icon
التغطية الحية

"سوريا فون" مشغل خليوي لـ "حكومة الإنقاذ" في إدلب .. مخاوف من احتكار قطاع جديد

2022.04.05 | 06:36 دمشق

whatsapp_image_2022-04-05_at_3.49.01_am.jpeg
مقر شركة الاتصالات الخليوية "Syria Phone" في مدينة إدلب - إنترنت
إدلب - خاص
+A
حجم الخط
-A

كُشف الستار مؤخراً عن قرب موعد انطلاق مشغل خليوي جديد في إدلب، حمل اسم سوريا فون "Syria Phone" ومن المتوقع أن يدخل المشغل الجديد العمل منتصف نيسان الحالي، بحسب عدة مصادر مقربة من "حكومة الإنقاذ".

لا معلومات متوفرة عن الشركة ولا اسم لمالكها، لكن عدة شخصيات تعمل في حكومة الإنقاذ تحدثت أنها تشاركية بين حكومة الإنقاذ و"مستثمر خاص" لم تسمه، بينما روجت تلك الشخصيات للشركة الجديدة معتبرة أنها المشغل الأول للخليوي في الشمال السوري رغم وجود مشغل يعمل منذ أكثر من عامين، فضلاً عن اعتبار افتتاح هذه الشركة خطوة في عملية التنمية في الشمال السوري.

مصادر خاصة لموقع تلفزيون سوريا أكدت أن الشبكة هي استثمار خاص لحكومة الإنقاذ، وأفادت المصادر بأن البناء الذي اتخذته الشبكة مقراً رئيسياً لها هو بناء حكومي سابق، يعود للمصرف التجاري السوري فرع إدلب، وأعيد ترميمه من قبل شركة الراقي للإنشاءات التابعة لهيئة تحرير الشام، كما أكدت المصادر أن المشغل لن يدخل العمل قبل عدة أشهر على أقل تقدير، بسبب عدم اكتمال التجهيزات التقنية التي تمكن الشبكة من الانطلاق.

المشغل ليس الأول في الشمال السوري وتحرير الشام عرقلت انتشار التغطية التركية

رغم الترويج الكبير المشغل الجديد على أنه الأول في الشمال السوري، فإن شبكات اتصالات خليوية أخرى تعمل منذ مدة، أبرزها شبكة "أيلوكس" (e-LUX) التي بدأت العمل بشكل فعلي في إدلب في الربع الثاني من عام 2020، والتي تمتلك شرائح هاتف "سيم كارد" تعمل برمز دولي يعود لدولة لوكسمبورغ الأوروبية مبدوء برقم (352+)، مربوط بأبراج اتصالات لشركات في عدة دول من بينها الشبكة التركية (توركسل - (TURKCELL فضلاً عن أبراج خاصة بها، منتشرة في عموم محافظة إدلب.

أيضاً تنتشر بشكل أقل تغطية وأبراج الشبكة التركية "توركسل" حيث يقتصر انتشارها على المناطق الحدودية بسبب وجود أبراج تغطية لها داخل الحدود التركية، وأيضاً تنتشر تغطية شبكة توركسل في محيط نقاط وجود الجيش التركي حيث تحوي كل نقطة على برج للشبكة.

إلا أن كلا الشركتين تتسمان بالضعف بسبب المشكلات التقنية وارتفاع أسعار الانترنت الذي تشهده شبكة "آيلوكس"، وقلة انتشار أبراج شبكة "توركسل" التركية، وقد أفادت مصادر خاصة لموقع تلفزيون سوريا بعرقلة هيئة تحرير الشام انتشار أبراج الشبكة التركية "توركسل" منذ أعوام حيث كانت تعتزم إنشاء مشغل خاص بها، حيث بررت الهيئة عرقلة انتشار أبراج "توركسل" آنذاك بتخوفها من الهيمنة التركية على إدلب أسوة بما صار عليه الوضع شمال حلب في مناطق عمليات غصن الزيتون ودرع الفرات.

كما أفادت المصادر بأن حكومة الإنقاذ أنذرت منذ شهرين أصحاب شبكات الإنترنت بإزالة جميع قطع الإنترنت المستقبلة والناشرة للشبكة من على خزانات المياه في المدن والبلدات خلال مدة أقصاها أسبوعان.

