icon
التغطية الحية

رويترز: أقارب سوريين مرحلين من لبنان يكشفون مصير أبنائهم

2023.05.01 | 17:50 دمشق

مخيم للاجئين السوريين في لبنان (رويترز)
مخيم للاجئين السوريين في لبنان (رويترز)
إسطنبول - وكالات
+A
حجم الخط
-A

أفادت وكالة رويترز، يوم الإثنين، بأنّ أقارب لاجئين سوريين مرّحلين من لبنان إلى سوريا إضافةً إلى مدافعين عن حقوق الإنسان، كشفوا أنّ السوريين الذين احتجزهم الأمن اللبناني ورحّلهم، تعرضوا للاعتقال والتجنيد الإجباري لدى عودتهم إلى بلدهم.

وقال بعض الأقارب إنّ أبناءهم كانوا محتجزين لدى "الفرقة الرابعة" في قوات النظام السوري، التي يرأسها ماهر الأسد شقيق رئيس النظام بشار الأسد، والتي تمت معاقبتها بسبب انتهاكات حقوق الإنسان.

ونقلت رويترز عن أحد اللاجئين السوريين إنّه وأشقاؤه الثلاثة اعتقلوا في مداهمة لـ مخيم في لبنان، أواخر نيسان الماضي، ورُحّلوا جميعهم لأنّ أشقاءه لم تكن لديهم إقامة قانونية.

وأضاف اللاجئ - طلب عدم الكشف عن هويته - قائلاً: "تمكنوا من الاتصال بي من داخل سوريا، قائلين إنهم محتجزون من قبل الفرقة الرابعة، ما زلت لا أعرف ما إذا كانوا بخير".

وذكر لاجئ آخر - وهو قريب أحد المرحّلين - أنه احتُجز لفترة وجيزة لدى "الفرقة الرابعة" بعد ترحيله، لكنه دفع للمهربين المال للعودة إلى لبنان.

خوف وقلق من الترحيل والتجنيد الإجباري

كذلك نقلت "رويترز" عن اللاجئ السوري إسماعيل أنّ أبناءه الثلاثة (حسن وعماد ومحمد) اقتادتهم قوى الأمن اللبناني خلال مداهمة لمنزلهم ورحلتهم لعدم حيازتهم على أوراق إقامة سارية المفعول.

وأضاف أن "عماد ومحمد مطلوبان من قبل قوات النظام السوري لأنهما لم يكملا خدمتهما العسكرية، وهما مختبئان في منزل صديق للعائلة ولكن يجب أن يدخلا في الخدمة في غضون أسبوع"، مشيراً إلى أنّ ابنه الثالث حسن يبلغ من العمر 15 عاماً فقط وهو خائف جداً.

وأشار يوسف، وهو لاجئ سوري وأب لطفلين، إلى أنه كان خائفاً جداً من الترحيل والتجنيد الإجباري لدرجة أنه توقف عن مغادرة منزله في لبنان، مضيفاً أن "هذا التمييز الدائم يخلق حالة من الخوف من مقابلة أي شخص جديد، حتى التعامل مع جارك أو صاحب متجر محلي في الطابق السفلي".

مداهمات واعتقالات للاجئين سوريين في لبنان

في أواخر نيسان الفائت، قال مركز الوصول لحقوق الإنسان (مقره لبنان)، إنه "وثّق منذ بداية نيسان ولغاية صباح يوم الجمعة 28 من الشهر ذاته، نحو 542 حالة اعتقال تعسّفي بحق لاجئين سوريين ضمن 13 حملة أمنية على الأقل استهدفت التجمعات السكنية و/أو المخيمات و/أو المنازل التي يسكنها لاجئون شملت مناطق مختلفة ضمن قضاء كسروان، قضاء عكّار، قضاء زحلة، قضاء بعلبك، قضاء الشوف".

وأضاف أنه "تم ترحيل ما يقارب 200 لاجئ عبر المعابر الحدودية، بينهم نساء وأطفال.. بالإضافة إلى ترحيل عائلتين بأكملهما على الأقل في بلدة رشميا في قضاء الشوف ضمن الحالات التي تم ترحيلها".

تنامي العنصرية ضد اللاجئين السوريين في لبنان

ومن جديد عادت قضية التحريض على اللاجئين السوريين إلى الواجهة في لبنان مع تحركات وحملات مركزة انخرطت بها أطراف سياسية، للدفع باتجاه ترحيلهم قسرياً، في وقت ما تزال فيه بعض القوى السياسية والمنظمات الدولية ترفض هذا الأمر وتعدّ أن ظروف عودتهم بطرق آمنة ما تزال غير متوفرة.

وكثّفت الأجهزة الأمنية اللبنانية عمليات الترحيل القسري للاجئين السوريين، منذ مطلع نيسان الفائت، حيث أعادت أكثر من 168 لاجئاً إلى مناطق سيطرة النظام السوري، بحسب الشبكة السورية لـ حقوق الإنسان.

اعتقال وتجنيد للاجئين العائدين قسراً من لبنان

وتعرض اللاجئون السوريون الذين عادوا إلى المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري، منذ بداية العام 2014 وحتى الآن، لانتهاكات جسيمة.

ووثقت الشبكة السورية ما لا يقل عن 2504 حالات اعتقال تعسفي بينها 257 طفلاً و199 سيدة (أنثى بالغة)، بحق لاجئين عادوا من دول اللجوء أو الإقامة إلى مناطق إقامتهم في سوريا، جميعهم جرى اعتقالهم على يد قوات النظام السوري.

كذلك وثّقت الشبكة عمليات التجنيد الإجباري في صفوف قوات النظام السوري، إضافةً إلى فرض العديد من القوانين التعسفية التي تهدف إلى السيطرة على ممتلكات النازحين واللاجئين.

وكانت منظمة العفو الدولية قد أكّدت سابقاً أنّ عمليات الترحيل "انتهاك واضح" من قبل لبنان للقانون الدولي بموجب مبدأ "عدم الإعادة القسرية"، الذي يحظر على الدول إعادة أي شخص قسراً إلى بلد يتعرض فيه لخطر الاضطهاد.