icon
التغطية الحية

قطر: الحل السياسي في سوريا مسدود بسبب عدم جدية النظام السوري وإصراره على القتل

2023.03.21 | 22:07 دمشق

المندوب الدائم لدولة قطر لدى مكتب الأمم المتحدة هند عبدالرحمن المفتاح - (الخارجية القطرية)
المندوبة الدائمة لدولة قطر لدى مكتب الأمم المتحدة هند عبد الرحمن المفتاح - (الخارجية القطرية)
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

أكدت دولة قطر أن المسار المتبع حالياً للتوصل إلى حل سياسي في سوريا قد وصل إلى طريق شبه مسدود، بسبب عدم جدية النظام السوري، وإصراره على استخدام الحل الأمني والعسكري القائم على والقتل والتعذيب.

جاء ذلك في بيان ألقته المندوبة الدائمة لدولة قطر لدى مكتب الأمم المتحدة بجنيف، هند عبد الرحمن المفتاح، خلال الحوار التفاعلي مع لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا، اليوم الثلاثاء، في إطار الدورة الـ52 لمجلس حقوق الإنسان.

وقالت المفتاح إن النظام السوري مصر على استخدام الحل الأمني والعسكري القائم على الاحتجاز التعسفي والاختفاء القسري والقتل والتعذيب والتدمير والتشريد القسري والحصار واستخدام الأسلحة الكيماوية والمحرمة دولياً والاستهداف المتعمد والعشوائي للمدنيين والأعيان المدنية وارتكاب أبشع الجرائم والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.

وأعربت عن مشاطرتها مع ما جاء في تقرير اللجنة بشأن خطورة عدم وجود عملية سياسية ذات مصداقية على تأجيج الصراع وزيادة عدم الاستقرار.

"استغلال مأساة الزلزال لأغراض سياسية"

وأشارت إلى الصعوبات التي واجهها الشعب السوري في إغاثة منكوبي الزلزال الذي أصاب البلاد مؤخراً والتأخير الذي حصل في وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى الأشخاص الأكثر تضرراً لا سيما في شمال غربي سوريا.

وأوضحت أن النظام السوري يحاول استغلال المأساة الإنسانية لكسب الوقت وتحقيق أغراض ومكاسب سياسية، ويعد ذلك بمنزلة تذكير صارخ بأن الوضع الراهن وأنصاف الحلول لا يجب أن تستمر وأن على الجهات الفاعلة والمجتمع الدولي اتخاذ المزيد من التدابير لضمان حماية الشعب السوري والتخفيف من معاناته وضمان مساءلة جميع المسؤولين عن الانتهاكات والجرائم التي ارتكبت بحقه.

وطالبت بضرورة التوصل إلى تسوية سلمية بناء على التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن 2254، وبما يحقق التطلعات المشروعة للشعب السوري ويحافظ على وحدة سوريا وسيادتها واستقلالها.

ويطالب القرار 2254 جميع الأطراف بالتوقف عن شن هجمات ضد أهداف مدنية، كما يطلب من الأمم المتحدة أن تجمع بين الطرفين للدخول في مفاوضات رسمية، وإجراء انتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة، بهدف إجراء تحول سياسي شامل في سوريا تديره "هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات التنفيذية".

قطر تستمر في دعم القضية السورية

وتستمر دولة قطر على موقفها الثابت من القضية السورية على مدى السنوات الماضية، وكان قد أكد أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خلال حوارٍ أجرته معه مجلةُ لبوان الفرنسية، في منتصف أيلول 2022، على أنّ قرار استبعاد سوريا من جامعة الدول العربية كان لأسبابٍ وجيهة لكنّ تلك الأسباب لم تتغير.

وأعرب أمير قطر عن استعداده "للمشاركة في أي محادثات، في حال كان لدينا عملية سلام حول مستقبل سوريا ومطالب شعبها، لكن هذا ليس هو الحال في هذه اللحظة".

وتساءل الشيخ تميم ما إذا كان العالم "مُجبراً على قبول رئيس قهر شعبه وارتكب المجازر ضدهم وهجر الملايين كما فعل نظام الأسد في سوريا".

تسارع التطبيع العربي مع النظام بعد الزلزال

ومنذ وقوع الكارثة الزلزال في 6 من شباط الماضي، بدأت مظاهر التطبيع العربي مع النظام السوري تزداد بشكل غير مسبوق، وكان آخرها زيارة رئيس النظام السوري بشار الأسد إلى العاصمة الإماراتية أبو ظبي، يوم الأحد، وهي الثانية له خلال عامين، وجاءت الزيارة بعد رحلة إلى سلطنة عمان الشهر الماضي.

كما زار وزيرا خارجية الأردن ومصر في شباط الماضي العاصمة دمشق للمرة الأولى منذ العام 2011، وتلقّى بشار الأسد سيلاً من الاتصالات من قادة دول عربيّة وهبطت مئات الطائرة المحملة بالمساعدات في مطارات دمشق وحلب واللاذقية، وسنحت الكارثة للأسد فرصة لدفع عملية تطبيع نظامه مع بقية دول العالم العربي، والتي إن كانت تسير ببطء لكنها تتقدم.

وكان بشار الأسد معزولاً دبلوماسياً في الساحة العربية - كما الدولية أيضاً - إذ ما تزال عضوية سوريا في جامعة الدول العربية معلّقة منذ العام 2011، لكن بعد الزلزال المدمّر، استأنفت دول عربية التواصل مع النظام الذي يستغل هذه الكارثة للخروج من عزلته الدبلوماسية.