icon
التغطية الحية

ريف اللاذقية.. معارك يومية للحصول على وسيلة نقل (صور)

2020.11.23 | 14:25 دمشق

55.jpg
أزمة مواصلات في ريف اللاذقية (تلفزيون سوريا)
 تلفزيون سوريا - خاص
+A
حجم الخط
-A

يعاني المواطن السوري مِن سلسلة أزمات يومية أبرزها الانتظار واقفاً لـ ساعات طويلة أمام الأفران ومحطات الوقود، إلا أنّ سكّان ريف محافظة اللاذقية التي يسيطر عليها نظام الأسد يقضون معظم يومهم بانتظار وسيلة نقل تقلهم إلى المدينة أو إلى أماكن عملهم.

وما يفاقم تلك الأزمة أكثر هو رفع سعر مادة المازوت الصناعي، حيث يقوم البعض ببيع مخصصاتهم مِن المازوت المدعوم للمنشآت الصناعية مستفيدين مِن فارق السعر.

وخلال جولة لـ موقع تلفزيون سوريا في ريف محافظة اللاذقية قال سائق "ميكروباص" يعمل على خط القرداحة - اللاذقية إنّ "سبب قلة وجود وسائل النقل هو قِدمِها وكثرة أعطالها وخروج بعضها عن الخدمة"، مضيفاً أن أغلب السيارات كان يسخّرها نظام الأسد لـ نقل المعارضين إلى المناطق الخارجة عن سيطرته في الشمال السوري، وذلك خلال اتفاقات التسوية.

وعن عدم الالتزام بالأجرة المحدّدة قال أحمد - وهو سائق "ميكروباص" يعمل عل  خط جبلة - اللاذقية = إنّ "تزايد الأعطال وارتفاع تكاليف الإصلاح يجعلنا نرفع الأجرة أو نبيع مخصصاتنا مِن المازوت لكي نربح فارق السعر"، مؤكّداً أنه "لا يعمل أكثر مِن نقلة واحدة لتأمين مخصصاته من المازوت".

اقرأ أيضاً.. ضباط النظام يستغلون أزمة الوقود ويبيعونه خارج المحطات بـ 1500

 

معارك على وسائل النقل

في كراج جبلة المعروف بازدحامه الشديد أُلزمت، منذ بداية الشهر الجاري، جميع سيارات الـ"ميكروباص" العاملة على الخطوط بالتوقيع مِن الناحية أو البلدية أو المختار لـ معرفة عدد الرحلات التي تقوم بها السيارات، وذلك للحد من الازدحام، إلا أنه بعد عدة أيام باتت المحسوبيات والرشاوى تسود عملية التوقيع، وعادت الأزمة أسوأ من قبل.

"نجوى" طالبة جامعية تسكن في ريف القرداحة قالت لـ موقع تلفزيون سوريا "إنني أعاني كل يوم من صعوبة الوصول إلى جامعتي في مدينة اللاذقية، حيث أضطر للخروج في ساعات الصباح الباكر لكي أحظى بوسيلة نقل تقلني إلى المدينة، أو أستعين بسيارة أجرة وذلك يضيف علي مصروفاً آخر لا أستطيع تحمّله على مدى الفصل الدراسي".

اقرأ أيضاً.. أزمة مواصلات تتفاقم في اللاذقية و"قطاع النقل" يبرر

ويضيف "محمد" - موظف في شركة خاصة - قائلاً "إذا وجدنا وسيلة نقل نضطر للجلوس أربعة أو خمسة في مقعد لا يتسع إلا لـ ثلاثة أشخاص، ولكن قلة وسائل النقل وانعدامها أحياناً كثيرة يضطرنا لذلك"، لافتاً أنه يعيش معارك يومية للوصول إلى عمله تنتهي أحياناً بالمشادات الكلامية أو الضرب".

اقرأ أيضاً: دمشق.. "السرافيس" تشتكي من أزمة المازوت ومواطنون يشتكون غيابها

اقرأ أيضاً.. رفع أسعار المحروقات يحرم سكان دمشق وريفها من المواصلات العامة

 

تحكم أصحاب سيارات الأجرة (التكاسي)

ينتهز أصحاب سيارات الأجرة (التكاسي) قلة وسائل النقل وندرتها ويضعون تعرفة النقل على مزاجهم، حيث يتراوح الطلب مِن ريف اللاذقية إلى مدخل المدنية ما بين 8 آلاف إلى 10 آلاف ليرة سوريّة، وهذا الرقم يعتبر كبيراً جداً لـ أهالي المنطقة، إذ لا يمكن للموظف أو طالب الجامعة دفع هذا المبلغ يومياً، خاصّةً في ظل موجة الغلاء المعيشي التي تعصف بالبلاد.

ويعزو أصحاب "التكاسي" سبب ارتفاع أجرة النقل إلى ارتفاع سعر مادة البنزين والمازوت ووقوفهم الطويل على طوابير الانتظار أمام محطات الوقود، فضلاً عن القوانين الجائرة التي تفرضها شركة "تكامل" صباح كل يوم على "البطاقات الذكية" لـ توزيع مخصصات المحروقات.

اقرأ أيضاً.. دمشق.. توزيع بطاقات للنقل العام تحدد كمية الوقود شهرياً

يأتي ذلك في ظل أزمة خبز ووقود تضرب مناطق سيطرة نظام الأسد، منذ أشهر، والتي شكّلت ظاهرة طوابير ما تزال مستمرة في جميع المناطق، حتى إنها شهدت أحداثاً أغضبت السوريين منها وضع أقفاص حديدية كـ أقفاص السجون عند طوابير الانتظار بذريعة "تنظيم الدور".