icon
التغطية الحية

تصريحات عنصرية ضد السوريين تُشعل أزمة ببلدية هولندية

2023.11.06 | 16:01 دمشق

لجوء
تسببت تصريحات عنصرية تجاه اللاجئين السوريين بأزمة في بلدية دين بوش الهولندية ـ (إنترنت)
هولندا ـ أحمد محمود
+A
حجم الخط
-A

تسببت تصريحات عنصرية من امرأة هولندية تجاه اللاجئين السوريين بأزمة في بلدية دين بوش الهولندية بعد أن وصفتهم بـ "الأسوأ على الإطلاق".

وبدأت القصة خلال اجتماع للسكان تناول إقامة مركزين لطالبي اللجوء في البلدية، وفي مقطع الفيديو الذي صوره أحد الحاضرين، هاجمت إحدى الحاضرات طالبي اللجوء القادمين من سوريا، وتقول المرأة: "هؤلاء هم الأسوأ على الإطلاق".

وتابعت المرأة الهولندية في تصريحها العنصري "لذلك يأتون بهم إلينا هنا".

"السوريون لا يحتاجون إلى المساعدة"

ويُظهر الفيديو أحد الحاضرين يعترض قائلاً: "هناك حرب مشتعلة في بلدهم"، فترد قائلة: "حسناً، علينا أن نقبل الناس من الحرب، وأنا أؤيد ذلك"، وتضيف "يجب أن يكونوا الأشخاص الذين نحتاج إليهم فقط"، مشيرة إلى أن "السوريين لا يحتاجون إلى المساعدة".

وفي غضون ذلك، أبدى صانع الفيديو رأيه أيضاً، قائلاً: "إنهم لا يتفقون مع نمط الحياة الغربي".

وبحسب المرأة فإنه من المحتمل أن يكون السوريون على رأس كل القوائم للناس غير المرحب بهم وتقصد أنهم سيكونون "مجرمين" فيرد رئيس البلدية: "هذا غير صحيح"، قائلاً: "هذا هو المغرب".

وتسبب كلام العمدة بحالة من الهرج والمرج في القاعة، وانفجر كثير من الناس ضاحكين.

"قال خيرت فيلدرز أيضاً شيئاً كهذا!" يصرخ أحد الحاضرين في وجه رئيس البلدية، في إشارة إلى تصريح زعيم حزب الحرية اليميني المتطرف الذي دعا فيه إلى "عدد أقل من المغاربة" في هولندا.

وبدأ جاك ميكرز مرتبكاً وهو يهز كتفيه، كما يظهر في الفيديو يقول الرجل الذي يمسك بالكاميرا: "هذا ما يقوله".

وتم تداول الفيديو على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و"إكس" خصوصاً بين الهولنديين من أصول مغربية.

"المغاربة غاضبون"

وتسببت تصريحات رئيس البلدية بحالة من الغضب بين أبناء الجالية المغربية، لا سيما إدارة مسجد الرحمة المغربي، ويقول عضو مجلس إدارة المسجد أحمد إرسان إن تصريحات العمدة تسيء للمغاربة في هولندا ويضيف "لا يمكن تفسير ذلك.. (..) إن ما رأيته في دقيقة واحدة هو حماقة".

ويقول إرسان إن ميكرز اتصل به في وقت سابق، وأضاف: "قال: ما كان يجب أن أفعل هذا أبداً، وهو يريد الوقوف أمام الجالية المغربية للاعتذار".

وتحدث رئيس البلدية أيضاً لوسائل الإعلام بقاعة المدينة بعد أن تحدث سابقاً مع مؤسسة الشباب المغربي وممثلي الجاليتين المغربية والسورية، ويقول إنه نادم على هذه التصريحات.

وكتب ميكرز في بيان له أنها كانت "أمسية صاخبة"، وحضرتها أيضاً الوكالة المركزية لاستقبال طالبي اللجوء، وتساءل السكان المحليون عما سيعنيه وصول طالبي اللجوء بالنسبة لسلامتهم.

ويقول عمدة المدينة إنه أراد من خلال تصريحه بشأن المغاربة أن يوضح أنه "من بين سكان الدول الآمنة الذين يأتون إلى بلادنا والذين يتورطون في الإزعاج هم بشكل رئيسي من طالبي اللجوء القادمين من المغرب بحسب ما تشير لجنة الهجرة".

لكنه قال إنه كان ينبغي له أن يضع ذلك في سياقه بشكل أفضل "الآن يبدو الأمر كما لو أنني أرى الجالية المغربية في مدينتي وفي بلادنا، كمجموعة مزعجة من الهولنديين.. هذا ليس هو الحال، هذا بعيد كل البعد عما كنت أقصده".

ويقول العمدة إنه يتفهم أن الناس يشعرون بخيبة أمل فيه، ويقول: "لقد تحدثت إلى العديد من الأشخاص، شخصياً وعبر الهاتف.. أود أن أعتذر لأي شخص تأذى من هذا الأمر"، ويضيف "لقد خيبت آمال الكثيرين (..) لا بد من تقديم اعتذارات قوية".

اتهامات ببث الكراهية في المجتمع

وفي بيان مكتوب، انتقدت الجمعية الإسلامية المغربية في دن بوش ومسجدي العتيقة والرحمة ومؤسسة الشباب المغربي، العمدة وقالت إنه "ليس عمدة للجميع".

وفقاً للمتحدثين الرسميين، فإن الاعتذارات هي مجرد كلمات تصبح بلا معنى "يتحدث إلينا بكلمات لطيفة، ولكن بمجرد أن نستدير ويصادف أن يقوم شخص ما بالتصوير، يظهر وجهه الحقيقي واضحاً".

وهذه ليست الحادثة الأولى، وفقاً للموقعين على البيان ويشيرون إلى حقيقة أن البلدية طلبت أموالاً من المنسق الوطني لمكافحة الإرهاب لمشروع "ستيرك" لأن مسجد الرحمة يقال إنه مصدر للتطرف، "وأعربنا عن اشمئزازنا لرئيس البلدية.. لكن مشروع ستيرك الذي ينتقده الشباب المغربي لم يتوقف".

وأشار البيان إلى أن العمدة فقد ثقة المجتمع المغربي تماماً "إنه ليس عمدة لنا".

كما دعا عدد من الهولنديين من أصول مغربية على وسائل التواصل الاجتماعي إلى تقديم بلاغ ضد ميكرز في الشرطة وقال يونس حنين الذي تحدث عن البلاغات في تصريحات صحفية إن "الأمر يتعلق بشكوى واسعة للغاية نتهم فيها ميكرز ببث الكراهية والدعوة إلى التمييز والعنصرية.. والأمر متروك للنيابة العامة لإصدار الحكم".

وبعيداً عن غضب المغاربة الهولنديين، تشهد بعض البلديات الهولندية غضباً متصاعداً رفضاً لاستقبال طالبي اللجوء الذين يشكل السوريون معظمهم.

وخلال الأشهر الماضية، تظاهر عدد من الهولنديين المعادين للاجئين ضد إقامة مراكز إيواء في بلدياتهم.

وشهدت البلاد خلال الأشهر الماضية أزمة في استقبال اللاجئين إلى حد أن بعض طالبي اللجوء نام في الخيام عدا طول فترة انتظارهم للبدء في إجراءات الحصول على تصاريح الإقامة.