icon
التغطية الحية

مراكز يديرها غير مختصين.. طبيب أسنان يترك مهنته ويفتتح مركزاً للتجميل في دمشق

2022.06.28 | 17:39 دمشق

TAJMEEL
مركز تجميل في العاصمة السورية دمشق (إنترنت)
دمشق - خاص
+A
حجم الخط
-A

رغم الحالة المادية الصعبة التي يمر بها السوريون وتركيزهم بالإنفاق على الأساسيات المعيشية وبالحد الأدنى، إلا أن ذلك لم يمنع انتشار عيادات ومراكز التجميل في دمشق التي تروج للإجراءات والعمليات التي تعتبر من الكماليات.

وتتركز أغلب تلك المراكز والعيادات في المالكي وأبو رمانة والمزة بدمشق، وفي جرمانا بريف دمشق، ما يؤكد وجود فجوة ضخمة بين المستويات المادية للسوريين وطبيعة احتياجاتهم.

ولا تنحصر العيادات والمراكز في دمشق بأبو رمانة والمالكي والمزة فقط، لكن تلك المناطق لها حصة الأسد من عددها، وبشكل عام، لا يكاد يخلو شارع رئيسي في دمشق منها.

الإقبال الكبير من الميسورين مادياً على عمليات وإجراءات التجميل، دفع طلاب الدراسات العليا في كليات الطب إلى العمل في هذا المجال لكسب العيش، وتؤكد عدة نساء التقى فيهنّ الموقع، أن مراكز التجميل تعتمد على طلاب الدراسات والفنيين بالدرجة الأولى.

أطباء الأسنان في دمشق يزيلون التجاعيد

حتى أطباء الأسنان كان لهم نصيب، فقد عرضت "العيادة التجميلية السنية في جرمانا" خدمات بعيدة كل البعد عن الأسنان، منها البوتوكس حول العين أو بوتوكس الجبهة بسعر 50 ألف ليرة سورية، وبوتوكس كامل الوجه بـ 135 ألف ليرة.

ويستخدم البوتوكس عادةً لإزالة التجاعيد، وقد يستمر مفعول الحقن نحو 6 أشهر فقط لتعاد الكرّة من جديد.

يقول أحد أطباء الأسنان في جرمانا والذي بدأ يقدم بعض الإجراءات التجميلية في عيادته أغلبها فيلر الشفاه (تكبير الشفاه)، إن قلة الإقبال من المرضى لعلاج أسنانهم نتيجة سوء الحال الاقتصادية مقارنة بارتفاع أسعار المواد، دفعني للتوجه نحو استهداف الشريحة الثرية، عبر تقديم خدمات حقن الفيلر والبوتوكس وإجراء عملية قطب الغمازة (حفر غمازة بالخد)، وهذه الخدمات تشهد إقبالاً كبيراً لم أكن أتوقعه صراحةً.

وتابع: "في الخدمات التجميلية الدورية التي تحتاج كل عدة أشهر لإعادة الإجراء نتيجة تلاشي النتائج، تكون الأرباح أكبر وهي مضمونة، لأن الشريحة المستهدفة بشكل دقيق هي الشريحة المليئة مالياً"، مضيفاً أنه "يفكر بتوسيع العمل التجميلي وترخيص العيادة كمركز تجميل للفم وما حوله، وأن يحصر العمل بالأسنان في تركيب الفينير (ابتسامة هوليود).

ويصل سعر عدسة إيماكس (طبقة الفينير اللاصقة والدائمة) إلى 300 ألف ليرة لكل سن، والفينير المتحرك غير الثابت إلى 150 ألف ليرة لكامل بدلة الأسنان، والتي يمكن لمرتديها فكها عند الانتهاء من استخدامها.

