icon
التغطية الحية

سنان أوغان.. مناهض اللاجئين الذي هزّ الانتخابات التركية

2023.05.16 | 05:53 دمشق

سنان أوغان
حصل أوغان على أصوات الاحتجاج التي تشمل القوميين والعلمانيين المصابين بخيبة أمل من تحالف "الشعب الجمهوري" مع الأكراد - الأناضول
تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

نشر موقع "ميدل إيست أي" تقريراً قال فيه إن مرشح تحالف "الأجداد" المناهض للاجئين، سنان أوغان، أجبر الانتخابات التركية على الذهاب إلى جولة الإعادة، بعد حصوله على 5.2 % من الأصوات، لكن إلى من ستذهب أصواته الآن؟

وكانت معظم استطلاعات الرأي قبيل الانتخابات أشارت إلى أن مرشح تحالف "الأجداد"، الذي يضم حزبي "النصر" و"العدالة"، لن يتجاوز نسبة 3 %، في حين أظهرت نتائج الجولة الأولى من الانتخابات بوضوح أنه لم يكن هناك فائز في الجولة الأولى، وقال أوغان "إنهم لا يعرفون السياسة اليمينية، ولهذا السبب خسروا العديد من الانتخابات".

أوغان ليس "صانع الملوك"

أشار التقرير إلى أنه من المحتمل أن أوغان استفاد من انسحاب مرشح حزب "الوطن" محرم إنجة، والذي انسحب من السباق الانتخابي بسبب حملة تشهير عبر الإنترنت، فضلاً عن أنه اجتذب أصوات الناخبين المحافظين والقوميين الذين رفضهم المرشحون الرئيسيون.

ووفق تحليل "ميدل إيست أي"، فإن النتائج الأولية للانتخابات تشير إلى أن أوغان أبعد الأصوات عن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في معاقله، كما أبعدها عن مرشح المعارضة، كمال كليتشدار أوغلو، في معاقل المعارضة.

وقال التقرير إن "بعضهم يدعون أوغان بأن أوغان صانع الملوك، لكن هذا ليس صحيحاً تماماً، فمن غير الواضح أن ناخبيه سيتوجون بطريقة أو بأخرى وفقاً لرغباته، رغم أن الأصوات التي حصل عليها ستقرر من يحسم السباق الانتخابي".

طريق ثالث للقوميين الأتراك

تمكن سنان أوغان من دخول السباق الرئاسي بعد أن تمكن من جمع التوقيعات المطلوبة للترشح، مدعوماً بالزعيم اليميني المتطرف، أوميت أوزداغ، الشخصية المعروفة بتصريحاتها المناهضة للاجئين .

وبنى أوغان حملته الرئاسية إلى حد كبير على وعود بإعادة اللاجئين إلى بلدانهم وملاحقة الإرهابيين بقوة، ورسم نفسه كطريق ثالث للقوميين الأتراك، وحقق قدراً كبيراً من الأمن في حملته.

فعلى سبيل المثال، ادعى أوغان أن السوريين كانوا يشكلون تهديداً للأمن القومي في المدن الواقعة على طول الحدود التركية مع سوريا، واشتكى من أنهم في بعض المناطق يفوقون عدد المواطنين الأتراك.

كما انتقد أوغان بشدة كلاً من المعارضة والحكومة لتحالفاتهما مع الأحزاب الموالية للأكراد، مدعياً ​​أنها تشكل تهديداً للبنية التركية الموحدة، والتي تشجع المركزية السياسية والعرقية.

وتشير نتائج الانتخابات التركية إلى أن مشاعره المناهضة للاجئين وتأكيده على البنية الأحادية لتركيا كان لها صدىً لدى الناخبين.

كيف حصل أوغان على أصوات الناخبين

ونقل "ميدل إيست أي" عن الأستاذ في جامعة إسطنبول، يونس كايا قوله إن "أوغان حصل على أصوات الاحتجاج من مختلف شرائح المجتمع"، مضيفاً أن تلك الأصوات "تشمل القوميين والعلمانيين الذين أصيبوا بخيبة أمل من التحالف الضمني بين حزب الشعب الجمهوري والحزب الاشتراكي الموالي للأكراد".

ووفقاً لكايا فإن "الخطاب المعادي للاجئين وحزب العمال الكردستاني، المرتبط مع الحزب الاشتراكي اليميني وسابقه حزب الشعوب الديمقراطي، لعب دوراً مهماً في جذب انتباه الناخبين".

وأوضح أن "التحالف غير المعلن بين حزب الشعب الجمهوري والحزب الاشتراكي اليميني أثار غضب بعض الناخبين، كما أن المشاعر المعادية للاجئين لعبت دوراً في ذهاب الأصوات لأوغان".

إلا أنه ومع ذلك، فمن المبكر استنتاج أن أوغان وداعميه السياسيين سوف يبشرون بصعود جناح سياسي يميني متطرف، على غرار بعض الدول الأوروبية، وفقاً للأستاذ في جامعة إسطنبول.

المغازلات بدأت

وفيما من المتوقع أن تكون الجولة الثانية من الانتخابات وعرة أيضاً، يطغى السؤال الآن "إلى أين قد تذهب أصوات أوغان ومن يؤيده؟".

صرح أوغان أن دعمه لأحد المرشحين له أربعة خطوط حمراء، أولها أن تظل المواد الأربعة من الدستور التركي كما هي، والتي تنص على أن تركيا دولة قومية علمانية وديمقراطية وموحدة، ولغتها الرسمية الواحدة التركية.

والثاني، إعادة اللاجئين إلى بلدانهم، والثالث، تغيير السياسات الاقتصادية، وأخيراً، الكفاح ضد الجماعات الإرهابية يجب أن يستمر.

وقال "ميدل إيست أي"، إنه "في ظاهر الأمر، هذه المطالب يمكن أن يلبيها كل من أردوغان وكليتشدار أوغلو"، إلا أن الأستاذ في جامعة إسطنبول أكد أنه لا يمكن أن يصوت الذين اختاروا سنان أوغان لواحد من المرشحين.

وأشار كايا إلى أن "الأحزاب السياسية التي تدعم أوغان حصلت على أقل من 2.5 %، وهذا يعني أنه استدرج أصوات الناخبين المحتجين، الذين يتصرفون بشكل مستقل"، مضيفاً أنه "بدلاً من ذلك، ستذهب أصواته في المدن التي يصوت عليها أردوغان إلى أردوغان، وفي المدن التي يهيمن عليها كليتشدار أوغلو ستذهب إلى كليتشدار أوغلو".

وكان أوغان قد قال إنه سيدعم كليتشدار أوغلو في جولة الإعادة إذا وافق على عدم تقديم تنازلات إلى الحزب المؤيد للأكراد، إلا أنه مع ذلك، فإن إبعاد كليتشدار أوغلو نفسه عن الحزب المؤيد للأكراد سيكون كارثياً، حيث حقق فوزاً كبيراً في المدن التي يهيمن عليها ذلك الحزب.

وأشار "ميدل إيست أي" إلى أن "المغازلات قد بدأت بالفعل"، حيث أفادت الأنباء أن كليتشدار أوغلو ونائب رئيس حزب "العدالة والتنمية" بن علي يلدرم أجريا مكالمات هاتفية مع أوغان بعد صدور نتائج الانتخابات.