icon
التغطية الحية

تقرير: هل تتسبب حرب أوكرانيا بأزمة خبز تقود إلى "ربيع عربي" جديد؟

2022.03.19 | 14:05 دمشق

khbz_rby_rby.jpg
احتجاجات لبنان (رويترز)
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

أوردت شبكة "دويتشه فيله/ DW" الألمانية تقريراً سلطت فيه الضوء على أزمة الخبز الخانقة التي تشهدها دول الشرق الأوسط من جراء الغزو الروسي لأوكرانيا، وما تمخّض عنه من نقص شديد في إمدادات القمح القادمة من كلا الدولتين، أوكرانيا وروسيا.

وأشارت الشبكة إلى أن الزيادة الكبيرة الحالية في أسعار الخبز، أدت في الماضي إلى اندلاع احتجاجات عنيفة واضطرابات سياسية، مرجّحة أن تلعب دوراً اليوم في تجدد تلك الاحتجاجات و"ربيع عربي جديد" في المنطقة، بحسب تعبيرها.

العراق والسودان

استهلت الشبكة تقريرها بالحديث عن العراق الذي قالت إن الاحتجاجات فيه قد بدأت بالفعل، حيث تجمع مئات المتظاهرين الأسبوع الماضي في جنوبي العراق، وسط مدينة الناصرية، احتجاجاً على ارتفاع أسعار الخبز وزيت الطهي، إضافة إلى سلع أخرى. ومنذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، ارتفعت أسعار المنتجات التي يستوردها العراق من أوكرانيا بنسبة تصل إلى 50 في المئة.

كما شهدت شوارع السودان تظاهرات شارك فيها آلاف السودانيين احتجاجاً على الحكم العسكري المستمر، وكذلك على ارتفاع سعر الخبز بنحو 50 في المئة أيضاً.

تلك الزيادات في كلا البلدين، جاءت بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، التي تعد قوة زراعية وأحد أهم منتجي القمح في العالم، فضلاً عن كونها أكبر مصدر لزيوت البذور. ويذهب نحو نصف القمح الأوكراني إلى الشرق الأوسط. كما تعد روسيا أكبر مصدر للقمح في العالم.

الخبز.. وجبة الشرق الأوسط الرئيسة ومحرّك الشارع

يلفت التقرير إلى أن الخبز والحبوب تشكل ما يصل إلى نصف النظام الغذائي المحلي المتوسط في كلا البلدين وعموم بلدان الشرق الأوسط، مقارنة بما يصل إلى ربع متوسط النظام الغذائي للأوروبيين.

وينقل عن أحد المتخصصين في الاقتصاد السياسي للشرق الأوسط وأفريقيا، أنه "في هذه البلدان، يعتبر الخبز الميسور الكلفة للجماهير العاملة عقداً اجتماعياً". وتدعم العديد من دول الشرق الأوسط الخبز للأسر ذات الدخل المنخفض. وكان ارتفاع أسعار الخبز فيما مضى محركاً للتغيير السياسي في المنطقة.

وتمتلك مصر، على سبيل المثال، تاريخاً من "مظاهرات الخبز". ففي عام 1977 الذي شهد خفض الدعم الحكومي وارتفاع أسعار السلع الغذائية، كانت هناك مظاهرات عنيفة في جميع أرجاء البلاد أسفرت عن 70 حالة وفاة على الأقل. وفي ثورة عام 2011 (خلال ثورات الربيع العربي) كان أحد الشعارات الشعبية في المظاهرات التي أطاحت بنظام الرئيس المصري محمد حسني مبارك: "عيش، حرية، عدالة اجتماعية".

ويرى الباحثون الذين درسوا أسباب احتجاجات الربيع العربي في عام 2011، والتي غيرت المشهد السياسي في المنطقة، أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية وانعدام الأمن الغذائي الذي يرجع إلى تغير المناخ غالباً، قد لعب دورًا في تحريك الشارع إلى جانب شعور الشعوب بالإحباط من قادتهم المستبدين.

وفي عام 2019، تمت الإطاحة بالرئيس السوداني عمر البشير من السلطة بسبب الاحتجاجات التي بدأت عندما تضاعفت أسعار الخبز ثلاث مرات.

مخاوف من أزمة إنسانية في سوريا ولبنان واليمن

يشير نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فريد بلحاج، إلى مخاوف منظمته الخاصة بشأن سوريا ولبنان واليمن، التي تعاني ضعفاً حكومياً واقتصادياً وتعتمد أيضاً بشكل كبير على استيراد القمح من الخارج. ويتساءل: "هل ستحدث الارتفاعات في أسعار الخبز والوقود تغييراً سياسياً جذرياً مرة أخرى؟".

وفي معرض الإجابة عن تساؤل بلحاج، ينقل التقرير عن خبير اقتصادي دولي قوله: "بالعودة إلى حزيران 2021، وصل مستوى التضخم في المنتجات الغذائية إلى المستوى نفسه بالضبط الذي كان عليه في مرحلة ما قبل الربيع العربي مباشرة". ويضيف: "تلك العاصفة المتكاملة تحولت إلى تسونامي عندما غزت روسيا أوكرانيا".

وعما إذا كان هذا سيصبح أمراً خطيراً وينتج عنه احتجاجات أو حتى تغيير سياسي عنيف يوحي بقدوم ربيع عربي جديد، أشار الخبير إلى أن الأمر سوف يعتمد على مستويات "الحكم الفعال وإذا ما كان لدى الناس مستويات عالية من السخط على دولتهم".