icon
التغطية الحية

رفع سعر البنزين في سوريا يثقل كاهل أصحاب السيارات ويدفعهم لبيعها

2024.04.18 | 13:38 دمشق

سيارات في العاصمة دمشق - رويترز
سيارات في العاصمة دمشق - رويترز
 تلفزيون سوريا ـ إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

يفكّر كثيرون من مالكي السيارات والتكاسي في مناطق سيطرة النظام السوري، ببيع هذه السيارات أو تأجيرها، بعدما أصبحت عبئاً عليهم، بسبب ارتفاع تكاليف تشغيلها، نظراً للزيادة المتكررة التي تطرأ على سعر البنزين.

وقال سائق تكسي في دمشق، إنّ رفع سعر البنزين باستمرار يثقل كاهل أصحاب السيارات ويهدد مصدر رزقهم الوحيد.

وبات السائق يقضي ساعة وأحياناً أكثر من دون أي طلب، فضلاً عن ارتفاع أجور الصيانة والزيوت وقطع الغيار، بحسب تصريح مالك سيارة أجرة لموقع "أثر برس" المقرب من النظام.

نوايا لبيع السيارات

ونقل الموقع عن عدد من أصحاب التكاسي، أنهم باتوا يفكرون جديّاً ببيع سياراتهم أو تأجيرها لأنها "لم تعد تجلب همها"، فهناك أيام يخرجون بخسارة.

ووفق السائقين، فإن ثمن 10 ليترات بنزين يبلغ 287000 ليرة سورية، وفي معظم الأحيان تستهلك التكسي نصف الكمية وهي تجول في الشوارع بحثاً عن زبون مقطوع بحاجة إلى تكسي لإيصاله سريعاً إلى وجهته.

من جهته، قال أمجد (موظف): "لا أفكر بالتكسي أبداً لأن أقل تعرفة تكسي ولمسافة قصيرة تتجاوز 8000 ليرة، وإذا حاول الزبون الاعتراض على التعرفة المبالغ فيها، يبادر سائق التكسي إلى إلقاء اللوم على الزبون بأنه إذا لم يكن قادراً على دفع أجرة التكسي فلماذا يستقلّها، وكأن الأمر بات نهباً علناً"، بحسب وصفه.

أما الفتاة "ريم"، فقد ذكرت أن السبب وراء عدم وجود تعرفة ثابتة وواضحة للتكاسي يعود إلى عدم التزام السائقين بتشغيل العدادات، وتراخي الجهات المعنية بإلزام السائقين بتشغيل العداد.

وأردفت: "لم أعد أستقل التكسي لأنني في كل مرة أتشاجر مع السائق لأنه يطلب تعرفة مبالغ فيها، وكأنه يحملني مسؤولية رفع البنزين وأجور الصيانة وقطع التبديل، من خلال طلب تعرفة توصيل كاوية ولا تتناسب مع المسافة التي قطعتها التكسي".

عوامل تثقل كاهل الأهالي

وذكر الخبير الاقتصادي ماجد علي، أن "الوضع الاقتصادي الصعب وغلاء المعيشة ورفع سعر المحروقات جميعها عوامل تثقل كاهل الأهالي وأصحاب التكاسي والسرافيس على حد سواء".

وتابع: "لكل منهم وجهة نظره المحقّة، فالأهالي بحاجة إلى التوفير ليستطيعوا مواجهة تكاليف الحياة وتأمين الحاجات الضرورية، وأصحاب التكاسي بالمقابل، أغلبهم، ليس لديهم مصدر رزق آخر غير التكسي.

ويعتقد علي، أن تعديل العدادات بحسب آخر زيادة لسعر البنزين، والتزام السائقين بتعرفة العداد، ستجعل الكثير من الزبائن يعودون لاستئجار التكسي.

لكن السائق "أبو يامن"، أوضح أنه ومن دون رفع سعر البنزين مجدداً، لم تعد مصلحة التكسي تجلب همّها، فالشخص يفضّل أن يستقل سرفيساً أو حافلة نقل داخلي، وإذا كان مشواره قريباً فإنه يفضّل المشي.

وخلال السنوات الماضية، تخلّى سائقون في مناطق سيطرة النظام عن قيادة سياراتهم بسبب التكاليف المادية المرتفعة لحيازتها، بدءا من الضرائب والرسوم وصولاً إلى أسعار الوقود التي تشهد ارتفاعاً بشكل دوري.

وتعيش مناطق سيطرة النظام منذ أشهر أزمة محروقات، هي الأسوأ على الإطلاق، بالنظر إلى حالة الشلل التام التي أصابت القطاعات كلها، حيث شُلت حركة النقل والمواصلات خاصة في العاصمة دمشق وريفها ووصل التأخير في رسائل البنزين المدعوم إلى قرابة 50 يوماً، كما ازدادت ساعات القطع الكهربائي لتصل إلى 23 ساعة يومياً في معظم المناطق.