تبقى الخدمات التجميلية لدى طبيب الأسنان أرخص من غيرها، حيث وصل سعر بوتوكس الجبين وحول العين في عيادة تجميل بأبو رمانة إلى 250 ألف ليرة، وبوتوكس الإبط لمنع التعرق إلى 500 ألف ليرة، وفلر نفخ الشفاه تراوح بين 450 ألف ليرة للنوعية الفرنسية و300 ألف ليرة للنوعية الكورية، وفيلر تحت العين لإزالة التجوّر بين 350 و500 ألف ليرة، وكل هذه الإجراءات تذهب نتائجها بنسبة 70 – 100% بعد 6 أشهر إلى عام.

معركة تجميل

وهناك عمليات جراجية تجميلية رائجة أيضاً وتشهد إقبالاً من قبل النساء، وهي تكبير الثدي التي تصل كلفتها إلى 6 ملايين ليرة أو شد الثدي ورفعه بـ3 ملايين ليرة، لكن تبقى عمليات تجميل الأنف هي الأكثر طلباً مقارنةً بأي عملية جراحة تجميلية أخرى، ويقوم بها أطباء من تخصصات مختلفة، حيث يمكن أن يجري هذ العملية طبيب التجميل أو طبيب الأذن والأنف والحنجرة، وتبدأ كلفتها من 800 ألف وتصل إلى مليوني ليرة، بحسب خبرة الطبيب وتخصصه وشهرته وغيرها من العوامل، حيث يعتبر أطباء جراحة الأذن والأنف والحنجرة الأقل سعراً.

وبشكل عام، هناك شبه معركة لجذب الزبائن بين جميع من يقدم خدمات التجميل وخاصة حقن الفيلر والبوتكوس حيث يمكن لأطباء الجلدية وأطباء التجميل وأطباء الأسنان وأطباء الأنف والأذن والحنجرة أن يقوموا بها، وأيضاً يمكن لأي فتاة أن تقوم بإجراء إزالة الشعر الزائد بالليزر دون أي دراسة تخصصية، فقط تدريب لفترة محدودة على أجهزة الليزر تكون كافية لأن تبدأ بممارسة ذلك، حيث إن أغلب من تقدم هذه الخدمة بالمراكز التجميلية هن "فنيات" وليس لهم أي علاقة بالطب، ما قد ينتهي بعض الأحيان بحرق جلد المرضى، وفقاً لما أكدته عدة نساء.

ووصل سعر جلسة الليزر الواحدة لكامل الجسم بين 450 و600 ألف ليرة، وتحتاج كل سيدة نحو 10  جلسات على الأقل على وتيرة جلسة واحدة شهرياً، وإلا لن تسفيد أي فائدة من هذه الجلسات وفقاً لفنيين وأطباء.

وتصل كلفة إزالة الشعر من منطقة واحدة ما بين 12 ألفاً – 15 ألفاً لمنطقة الشارب، والبكيني بين 25 و80 ألف ليرة.

وليست النساء وحدها من تقبل على إجراءات التجميل، فعدا عن الإقبال الكثيف لإجراء عمليات تجميل الأنف، يتجه الشباب إلى إزالة الشعر أيضاً وبإقبال كثيف، ووسطياً تبلغ كلفة إزالة شعر النقرة أو الإبطين أو أي مكان آخر في الجسم بين 40 – 50 ألف ليرة لكل منطقة على حدة.

وحذّر أمين سر الرابطة السورية لأطباء الجراحة التجميلية والترميمية، رزق الفروح،  مؤخراً، من انتشار مراكز تجميل غير مرخصة من وزارة الصحة، مع زيادة إقبال الرجال والنساء في سوريا على إجراء عمليات تجميل أو تصحيح.

وأكد الفروح، أن الرابطة رفعت أكثر من كتاب إلى وزارة الصحة حول مراكز التجميل هذه، لافتاً إلى أنها بحاجة إلى رقابة صارمة، فالآثار الجانبية المترتبة على حقن أو شد أو تجميل الأنف بيد غير خبيرة، يمكن أن تكون كارثية.

وأشار إلى توجه العديد من الأطباء من مختلف الاختصاصات إلى عمليات التجميل، وذلك بسبب نقص اختصاصيي الجراحة التجميلية، إذ لا يتجاوز عددهم 250 طبيباً وطبيبة.