icon
التغطية الحية

غير بيدرسن: أربع خطوات بعد الزلزال كشفت إمكانية التعاون في سوريا

2023.03.01 | 10:22 دمشق

غير بيدرسن: الاستجابة الإنسانية أولوية عاجلة في سوريا بعد الزلزال
أشار المبعوث الأممي إلى أن كارثة الزلازل كشفت وفاقمت العديد من القضايا الجوهرية المتعلقة بقرار مجلس الأمن 2254 - تويتر
+A
حجم الخط
-A

قال مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، غير بيدرسن، إن كارثة الزلزال الذي ضرب سوريا في 6 شباط الماضي "كشفت عن حقيقة أنه من الممكن العمل من أجل الصالح العام في سوريا"، مشيراً إلى "أربع خطوات إنسانية اتخذت استجابة للزلازل أرسلت رسالة واضحة أنه من الممكن القيام بخطوات إيجابية والتعاون في سوريا".

وفي إحاطته في اجتماع مجلس الأمن الدولي، مساء أمس الثلاثاء، أوضح بيدرسن أن الخطوة الأولى هي "حسن نية ملحوظة بين العديد من السوريين أنفسهم، من حيث الأقوال والأفعال، بشأن تنظيم وإرسال الإغاثة إلى إخوانهم عبر الخطوط الأمامية، بغض النظر عن التحديات والمصاعب".

وأضاف أن الخطوة الثانية هي "الإعفاءات من العقوبات التي اتخذتها مجموعة من الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، وجهود هذه الدول لضمان أن عقوباتهم لا تتداخل مع الاستجابة الإنسانية"، مشيراً إلى "قدر كبير من النوايا الحسنة والطاقة الدبلوماسية بشأن سوريا، من حيث تقديم المساعدة بشكل مباشر أو عبر الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة الأخرى".

وعن الخطوة الثالثة، قال المبعوث الأممي إنها "قرار حكومة النظام السوري فتح نقطتي عبور باب السلامة والراعي من تركيا إلى شمال غربي سوريا، مشيراً إلى "الموافقة الشاملة على عمليات العبور إلى شمال غربي سوريا حتى تموز المقبل"، واصفاً هذه الخطوة بأنها "تدابير لخفض الروتين بالنسبة للجهات الفاعلة الإنسانية، وتسهيل المعاملات المالية والإنسانية فيما يتعلق بالاستجابة للزلزال بسعر صرف تفضيلي".

أما الخطوة الرابعة، فأشار بيدرسن إلى "الهدوء النسبي في أعمال العنف الذي شهدتها البلاد بعد الزلزال، ما سهّل عمليات الإغاثة، وأثبت أنه يمكن تحقيق الهدوء والحفاظ عليه بالإرادة السياسية".

وأكد بيدرسن على أن هذه الخطوات الأربعة، التي تنطوي على إجراءات من جهات مختلفة، "هي الخطوات التي نحتاج إلى البناء عليها إذا أردنا تجاوز الاستجابة لحالة الطوارئ التي أحدثها الزلزال، ومواجهة تحديات حل الصراع نفسه، ومعالجة الأزمة العميقة في سوريا".

الوصول والموارد والهدوء

وقال المبعوث الأممي إن الزلازل التي ضربت سوريا وتركيا "تسببت في معاناة لا توصف لملايين الأشخاص"، مشيراً إلى أن "السوريين المتضررين، في كلا البلدين، دخلوا في أعماق واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في هذا القرن".

وشدد بيدرسن على أن "الأولوية العاجلة هي الاستجابة الإنسانية الطارئة للسوريين أينما كانوا"، مضيفاً أن "زملائي في المجال الإنساني يعملون ليل نهار لتوسيع نطاق الاستجابة الإنسانية".

وأوضح أنه "دعماً للضرورة الإنسانية، فقد حثثت الجميع على نزع الطابع السياسي عن الاستجابة الإنسانية"، مضيفاً أن ذلك يعني "الوصول، أي أن هذا ليس الوقت المناسب للعب السياسية مع المعابر عبر الحدود أو الخطوط الأمامية، والموارد، أي أن هذا الوقت هو المناسب للجميع لكي يتبرعوا بسرعة وسخاء لسوريا، وإزالة جميع العوائق التي تحول دون وصول الإغاثة إلى السوريين في جميع المناطق المتضررة، والهدوء، وهذا يعني أن هذا ليس وقت العمل العسكري أو العنف".

