icon
التغطية الحية

دول عربية ترسل قوافل نفط ومساعدات للنظام السوري.. ماذا عن الشمال؟

2023.02.08 | 14:01 دمشق

مساعدات جزائرية للنظام
مساعدات جزائرية للنظام السوري (تويتر)
+A
حجم الخط
-A

أفادت وسائل إعلام مقرّبة من النظام السوري، اليوم الثلاثاء، بأنّ دولاً عربية أرسلت فرق إنقاذ وقوافل نفطٍ ومساعدات إنسانية إلى النظام، بعد الزلزال المدمّر الذي ضرب سوريا.

وذكرت صحيفة "الوطن" أنّ "العديد من الدول العربية تواصل تأكيد تضامنها مع سوريا، في المحنة التي تمر بها من جرّاء الزلزال"، وأنّها أرسلت مساعدات إنسانية، وفرق إنقاذ ومساعدة للمشاركة في عمليات رفع الأنقاض.

فرق إنقاذ ومساعدات إنسانية

وأضافت الصحيفة، أنّ رئيس دولة الإمارات محمد بن زايد آل نهيان، أوعز بتقديم 50 مليون دولار، لإغاثة المتضررين من الزلزال في سوريا، إضافة إلى 50 مليون دولار إلى الشعب التركي.

وتزامنت المبادرة المالية من الإمارات، مع وصول طائرة إماراتية إلى مطار دمشق الدولي، أمس، محمّلة بـ10 أطنان من المساعدات الإنسانية تضم مواد غذائية وبطانيات وخيماً.

كذلك، أرسلت الجزائر ثلاث طائرات وصلت إلى مطار حلب الدولي، أمس، الطائرة الأولى محمّلة بـ17 طناً من المساعدات الإنسانية، وفريقاً من الحماية المدنية للمشاركة في عمليات البحث والإنقاذ، والثانية محمّلة بـ15 طناً من المساعدات الإغاثية الغذائية والفرش والحرامات، في حين حملت الطائرة الثالثة مواد إغاثية.

قوافل نفط عراقية إلى النظام السوري

قال مصدر مسؤول في سفارة العراق لدى النظام السوري بدمشق، إنّه "تم إرسال كميات من المشتقات النفطية والمواد الغذائية والمساعدات الإنسانية من العراق إلى سوريا، لمواجهة تداعيات الزلزال".

وأضاف - بحسب صحيفة "الوطن" - أنّه "سيتم أيضاً إرسال كميات من المواد الغذائية غداً الخميس، عبر الجسر الجوي، وتبلغ نحو ألف طن تتضمن: 600 طن رز، و100 طن سكر، و100 طن بقوليات، و100 طن زيت، وأكثر من 50 طن برغل".

من جانبه، أعلن "الحشد الشعبي" العراقي، انطلاق قوافل الدعم والإغاثة لـ"هيئة الحشد" باتجاه الأراضي السورية للمشاركة بعمليات الإغاثة في المناطق التي تعرّضت للزلزال.

ودخلت أرتال من سيارات الإسعاف التابعة لطبابة الحشد إلى سوريا من أجل تقديم الإغاثة في المناطق التي تعرضت للزلزال في البلاد، عبر المنافذ الحدودية العراقية صوب مدن شمالي سوريا للمشاركة في عمليات إنقاذ المواطنين من تحت الأنقاض وانتشال الجثث.

كذلك تونس، فقد دعا الهلال الأحمر التونسي الإطار الطبي وشبه الطبي من المتطوعين في هياكله الوطنية والجهوية والمحلية إلى التسجيل الفوري على بريده الإلكتروني استعداداً للمساهمة في البعثة الرسمية، لـ تقديم جهود الإغاثة في سوريا.

هل وصلت مساعدات إلى شمال غربي سوريا؟

مرّت قرابة الـ60 ساعة من الزلزال المدمّر الذي ضرب تركيا وسوريا، فجر الإثنين الفائت، وإلى الآن لم تدخل أي مساعدة دولية أو أممية إلى المناطق المنكوبة في شمال غربي سوريا، رغم مناشدة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، التي ما تزال فرقها تكافح - وفق الإمكانات المتاحة - لإنقاذ آلاف العالقين تحت الأنقاض، وانتشال الضحايا وإسعاف المصابين.

