icon
التغطية الحية

تفاصيل مقتل زعيم داعش بعملية للجيش الحر في درعا.. كيف حاول النظام السوري إنقاذه؟

2022.12.01 | 07:26 دمشق

عناصر من "تنظيم الدولة" (صورة أرشيفية)
عناصر من "تنظيم الدولة" (صورة أرشيفية)
إسطنبول - محمود الفتيح
+A
حجم الخط
-A

أعلنت القيادة المركزية للجيش الأميركي، مساء الأربعاء، مقتل زعيم "تنظيم الدولة" (داعش) "أبو الحسن الهاشمي القرشي"، في عملية نفذها الجيش السوري الحر،  منتصف تشرين الأول الماضي، في محافظة درعا جنوبي سوريا.

وقال المتحدث باسم القيادة المركزية (سنتكوم)، جو بوتشينو، إن "مقتل أبو الحسن الهاشمي القرشي هو ضربة أخرى لداعش"، غير أنه لفت إلى أن التنظيم لا يزال يشكل خطراً على المنطقة.

ونفى متحدث عسكري أميركي مشاركة أي قوات عسكرية أميركية في العملية، بحسب وكالة رويترز.

"تنظيم الدولة" ينعى زعيمه ويعين خلفاً

ونعى المتحدث باسم "تنظيم الدولة"، في كلمة صوتية له على تطبيق تيليغرام، زعيمه "أبو الحسن الهاشمي القرشي"، مساء الأربعاء، وأعلن تعيين "أبو الحسين الحسيني القرشي" خلفاً له، " ليكون رابع زعيم للتنظيم.

وحث المتحدث أتباع التنظيم في جميع الدول على مبايعة الزعيم الجديد، مضيفاً أنه "من قدامى المجاهدين ومن أبناء الدولة المخلصين"، ولم ترد في التسجيل الصوتي تفاصيل عن الزعيم الجديد.

من هي الجهة التي قتلت زعيم "تنظيم الدولة"؟

الكاتب والباحث السوري أحمد أبازيد، أشار إلى أن المقصود من إعلان الجيش الأميركي هو القيادي المعروف باسم "عبد الرحمن العراقي" الذي قُتل في حملة مقاتلي مدينة جاسم ضد "تنظيم الدولة"، منتصف شهر تشرين الأول الماضي، وكان معروفاً باعتباره أمير خلايا التنظيم في الجنوب السوري، لكن تبين حالياً أنه "خليفة" التنظيم وكان يستخدم ذلك اللقب للتمويه.

وكان مقاتلو مدينة جاسم شنوا حملة على منازل تحصن داخلها خلايا من تنظيم الدولة، في 14 من تشرين الأول الماضي، واستمرت الاشتباكات حتى تفجير أحد المنازل، ومقتل المتحصنين داخله وكان من بينهم المدعو "عبد الرحمن العراقي" (زعيم التنظيم الذي أعلن عن مقتله أمس).

وبحسب أبازيد، فإن جميع الحملات الأمنية ضد "تنظيم الدولة" في بلدات ومدن درعا، نفذتها المجموعات المحلية التي لم تنضم لأجهزة النظام السوري، عقب اتفاق التسوية الذي جرى في عام 2018، وكان هنالك مشاركة جزئية من قبل اللواء الثامن المدعوم روسياً والذي يقوده أحمد العودة القيادي السابق في فصائل المعارضة.

النظام السوري حاول تهريب زعيم التنظيم قبل مقتله

وقبل يومين من مقتل "عبد الرحمن العراقي" على يد مقاتلي جاسم، في 17 من تشرين الأول الماضي، أعلنت قناة سما المقربة من النظام السوري مقتله بعملية أمنية، الأمر الذي اعتبره قيادي محلي في مدينة جاسم أنه محاولة تمويه من قبل النظام السوري لتهريبه خارج مدينة جاسم.

وكان قياديون من مدينة جاسم كشفوا لـ"تجمع أحرار حوران"، ارتباط قيادة التنظيم بضباط من أجهزة النظام الأمنية في مدينة درعا، وذلك بعد أسر أعداد منهم.

ونشر مقاتلو جاسم بعد انتهاء الحملة الأمنية ضد "تنظيم الدولة"، في 22 من تشرين الأول، مقطعاً مصوراً لاعترافات القيادي في التنظيم رامي الصلخدي، تكشف اجتماعه مع رئيس "جهاز المخابرات العسكرية" في درعا لؤي العلي، وطلب الأخير منه اغتيال شخصيات معارضة في مدينة جاسم شمالي المحافظة.

ولم يستهدف "تنظيم الدولة" طوال فترة وجوده في محيط مدينة جاسم وريف درعا الغربي قوات النظام، واقتصرت عملياته على استهداف قادة سابقين في الجيش الحر ومدنيين، ما يؤكد المعلومات عن وجود تنسيق بين قادة الصف الأول في التنظيم والنظام السوري، بحسب ناشطين من المنطقة.

البيت الأبيض يرحب بالعملية

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، إن البيت الأبيض يرحب بنبأ مقتل "زعيم الدولة".

وأضاف رداً على سؤال عن تقارير الوفاة "نرحب بإعلان أن زعيماً آخر لتنظيم الدولة لم يعد يمشي على وجه الأرض".

من هو "أبو الحسن الهاشمي القرشي"؟

وكان "تنظيم الدولة" أعلن تنصيب أبي الحسن الهاشمي القرشي زعيماً له في آذار بعد مقتل سلفه "أبو إبراهيم الهاشمي القرشي"، المعروف بـ "عبد الله قرداش"، الذي أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن مقتله، مطلع شباط الماضي، في بلدة أطمة شمال غربي سوريا.

وقال مسؤولان أمنيان عراقيان ومصدر أمني غربي إن "أبو الحسن الهاشمي القرشي" هو شقيق الزعيم الأسبق للتنظيم "أبو بكر البغدادي" الذي قتل أيضاً، نهاية تشرين الأول 2019، بغارة أميركية استهدفته في منطقة باريشا شمال غربي سوريا، وفقاً لوكالة رويترز.

ما سبب تأخر إعلان مقتل "أبو الحسن الهاشمي القرشي"؟

واللافت في الأمر هو تأخر التنظيم أكثر من شهر ونصف في إعلان مقتل "أبو الحسن الهاشمي القرشي"، وتسمية من سيتولى منصبه، ما يشير إلى وجود أمور مستعصية داخل الحلقات الضيقة تؤخّر هذا الإعلان.

وسبق أن تأخر "تنظيم الدولة" أكثر من شهر لإعلان نبأ مقتل زعيمه السابق، "أبو إبراهيم القرشي"، كما تأخر 3 أيام حتى أعلن مقتل زعيمه السابق، أبو بكر البغدادي، نهاية تشرين الأول 2019.

وفي هذا السياق يشير مركز "جسور للدراسات  في تقرير له تحدث فيه عن تجنّب "تنظيم "الدولة" الإعلان عن مقتل زعيمه  إلى أن التنظيم "انتقل إلى اللامركزية، ومنصب الخليفة أصبح منصباً رمزياً".