icon
التغطية الحية

رغم استحواذ "قسد" على نفط سوريا.. شتاء قارس بلا وقود أو كهرباء في الحسكة

2023.12.05 | 08:33 دمشق

"الإدارة الذاتية" حصة النفط للنظام السوري وسط تفاقم أزمة المحروقات في مناطقها – "هاوار"
"الإدارة الذاتية" حصة النفط للنظام السوري وسط تفاقم أزمة المحروقات في مناطقها – "هاوار"
الحسكة - خاص
+A
حجم الخط
-A

مع اشتداد برد الشتاء، وفي ظل توقعات بانخفاض درجات الحرارة خلال الأيام المقبلة نتيجة منخفض جوي، تزداد معاناة سكان الحسكة من استمرار أزمة الوقود، وتوقف المولدات التي تغذي المنازل بالكهرباء، نتيجة توقف "الإدارة الذاتية" عن توزيع مخصصات مادة المازوت، بالرغم من سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) على معظم حقول النفط في البلاد.

شيروان يونس، من سكان حي الصالحية في الحسكة، قال لموقع "تلفزيون سوريا"، إن "غالبية سكان المدينة لم يستلموا بعد مخصصاتهم من مادة مازوت التدفئة ولا قدرة للأهالي على شراء المازوت من السوق السوداء".

وتوفر "الإدارة الذاتية" لكل عائلة تملك بطاقات محروقات كمية 300 لتر من مادة المازوت سنوياً، بسعر مدعوم وهو 325 ليرة سورية للتر الواحد بدلاً من 4300 ليرة، وهو سعر المازوت الحر في محطات الوقود.

ويرى يونس أن لا قدرة لغالبية السكان على شراء المازوت بسعره الحر، أو من تجار السوق السوداء، حيث وصل سعر اللتر الواحد خلال الأيام القليلة الماضية إلى 5 آلاف ليرة.

توزيع مازوت رديء الجودة

وفي المقابل، حصلت "أم ياسر" على مخصصاتها من مادة المازوت قبل يومين وهي من سكان حي المفتي، ولكنها تقول بأن الكمية التي تسلمتها لا تشبه المازوت أبداً، وهي عبارة عن "شحم وأوساخ".

وخلال السنوات الماضية تكرر شكاوى المواطنين من الجودة السيئة لمادة المازوت التي توفره "الإدارة الذاتية" للتدفئة، بينما اضطر البعض للتخلص من مخصصاته من جراء سوء جودة المازوت.

وأضافت "أم ياسر" بأنها لن تستفيد من مخصصاتها من مادة المازوت، كونها مادة غير سائلة وذات رائحة كريهة ولا يمكن لها تشغيل المدفئة بالاعتماد عليها.

نقص المازوت يوقف مولدات الكهرباء

وبالتزامن مع أزمة مازوت التدفئة، توقفت مولدات توليد الكهرباء في عشرات الأحياء في مدن وبلدات محافظة الحسكة من جراء قطع "الإدارة الذاتية" توزيع مادة المازوت على أصحاب المولدات.

وأكد أصحاب مولدات في مدينتي الحسكة والقامشلي عدم حصولهم على مخصصاتهم من مادة المازوت منذ قرابة أسبوع، ما أدى لتوقف مولداتهم عن العمل بشكل كامل.

ولم يتمكن سامر شهاب (اسم مستعار)، وهو صاحب مولدات كهرباء تغذي محال تجارية ومنازل، من الحصول على مادة المازوت الحر بسعره المرتفع أيضاً لعدم توافره في جميع محطات الوقود في الحسكة.

وبحسب شهاب، فإن "الإدارة الذاتية تتذرع بحجج غير حقيقية، منها منح الأولوية لتوزيع المازوت على المواطنين للتدفئة، أو على المزارعين، بينما يعاني جميع السكان من عدم توافر المازوت".