وبحسب ما ذكر الكاتب والباحث السوري أحمد أبازيد - عبر سلسلة تغريدات على حسابه في موقع "تويتر" - فإنّه بعد الزلزال المدمّر، وصلت طائرات وقوافل المساعدات إلى النظام السوري من ست دولٍ على الأقل، بينها دول عربية.

وتابع: "لا وجود لـ عقوبات تمنع المساعدات من أي دولة"، مشيراً إلى أنّه مع ذلك "لم تدخل أي مساعدات حتى الآن إلى الشمال السوري (مناطق الثوار الخارجة عن سيطرة الأسد هي المحاصرة والمتروكة لمصيرها وهي الأكثر تضرراً بالزلزال والأعلى بالضحايا)".

اقرأ أيضاً: هل تحرم العقوبات سوريا من المساعدات الإنسانية؟

وأضاف أنّ "الشمال السوري محاصر بعقوبات روسية، والأمم المتحدة قالت إن لديها خطط استجابة طارئة ولكن طريق (باب الهوى) مقطوع، وهو المعبر الوحيد الذي سمحت روسيا بعبور المساعدات الأممية من خلاله... آلاف الناس متروكون تحت الأنقاض ليموتوا استجابة لقرار روسي لم يعبأ به أحد حين تعلقت المسألة بأوكرانيا".

وشدّد "أبازيد" على أنّه "ما زال بإمكان أي دولة أن ترسل مساعدات وتدخلها إلى سوريا من المعابر الحدودية المنتشرة على الحدود السورية التركية وغير المتضررة، قرار مجلس الأمن يخص مساعدات الأمم المتحدة، إن كان له قيمة، لا يوجد أي عذر مقبول لتأخر دخول المساعدات حتى الآن".

وأكّد أنّ "الهلال الأحمر العربي السوري، لم يُدخل قطرة ماء كمساعدات إلى المنكوبين بكارثة الزلزال في الشمال السوري، لأن (أهلها إرهابيون بنظر النظام)، المنظمة التي تسوّق نفسها دولياً كجهة إنسانية محايدة لكل السوريين تحوّلت إلى شركة أخرى لتجار الحرب وزعماء السلطة".

ورغم وصول المساعدات التي قدّمتها دول متعدّدة إلى النظام السوري، وعدم وصول أي مساعدات إلى شمال غربي سوريا، فإنّ وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد، استجدى الدعم من الدول الأوروبية، متهماً - في الوقت عينه - الفصائل العسكرية بأنها "تتاجر بالمساعدات التي تصل إليها".

والنظام السوري الذي دمّر سوريا وقتل مئات الآلاف من السوريين وهجّر الملايين ومنع وعرقل وصول أي مساعدات أممية إلى السوريين المهجّرين والمحاصرين في شمال غربي سوريا، استعمل العديد من الآليات والطرق للسيطرة على عمل المنظَّمات الإنسانية وتوجيهها بما يتلاءم مع مصالحه، بما في ذلك المنظَّمات التابعة للأمم المتحدة والمنظمات الدولية وغيرها.

زلزال مدمّر يضرب سوريا وتركيا

شهدت عدة مناطق في شمال غربي سوريا وجنوبي تركيا، فجر الإثنين الفائت، زلزالاً مدمّراً هي الأعنف تقريباً في تاريخ المنطقة، وتسبّب بكارثة إنسانية نتيجة الدمار الهائل الذي خلّف آلاف الضحايا، وسط هزات ارتدادية ما تزال تشهدها المنطقة.

وارتفع عدد ضحايا الزلزال المدمّر في مناطق شمال غربي سوريا إلى أكثر من 810 حالات وفاة وأكثر من 2200 مصاب، بحسب الدفاع المدني السوري، في حين أعلنت "وزارة الصحة" في دمشق، عن ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 812 وفاة و1449 إصابة في محافظات حلب واللاذقية وحماة وريف إدلب وطرطوس، مشيرين إلى أنّها حصيلة غير نهائية.