميات منها أو بكامل الكمية.

اللاذقية.. مواقف متباينة من مساعدات الحشد الشعبي

لاقت مساعدات ميليشيا الحشد الشعبي العراقي مواقف متباينة بين مرحب وحذر من غايتها، فقد أعلن ناشطون على فيس بوك "أن القافلات التي وصلت حملت لسوريا فيولاً لتوليد الكهرباء عدا عن الوقود لتعبئة محطات الجيش السوري".

ومعظم القوافل التي قدمت إلى سوريا من العراق جاءت عن طريق الحشد الشعبي والفيالق العراقية التابعة لإيران، ورغم وجود ترحيب كبير من الوسط الموالي للنظام في الساحل على صفحات "فيس بوك" إلا أن الواقع كان مختلفا.

فكثير من أهالي اللاذقية تخوفوا من أن تكون هذه المساعدات الغذائية التي قدمت لمدينتي جبلة واللاذقية مقدمة لمحاولات جديدة لاستقطاب فقراء الطائفتين العلوية والسنية لنشر المذهب الشيعي من جديد، كما حصل في الفترة التي تلت تسلم بشار الأسد للحكم في سوريا.

"أبو علي" أحد متضرري الزلزال في اللاذقية قال إن الحشد الشعبي وزعوا معونات "جيدة" في اللاذقية وجبلة، لكنه يذكر سوء التعامل الذي شاهده من قبل بعض الأشخاص وكأنهم يريدون إذلالهم أكثر على حد قوله، ولكن أبو علي أكد أن هذا التعامل لم يكن في كل المناطق واقتصر على أول مكان تم التوزيع فيه في ريف اللاذقية ذلك ما حدث في توسع المشروع العاشر عند الاشتراك مع متطوعين سوريين وهو ما تم إلغاؤه لاحقاً. لكن أبو علي يذكر وبحرقة كيف انتشرت حركة قوية لنشر التشيّع بين السوريين بعد 2002 وأنشأ جامع الرسول الأعظم في اللاذقية وعملت إيران عن طريق حلفائها وقتها على استقطاب شريحة كبيرة من الشبان وترغيبهم بشتى الوسائل لجذبهم إلى مذهبها.

وأكدت مصادر محلية في اللاذقية، أن كل قوافل المساعدات العراقية المحملة بالمواد الغذائية تم توزيعها تحت إشراف الحشد الشعبي وهو ما اعتبروه طعناً في مصداقية النظام وانقطاع الثقة بينه وبين حلفائه. خاصة مع انتشار تقارير صحفية تؤكد سرقة المساعدات الإنسانية. وبناء على ذلك تقوم الفرق الإماراتية بتوزيع المساعدات بنفسها في المناطق المنكوبة وفق المصادر نفسها. 

الزلزال والنفوذ الإيراني في سوريا

وبعد وقوعِ الزلزال مباشرة كان القنصل الإيراني يتجوّل بين الأحياء المتضرّرةِ لتلتقطَ له الصورَ والتسجيلاتِ المصوّرة، في حين تأخرَ ظهورُ مسؤولي مجلسَي المدينةِ والمحافظة وفرق الإنقاذِ الرسمية لعدة ساعات، حيث بدا القنصل الإيراني نواب نوري كالزعيمِ الأوحد في حلب.

كما زار اسماعيل قاآني زعيم فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني حلب قبل زيارتها من رئيس النظام بشار الأسد.

وفي السياق تحدثت تقارير إعلامية عن إمكانية نشر ميليشيا الحشد الشعبي في سوريا بعد كارثة الزلزال وبتفويض من الحكومة العراقية للمرة الأولى.