وخيم الظلام على أحياء كاملة في أحياء الحسكة والقامشلي وعامودا والدرباسية وبلدات أخرى منذ أيام من جراء توقف مولدات الكهرباء عن العمل.

ويصل عدد ساعات تقنين الكهرباء في الشبكة الرئيسية لـ 22 ساعة في اليوم في حين تتسبب الأعطال المتكررة في الأبراج وأكبال الكهرباء والمحولات لانقطاع الكهرباء بشكل كامل لأسابيع وأشهر أحياناً.

أزمة الوقود تشل الحركة في الحسكة

وتفاقمت أزمة المازوت مؤخراً بالرغم من إدلاء مسؤولي "الإدارة الذاتية" بتصريحات أكدوا فيها توفير المادة بجودة وكمية أفضل، بعد رفع أسعارها بنسبة تجاوزت 300 في المئة قبل شهرين.

واشتكى سائقو السيارات من عدم توزيع محطات الوقود المازوت المخصص عبر بطاقات السير لهم منذ أكثر من أسبوع.

وأوضح "أبو حسن" موظف في إحدى محطات الوقود في الحسكة لموقع "تلفزيون سوريا" أن "مديرية المحروقات التابعة للإدارة الذاتية تمنحهم وعود يومية بتزويدهم بالوقود دون تنفيذها".

وأشار "أبو حسن" إلى أنه يراقب يومياً عشرات الصهاريج المحملة بمادة النفط الخام والوقود تمر أمام عينيه متوجهة إلى مناطق سيطرة النظام في حين خزانات محطته خاوية.

"قسد" تضاعف حصة النظام من النفط

وكان مصدر مطلع كشف لموقع "تلفزيون سوريا"، الشهر الفائت، عن مضاعفة "الإدارة الذاتية" حصة النفط التي ترسلها للنظام السوري، وسط تفاقم أزمة المحروقات أكثر وأكثر في مناطق سيطرتها شمال شرقي سوريا.

وقال أحد العاملين في حقول رميلان لموقع تلفزيون سوريا إن "قسد" زوّدت النظام بنحو 300 ألف برميل من النفط الخام خلال أسبوعين، وذلك عبر معبر منبج شرقي حلب.

وأضاف أن "قسد" ترسل الصهاريج على شكل مجموعات "لا يتجاوز عدد المجموعة الواحدة عشرة صهاريج، وبفارق زمني يصل إلى نصف ساعة بين المجموعة والأخرى".

حقول النفط والغاز في مناطق "قسد"

وتنتج حقول رميلان وحدها في ريف الحسكة أكثر من 20 ألف برميل يومياً من النفط الخام، في حين تتجاوز كمية إنتاج النفط في عموم مناطق سيطرة "قسد" الـ 50 ألف برميل يومياً.

وتُصدّر "الإدارة الذاتية" النفط الخام إلى النظام السوري عبر صهاريج "شركة القاطرجي" وإلى إقليم كردستان العراق ومناطق سيطرة المعارضة السورية، عبر تجّار ينقلون النفط بصهاريج من معبر منبج إلى مناطق جرابلس والباب شمال شرقي حلب.

وتعمل "الإدارة الذاتية" على تكرير النفط محلياً وتبيع مشتقاته (بنزين - مازوت - كاز) في محطات وقود خاصة وأخرى تابعة لها في مناطق سيطرتها.

وبالإضافة إلى النفط يُقدر إنتاج معمل السويدية جنوبي رميلان بنصف مليون متر مكعب يومياً من الغاز، ويتم تعبئة 14 ألف أسطوانة غاز منزلي يومياً. ويبلغ إنتاج معمل غاز "الجبسة" في منطقة الشدادي جنوبي الحسكة، 1.2 مليون متر مكعب يومياً، يُرسل إلى مناطق سيطرة النظام عبر أنبوب يمتد من الحسكة ويمر بريف دير الزور وصولاً إلى محطة الريان في ريف حمص.