icon
التغطية الحية

سباق على الاستثمار في تحركات "داعش" الأخيرة بالحسكة

2022.01.27 | 13:23 دمشق

adas_61ecee28e4e2a.jpg
عناصر من "قوات سوريا الديمقراطية" بمدينة الحسكة - (أ ف ب)
أنطاكيا - فراس فحام
+A
حجم الخط
-A

فتحت الأحداث الدائرة في سجن "الصناعة" بمحافظة الحسكة، الباب أمام عمليات الاستثمار والتوظيف لصالح الأطراف المختلفة، التي يبدو أنها وجدت في عودة نشاط داعش إلى الواجهة السورية المتمثلة بمحاولته اقتحام سجن "غويران" فرصة مهمة لتسويق سرديات معينة.

رسائل قسد

أحداث سجن "غويران" جاءت في توقيت حساس يتزامن مع تصاعد حدة أزمة أوكرانيا وتلويح روسيا باجتياح عسكري لها، بالتالي ازدياد الأهمية التركية بالنسبة لدول حلف "شمال الأطلسي"، وهذا يرفع احتمالية سعي دول الحلف إلى تقليل هامش الخلافات مع أنقرة لضمان موقفها في الملف الأوكراني، وقد ظهرت مؤشرات على ذلك، إذ إن إدارة بايدن أخطرت اليونان في الأسبوع الثاني من شهر كانون الثاني الجاري، أن لديها تحفظات على مشروع خط أنابيب "إيست ميد"، الذي سيربط بين إسرائيل واليونان وقبرص، وصولاً إلى أوروبا.

من البديهي أن تكون ورقة "قسد" على طاولة أي مباحثات تركية - غربية، لأن دعم دول الحلف للتنظيم الذي تعتبره أنقرة فرعاً لحزب العمال الكردستاني، من أبرز القضايا الخلافية.

الإعلام الحربي لـ "قسد" أطلق وصف "ملحمة الحسكة" على اشتباكاته مع بعض خلايا تنظيم داعش، وكثف على مدار أسبوع مضى من البيانات ومقاطع الفيديو لإظهار شراسة المعركة، وإقناع داعميه في التحالف الدولي بضرورة استمرار تقديم الدعم، وعدم التضحية بالعلاقة معه لصالح التفاهم مع أنقرة، على اعتبار أن خطر عودة داعش، وتحرير سجناء من المقاتلين الأجانب قائم وبقوة.

من جهة أخرى بث إعلام "قسد" مقاطع لمقاتلين من الجنسية التركية، ادعت أنهم من المدبرين للهجوم على السجن، في محاولة ترسيخ علاقة تركيا بتنظيم داعش.

وفي الثالث والعشرين من كانون الثاني الجاري، نشرت قوات "قسد" بياناً قالت فيه: "تتعامل قواتنا مع خلايا إرهابية حاولت مؤازرة عناصر داعش المحاصرين في السجن".

العلاقة بين قسد وسكان "حي غويران" في الحسكة، وهم من الغالبية العربية، ليست في أفضل أحوالها، فقد أكدت مصادر خاصة من الحي لموقع تلفزيون سوريا أن "غويران" و"حي الزهور" تصنف من المناطق المتمردة على "قسد"، وقد تحاشت الأخيرة الصدام معها حتى لا تواجه رد فعل من المكون العربي في عموم المنطقة.

وأكد المصدر أن الحيين كانا معقل كتائب "سرايا الثورة" التابعة للجيش السوري الحر، ودخلوا سابقاً في مواجهات مع "قسد"، ومن غير المستبعد أن تتخذ قوات الأمن التابعة لقسد من الأحداث الدائرة ذريعة لتنفيذ اعتقالات لاحقاً ضد شخصيات مناهضة لها من الحيين، بذريعة "تسهيل هجوم داعش".

روسيا تدخل على خط الاستثمار

أعلن "ديميتري بوليانسكي" النائب الأول لمندوب روسيا في الأمم المتحدة، أن بلاده قدمت طلباً لمجلس الأمن من أجل عقد اجتماع، لمناقشة الهجمات الأخيرة لـ "داعش" على سجن الصناعة في الحسكة.

من المهم بالنسبة لموسكو أن تثبت فشل التحالف الدولي و"قوات سوريا الديمقراطية" المدعومة من التحالف بعملية القضاء على داعش، سعياً منها لتوسيع نطاق دورها في شمال شرقي سوريا، وعدم اقتصار عملياتها العسكرية على مناطق محددة من البادية السورية، بالإضافة إلى التسويق بأن النظام السوري هو الجهة الأقدر على خوض المعركة.

ويبدو أن موسكو تتخوف أيضاً من النتائج النهائية لما يجري في سجن "الصناعة" أو ما يعرف بـ "سجن غويران"، في ظل الأنباء المتواردة عن المفاوضات بين قسد وداعش لنقل المئات من العناصر إلى البادية السورية، مقابل إطلاق سراح أسرى قسد المحتجزين على يد خلايا داعش المسيطرة على أقسام من السجن.

وعلى الرغم من محاولة موسكو الدخول على خط الاستثمار في الأحداث، لكن من الواضح أن قسد هي صاحبة القدرة الأكبر على توظيف ما جرى، بل قد تستخدم ورقة إطلاق سراح عناصر من داعش تباعاً، بهدف تخفيف الضغوطات الدولية عليها، خاصة التي تمارسها موسكو وأنقرة.