icon
التغطية الحية

قراءة في فيلم: "أهلاً وسهلاً".. رحلة إلى ماضي سوريا وتاريخها مع ركوب الإبل

2023.04.03 | 16:03 دمشق

فيلم "أهلاً وسهلاً" الوثائقي يربط الماضي بالحاضر
فيلم "أهلاً وسهلاً" الوثائقي يربط الماضي بالحاضر
The Guardian - ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

كان جد المخرج لوكاس فيرنير أحد أفراد خيالة الإبل خلال فترة الانتداب الفرنسي على سوريا، ولذلك أخذ فيرنير يتعقب خطى جده عبر الرحلة التي قام بها إلى البادية السورية في عام 2009، بعدما قرر أن يزور هو أيضاً المناطق التي شاهدها في الصور الملتقطة لجده والتي احتفظ بها في أرشيفه الكبير، ومن خلال تاريخ أسرته يضفي فيرنير حيوية ملموسة على فيلمه الوثائقي، إذ يظهر الجنود السوريون الذين خدموا في فيلق خيالة الإبل ضمن ذكريات أسلافهم، بعد أن تعرض علينا صورهم الجامدة بالأبيض والأسود، وتلك الذكريات تضفي على الفيلم روحاً تشي بالانفتاح وهذا ما نجده في عنوان الفيلم الذي يحمل العبارة التقليدية العربية المتعارف عليها للترحيب وهي: أهلاً وسهلاً.

يلعب هذا الفيلم دور همزة الوصل بين الماضي والحاضر، إذ تتكشف تفاصيل رحلة فيرنير التي قام بها في عام 2009 من خلال بحث في صور فوتوغرافية قديمة، وبمجرد التعرف إلى الشخوص الظاهرة في صور الجد، يعيد فيرنير تركيب أجزاء الصورة عبر دفع من يجري مقابلات معهم لاتخاذ وضعيات من أجل التصوير تشبه وضعيات أجدادهم وأسلافهم أمام الكاميرا، ولا شك أن في ذلك لفتة من تقدير لهم، بيد أن ذلك يوحي بعدم قيام فيرنير بأي محاولة لاستبطان الأمور وسبر أغوارها، إذ على الرغم من أن جده كان تقدمياً على الصعيد السياسي، إلا أنه كان أيضاً مجرد أداة بيد الإمبريالية الفرنسية في منطقة الشرق الأوسط، وهذا الموقف المعقد لا يبحث الفيلم فيه إلا من زوايا ضيقة. كما أن إصرار فيرنير على إعادة إنتاج الصور دفعه إلى عدم التفكير بالسياق الاستعماري الذي أنتجت تلك الصور في خضمه.

عندما اندلعت الحرب في سوريا عام 2011، اتخذ الفيلم منحى أشد قتامة، وذلك لأن بعض السوريين الذين التقاهم فيرنير ماتوا بسبب القصف، وبعضهم أصبح نازحاً. وبعد أن تخلى عن الدافع الذي حثه على إحياء ماضي جده من دون نقده، حملت تلك المقابلات والصور قوة وتركيزاً أكبر، كما أصبحت شاهداً على الأذية النفسية التي تسببها الحرب، والشجاعة التي أبداها اللاجئون السوريون. وإزاء ذلك الواقع المؤلم، نحس بشيء من الدفء وروح الترحيب والضيافة في النصف الأول من الفيلم الوثائقي، إلا أن كل ذلك يشعرنا بمدى هشاشة السلام في ذلك البلد.

المصدر: The Guardian