icon
التغطية الحية

فقدان أهم الأدوية من صيدليات السويداء رغم ارتفاع أسعارها

2021.12.16 | 20:15 دمشق

whatsapp_image_2021-12-16_at_6.30.40_pm.jpeg
صيدلية المدينة في السويداء (خاص تلفزيون سوريا)
السويداء - آدم الحناوي
+A
حجم الخط
-A

تشهد محافظة السويداء الخاضعة لسيطرة قوات النظام نقصاً حادّاً في الأدوية وخصوصاً في الأصناف الحيوية، وارتفاع أسعارها إن وجدت.

وتحدث تلفزيون سوريا مع العديد من المواطنين القاطنين في السويداء الذين أجمعوا على أنّ معظم صيدليات المحافظة إن لم تكن جميعها أضحت خالية من كثير من الأدوية وخصوصا الضرورية منها.

وتقول المدرسة سهام إنها تلاقي صعوبة في إيجاد "حبوب الضغط" وإن وجدتها يتم إعطاؤها لها بكميات محدودة لا تتجاوز "ظرف واحد" على الرغم من أن عدم تناولها الدواء بانتظام وبشكل يومي يهدد حياتها بالخطر.

وفي جولة لـ مراسل موقع تلفزيون سوريا في صيدليات مدينة السويداء التقى مع المواطن رواد وهو معيد في كلية التربية جامعة دمشق، حيث أكد أنه مصاب بمرض السكّري، ولا يجد الدواء الخاص به في الصيدليات، متهماً الصيادلة باحتكار الدواء والإحجام عن بيعه حتى يرتفع سعره.

 

WhatsApp Image 2021-12-16 at 6.30.17 PM.jpeg

توقف مصانع الأدوية في سوريا عن الإنتاج

وفي الجانب الآخر رفضت الصيدلانية ميساء هذه الاتهامات وأرجعت السبب وراء اختفاء الأدوية من رفوف الصيدليات إلى توقّف المعامل عن إنتاج أصناف كثيرة من الأدوية بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج بشكل كبير وعدم تناسبه مع تسعير الصحة له.

الصيدلانية نغم كان لها رأي آخر فقد أعادت نقص الأدوية الحاد فضلاً عن الأسباب السابقة إلى سبب أهم وأخطر وفق تعبيرها، وقالت "يرفض كثير من مندوبي المعامل القدوم إلى محافظة السويداء خوفا من خطفهم على يد العصابات التي تحمل بطاقات أمنية داخل المحافظة."

لافتة إلى أن شابين تعرضوا للخطف والتهديد العام المنصرم داخل السويداء في أثناء بيعهم للدواء للصيدليات وتم تهديدهم بالقتل والاعتقال في حال تحدثوا عن تفاصيل خطفهم، وبعد دفعهم فدية 10 ملايين رفضوا العودة إلى السويداء مطلقاً.

مصادر خاصة لموقع تلفزيون سوريا أكدت أن حكومة النظام هي من تمنع الأدوية عن الصيدليات تمهيداً لرفع أسعارها ورفع الدعم عن الأدوية وطرح الأدوية بالسعر الحر للمواطنين.
 

صيدليات نقابة المعلمين من دون أدوية

وفي سياق متصل يعاني المدرسين والمدرسات من خلو صيدليات نقابة المعلمين من معظم الأدوية المهمة التي يحتاجونها.

ويتقاضى المعلم راتبا شهريا يصل وسطياً إلى 60 ألف ليرة سورية وتؤمّن نقابة المعلمين له الأدوية بحسومات بين 30 و 40% من ثمنها، ما يوفر عنهم القليل من كلفة شراء الدواء في الصيدليات الخارجيّة.

الأستاذ المتقاعد عماد  يوضّح أنه يرسل ابنه إلى صيدلية نقابة المعلمين في السويداء من أجل شراء أدوية الضغط والقلب والسكري من النقابة كونها تكلّفه أكثر من نصف راتبه في الصيدليات الخارجيّة.

إلا أن ابنه يعود "بخفي حنين" كون الأدوية المطلوبة غير متوافرة في الصيدلية فيتوجب عليه شراؤها بسعر مضاعف  عن سعرها في نقابة المعلمين، وكون هذه الأدوية شبه مقطوعة من الصيدليات الأخرى، فإنّه يضطر إلى شرائها من السوق السّوداء بأسعار باهظة جدّاً.

وقال مهنيون من المحافظة إنّ صيدليات النقابات في السويداء تخلو من الأدوية المهمة والضرورية وأبسطها السيتامول لذلك يرى ناشطون أن هذا الأمر يوضح مدى العجز التي آلت إليه حكومة النظام في تأمين أبسط حقوق المواطنين وحاجياتهم.

يشار إلى أن نقيب صيادلة سوريا وفاء الكيشي صرحت لـ شام إف إم: عن ارتفاع بأسعار الأدوية بنسبة 30% مع صدور نشرة أسعار جديدة لكل أنواع الأدوية، ومشيرة إلى أنّ ارتفاع أسعار الأدوية لا يشمل المتممات الغذائية.

تحذيرات سابقة

وسبق أن حذر رئيس المجلس العلمي للصناعات الدوائية رشيد الفيصل من غياب كثير من الزمر الدوائية في سوريا، بسبب "ارتفاع تكاليف إنتاج الدواء، وانخفاض أسعار مبيعها إثر اختلاف سعر الصرف بين الواقع والسعر الذي حدده المصرف المركزي".

وفي وقت سابق أرجع عضو مجلس نقابة الصيادلة لدى النظام جهاد وضيحي سبب نقص بعض أصناف الأدوية المصنعة محلياً إلى تأخر وصول المواد الأولية، وزيادة الطلب عليها في الوصفات الطبية وخصوصاً بعض أدوية المضادات الحيوية.

وكانت وزارة الصحة في حكومة النظام رفعت أسعار الدواء في منتصف حزيران الماضي، وذلك بعد تحذيرات من أصحاب معامل وشركات الأدوية، بالتوقف عن الإنتاج في حال عدم تعديل سعر الأدوية.

وتراوحت نسبة رفع أسعار الأدوية بين 30 و 40 %، وشملت الزيادة نحو 12 ألف صنف دوائي، وفق اللجنة الفنية العليا للدواء.

ويعاني مرضى القلب والصرع والسكري والسرطان والتصلب اللويحي وغيرهم من مرضى بأمراض مزمنة من انقطاع الأصناف الدوائية الأساسية التي يعتمدون عليها في علاجهم على المدى الطويل، في حين أنهم مضطرون الآن إلى شرائها من السوق السوداء أو ما يقابلها من أصناف مهربة بعشرات آلاف الليرات.