وأشار المبعوث الأممي إلى أنه حمل هذه الرسالة إلى جميع من التقاهم، وهم: فريق العمل الإنساني في جنيف، والمانحون الرئيسيون في بيروت، ووزير خارجية النظام السوري، فيصل المقداد، ووزير خارجية الأردن، أيمن الصفدي، رئيس هيئة التفاوض السورية، بدر جاموس، ووزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، ووزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، ومسؤولون آخرون في المنطقة العربية وإيران والولايات المتحدة والاتحاد الأوربي.

عقبات كبيرة ومعضلات أكبر

من جانب آخر، قال بيدرسن إنه "بينما ننتقل من الاستجابة لحالات الطوارئ إلى الانتعاش بعد الزلزال، فإن التحديات السياسية التي لم يتم حلها ستشكل عقبات كبيرة ومعضلات أكبر"، مضيفاً أنه "سيتطلب الأمر التنقل عبر واحدة من أكثر مشاهد السياسة تعقيداً على هذا الكوكب".

وأشار إلى أن الوضع في سوريا يشهد "أجزاء مقسمة إلى عدة مناطق خاضعة للسيطرة من جهات مختلفة، وعقوبات المانحين الرئيسين على النظام السوري، وسلطات الأمر الواقع في أماكن أخرى، وجماعات مدرجة على قوائم الإرهاب، وخمسة جيوش أجنبية، وصراعات عنيفة متشابكة، ونزوحاً جماعياً، وانتهاكات وتجاوزات منهجية لحقوق الإنسان، ومؤسسات متدهورة أو فاسدة أو غائبة، وبنية تحتية مدمرة، واقتصاداً منهاراًً، واتجاراً غير مشروع في المخدرات، وفقراً مدقعاً، واحتياجات متزايدة"، مؤكداً أنه "يجب التعامل مع هذه التعقيدات في سياق انقسام عميق للمجتمع الدولي".

وشدد المبعوث الأممي على أن "الطريق السياسي الجاد للمضي قدماً يتطلب إجراء محادثات جادة بين أصحاب المصلحة الرئيسيين، لإحراز تقدم في بعض القضايا السياسية التي لم يتم حلها للنزاع، والتي يمكن أن تعيق التعافي الذي تمس الحاجة إليه بعد هذه الكارثة".

وأشار إلى أن ذلك "يتطلب مواقف أقل، وخطابة أقل، ومزيداً من البراغماتية، وسيتطلب الواقعية والصراحة من النظام السوري والمعارضة وجميع الجهات الخارجية الرئيسية، وسيتطلب ذلك حماية سوريا من النزاعات الجيوسياسية الأوسع بين اللاعبين الرئيسيين".

"خطوة مقابل خطوة" أكثر أهمية من أي وقت مضى

وقال المبعوث الأممي إن "نهج خطوة مقابل خطوة أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى، حيث كان حواراً يتعمق بالفعل، وستكون مبادئه الخاصة بالتوازي وإمكانية التحقق والقضايا التي كان يسعى إلى تعزيزها حاسمة إذا أردنا إحراز تقدم".

ولفت بيدرسن إلى أنه يقوم بالتنسيق الوثيق مع كبار مسؤولي الأمم المتحدة فيما يتعلق بالمشاركة مع الأطراف السورية وأصحاب المصلحة الخارجيين، موضحاً أنه "سنحتاج إلى جميع اللاعبين العرب والأوروبيين الرئيسيين، ولاعبي أستانا، والولايات المتحدة، للعمل في جهد متماسك".

وأكد أنه "إذا كان بإمكان الجميع، وأعني الجميع حقاً، تصور حل وسط من المواقف السابقة، فسيتفيد الجميع، ولا يمكن القيام بذلك إلا على المستوى السياسي".

وختم بيدرسن كلمته بالقول إن كارثة الزلازل "كشفت وفاقمت العديد من القضايا الجوهرية المتعلقة بقرار مجلس الأمن 2254، بما فيها: قضايا الحكم والسيادة وسلامة الأراضي، ووقف إطلاق النار على الصعيد الوطني، وبناء بيئة آمنة وهادئة ومحايدة، وملف المعتقلين والمختفين والمفقودين، والعودة الآمنة والكريمة والطوعية للاجئين والنازحين داخلياً، وإعادة الإعمار والتأهيل بعد الصراع".

وخاطب المبعوث الأممي المجتمعين في مجلس الأمن بقوله "نحن مدينون لكل هؤلاء السوريين الذين يعيشون كابوساً مركباً، وهم بحاجة ماسة إلى بصيص أمل".