المشغل الجديد لم يأت بجديد ولا يمكن ربطه بالشبكة الدولية

بالنسبة لسكان الشمال السوري بات الاتصال المباشر عبر الهاتف الخليوي أمراً غير مستساغ بسبب طيلة مدة انقطاع الشبكات الخليوية، وبسبب وجود ميزة الاتصال الصوتي ومكالمات الفيديو في تطبيقات الإنترنت وأبرزها واتساب، حيث أفاد بعض ممن استطلع موقع تلفزيون سوريا آراءهم حول الشبكة الجديدة بأنهم لا يرغبون بالرد على الاتصالات المباشرة، وأنهم اعتادوا عن سؤالهم من قبل الآخرين عن إمكانية الاتصال بهم مسبقاً عبر الرسائل المكتوبة على واتساب، حيث يبدون الموافقة في حال كان الموضوع هاماً أو كانوا متفرغين لإجراء المكالمة الهاتفية.

كما أن الرغبة الأولى لمن يود امتلاك شريحة هاتف خليوي تتمثل في قدرته على تفعيل البرامج عليها، والتخلص من مشكلة تغيير رقم الواتساب كلما غيروا هواتفهم، وهي ميزة غير متوفرة في الشبكة الجديدة التي لا تحوي رمزاً دولياً يمكّنهم من تفعيل البرامج من خلالها، كما لا يمكّنهم من إجراء اتصال إلى دولة أخرى، ويعتبر الرمز الدولي علامة هامة في أي شبكة خليوي وهو تسلسل يتكون من رقم واحد أو اثنين أو ثلاثة أرقام من الأرقام العشرية (0-9)؛ ويستخدم عند الاتصال فيما بين الدول، بحيث يميز كل دولة برقم خاص؛ وعند الاتصال بدولة ما حيث يقوم المتصل بطلب رقم الدولة المعنية ثم يليه رقم المنطقة ثم رقم الهاتف المستهدف؛ وتتطلب عملية الاتصال فتح الخط الدولي أولاً، وهذا يختلف من دولة لأخرى، وإن كان الشائع في 33 دولة أن يتم أولًا طلب صفرين متتاليين، حيث حدد الاتحاد الدولي للاتصالات صيغة معتمدة لطلب الاتصال الدولي تتمثل بوضع صفرين أو إشارة (+) ثم رمز الدولة بعدها ثم رقم هاتف الشخص المراد الاتصال به.

وبهذه الحالة سيقتصر عمل المشغل الجديد على خدمة الإنترنت في أثناء التجوال وهو ما تقدمه شبكتا "آيلوكس" و"توركسل" بالإضافة إلى شبكة "سيريانا -Syriana net" المحلية التي بدأت العمل بشكل فعلي في عموم محافظة إدلب عام 2020 والتي تقدم خدمة يعتبرها المستخدمون جيدة من حيث سرعة الإنترنت والأسعار لكنها محدودة الانتشار في المحافظة، فانتشارها يتركز على المدن والبلدات الواقعة على الطريق الحيوي باب الهوى – إدلب وبعض المناطق القريبة منه.

ناشطون يتخوفون ويحذرون

حذر عدد من الناشطين في محافظة إدلب من المشغل الجديد، وتخوفوا من قيام هيئة تحرير الشام بمراقبة الاتصالات التي تجري عبر هذه الشبكة، وتتبع الناشطين والمعارضين لسياسات الهيئة، في حين اعتبر آخرون وجود شركة اتصالات تتبع الإنقاذ استحضاراً لتجربة شركة سيريتل التي كان يملكها رامي مخلوف ابن خال رئيس النظام السوري بشار الأسد.

كما حذر الناشطون من مسألة رفع الأسعار الذي تنتهجه الشركات التابعة لهيئة تحرير الشام بعد احتكارها الأسواق المحلية، مثل شبكة وتد للبترول، وشبكة "غرين إنيرجي" للكهرباء واللتين ترفعان الأسعار دون رقابة.

هذا ويبقى مدى نجاح الشركة وانتشار المشغل الجديد رهن حاجة الناس له لقضاء حوائجهم بأسعار تتناسب مع قدرتهم المتدنية عموماً.