icon
التغطية الحية

مسؤولون أميركيون: الغارة على القرشي سبقها شهور من التحضير

2022.02.04 | 14:43 دمشق

1000_4.jpeg
المنزل المستهدف في الإنزال الجوي الأميركي بمنطقة أطمة (تلفزيون سوريا)
إسطنبول ـ وكالات
+A
حجم الخط
-A

وصف الرئيس الأميركي جو بايدن تفجير  أبي إبراهيم الهاشمي القرشي "الانتحاري" بأنه "فعل أخير من الجبن واليأس، ويعيد الأمر للأذهان تفجير سلفه مؤسس تنظيم الدولة أبي بكر البغدادي نفسه خلال مداهمة أميركية في عام 2019 في سوريا.

وأضاف في تصريحاته بحسب ما نقلت وكالة "رويترز" ،اليوم الجمعة، أنه "بفضل شجاعة قواتنا، لم يعد هذا الإرهابي البشع موجوداً، ونفذت قواتنا العملية بجاهزيتها المعتادة وعزمها".

وأوضحت "رويترز" نقلاً عن مسؤولين أميركيين أن ميلي بايدن أبلغ بأن القوات الأميركية وجدت ما يؤكد هوية القرشي عندما رأت جثته وتأكدت أثناء رحلة العودة من هويته باستخدام بيانات الاستدلال الحيوي المأخوذة من بصمة إصبع، في حين قال المسؤول بالبيت الأبيض إنهم انتظروا إجراء اختبار للحمض النووي حتى يعلنوا مقتله.

وأضافوا أنه كان على قائمة أهدافهم من الأيام الأولى للحملة، حيث كان الذراع اليمنى للبغدادي وكان "مسؤولاً عن بعض من أكثر فظائع التنظيم وحشية".

التحضير للعملية

وأعلن مسؤولون أميركيون أن مقتل أبي إبراهيم  الهاشمي القرشي انتكاسة جديدة لتنظيم الدولة الذي "حكم يوماً دولة الخلافة التي أعلنها وشملت أراضي امتدت في سوريا والعراق".

وأضافوا أن العملية العسكرية التي تم تنفيذها كانت قيد الإعداد منذ كانون الأول الفائت، عندما تم التأكيد بأن زعيم التنظيم مقيم في المبنى الذي تم استهدافه.

وأشار أحد المسؤولين إلى أن العملية كانت معقدة لأن القرشي كان لا يترك مقر إقامته في الطابق الثالث من المبنى إلا نادراً وكان يعتمد على شبكة من أفراد المراسلة كي يتواصل مع آخرين.

وأكد أنه بسبب وجود عدد من الأطفال والأسر في المنطقة وفي الطابق الأول دفع المسؤولين الأميركيين لمحاولة إعداد العملية بشكل يضمن حماية المدنيين، وهو ما وضع أفراد القوات الأميركية المشاركين في المداهمة في خطر بدلاً من تنفيذ ضربة عن بعد.

وأردف المسؤولون الأميركيون أن بايدن أعطى الموافقة النهائية على العملية يوم الثلاثاء الماضي، خلال اجتماع مع وزير الدفاع لويد أوستن والجنرال مارك ميلي رئيس هيئة الأركان المشتركة.

وأوضحوا أن بايدن ونائبته كاملا هاريس ومسؤولين آخرين من إدارته تابعوا العملية أثناء تنفيذها من داخل غرفة العمليات بالبيت الأبيض وتلقوا إفادات أولاً بأول من أوستن وميلي وماكنزي.

وولفتوا إلى أن طائرة "الهليكوبتر" المشاركة في العملية تعرضت لعطل ميكانيكي خلال تنفيذ العملية وكان يجب تدميرها بدلاً من تركها.

القوات الأميركية تدربت مراراً على العملية

وأكد مسؤولون أميركيون أن القوات الأميركية  تدربت مراراً على تنفيذ غارة بطائرات "هليكوبتر" على أمل الإمساك بزعيم تنظيم الدولة من الطابق الثالث بمبنى سكني في أطمة حيث كان مختبئا مع عائلته.

وأضافوا أنه قبل أن تتمكن القوات من الوصول إلى القرشي، فجّر نفسه بقنبلة انتحارية، الأمر الذي أدى إلى انفجار قوي قذف جثته وجثثاً أخرى من المبنى إلى الشوارع المحيطة.

وأوضحوا أن الأحداث كانت  مروعة بالنسبة للسكان في بلدة أطمة، حيث جاءت القوات الأميركية على متن طائرات "هليكوبتر" ثم حاولت إجلاء المدنيين من المبنى واستخدمت مكبرات صوت لتطلب منهم الرحيل.

وروت امرأة التحذيرات الأميركية التي سمعتها لوكالة "رويترز" أن القوات طلبت من الرجال والنساء والأطفال رفع أيديهم، لأنهم "في أمن التحالف الدولي الذي يطوّق المنطقة، وستموتون إذا لم تخرجوا".

مقتل 13 شخصاً في العملية معظمهم نساء وأطفال

وقال الجنرال في مشاة البحرية فرانك ماكنزي، الذي يشرف على القوات الأميركية في المنطقة والذي كان يقدم لبايدن تطورات الوضع، إن "القوات أخرجت 6 مدنيين بينهم 4 أطفال من الطابق الأول من المبنى قبل الانفجار الذي دمر الطابق العلوي".

وأضاف ماكنزي أن "الانفجار الذي كان أقوى مما يمكن توقعه من سترة انتحارية، قتل جميع من كانوا في الطابق الثالث وقَذف العديد من الأشخاص فعليا من المبنى، وأن القرشي وزوجته وطفلين قتلوا".

وتابع أنه: "مع تقدم القوات الأميركية إلى الطابق الثاني، بدأ مساعد للقرشي وزوجته إطلاق النار على تلك القوات ثم قُتلا، وعثر على طفل مقتول مكان العملية وتم إخراج ثلاثة أطفال آخرين ورضيع بأمان من الطابق الثاني"، في حين أكد شهود عيان مقتل نحو 13 شخصاً معظمهم أطفال ونساء.

وقال "البنتاغون": "إن عضوين مسلحين على الأقل من فصيل محلي تابع لتنظيم القاعدة قتلا بنيران طائرة هليكوبتر أميركية بعدما اقتربا من مكان الغارة بينما ما تزال القوات هناك".

ولفت مسؤول كبير في البيت الأبيض أن بايدن تلقى إفادة مفصلة بشأن الخيارات المتاحة للإمساك بالقرشي حياً في الـ 20 من  كانون الأول الفائت.