تركيا والتطورات في دير الزور

2023.09.13 | 07:09 دمشق

تركيا والتطورات في دير الزور
+A
حجم الخط
-A

تتابع تركيا التطورات في دير الزور، وتحول معارضة القبائل العربية لصراع مسلح الأسبوع الماضي ضد قسد والتي لا ترى فيها تركيا سوى فرع حزب العمال الكردستاني في سوريا والذي تنظر له تركيا كعدو، وتعتبر تركيا أن تنظيم حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي تعامل بإهانة واحتقار لسكان المنطقة بنفس الطريقة التي تعامل بها النظام.

وترى تركيا أن الأمور وصلت إلى مرحلة من عدم التحمل، وبالتالي تعتقد تركيا أن فكرة قسد وهي انضواء مكونات عربية تحت اسم قوات سوريا الديمقراطية بقيادة فعلية لحزب العمال قد وصلت إلى نهايتها. وتعتقد أيضا أن هذا يدعم روايتها الأولى أن قسد هي مجرد غطاء لوحدات حماية الشعب وأنه كان يتم استخدام المكون العربي لإظهاره بصورة إيجابية فقط.

وفقا للباحث التركي مراد أصلان فإن الأميركان أيضا مشاركون في وصول الأمر إلى هذه النقطة فهم قد سلموا لحزب الاتحاد الديمقراطي ثلث سوريا بما فيها المناطق النفطية، وقد تعامل الأميركان مع سكان المنطقة من العرب أنهم دواعش محتملون ولهذا تم تقديم معلومات مضللة عن المنطقة، وبقوا مهوسين بإبقاء سكان دير الزور تحت السيطرة. لقد كان الأميركيون من وجهة نظر تركيا راضين أيضا عن إنشاء مصدر دخل لقسد عبر تشغيل موارد النفط التي تعتبر مملوكة لكل الشعب السوري وبيعها بشكل سري للنظام وكان ينظر إلى المكون العربي على أنه عائق أمام استمرار هذا المسار.

كما حاول حزب الاتحاد الديمقراطي الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني فرض تفكيرهم الإيديولوجي على العرب في المنطقة فضلا عن عمليات التغيير الديموغرافي. يضاف لما سبق التجنيد القسري لأبناء المنطقة وتوجيههم لتنفيذ أعمال ضد تركيا ويشار هنا إلى التفجير الأخير الذي تم تنفيذه في شارع الاستقلال في تركيا حيث أثبتت التحقيقات التركية أن الشباب العرب تم توريطهم وتجنيدهم من حزب العمال.

ذكر بعض الكتاب الأتراك أن تنظيم قسد يحاول تقسيم سوريا برعاية الولايات المتحدة وجعل العرب أقلية وأن ما يجري هي ثورة جديدة ضد حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي تحمل أفكارا أيضا لتحدي النظام الأميركي في المنطقة

يستطلع هذا المقال عددا من التوجهات التركية تجاه ما يجري في دير الزور من خلال التصريحات والكتابات والمقالات والتحليلات التي تناولها كتاب ومحللون أتراك. وفي هذا السياق ذكر بعض الكتاب الأتراك أن تنظيم قسد يحاول تقسيم سوريا برعاية الولايات المتحدة وجعل العرب أقلية وأن ما يجري هي ثورة جديدة ضد حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي تحمل أفكارا أيضا لتحدي النظام الأميركي في المنطقة.

لقد جاء التصريح التركي الأبرز على المستوى السياسي من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عندما قال في تعليقه على الاشتباكات إن العشائر العربية هي صاحبة المكان وإن حزب العمال هم إرهابيون. كما أشار أردوغان إلى أن كل سلاح يقدم لقسد يخدم سفك الدماء وتعطيل وحدة أراضي سوريا والعراق، وتشي هذه التصريحات بانحياز تركي إلى طرف من حيث الموقف المبدئي النظري وهذا أمر متفهم ولكن لم يبرز حتى الآن سوى مؤشرات قليلة على دعم ملموس للعشائر في ساحات القتال.

من جهة أخرى جاء تصريح قوي آخر من وزير الخارجية التركي هاكان فيدان قال فيه يجب أن تنتهي مرحلة إظهار تنظيم بي كي كي وبي واي دي الإرهابي (في سوريا) أنه قوة شرعية وإلا فإن ما نراه حاليا (في دير الزور من انتفاضة العشائر العربية ضد التنظيم الإرهابي) سيكون مجرد البداية. ولعل هذا التصريح يحمل ملامح لإمكانية الدعم التركي للعشائر العربية بشكل أكثر وضوحا.

من زاوية أخرى تابع الأتراك باحتفاء مشاهد سيطرة العشائر العربية على قرى في دير الزور ومشاهد هروب قوات حماية الشعب أمام العشائر العربية.

أشار مظلوم عبدي قائد قسد إلى أن الهجوم على دير الزور منسق بين تركيا والنظام ضمن مخطط مشترك، ولا يمكن تأكيد هذا الأمر لكن إنهاء هيمنة قسد في دير الزور مصلحة تركية لا شك فيها

يركز موقف تركيا على اعتبار قسد عنصرا أجنبيا في منطقة دير الزور، وكما يرى الكاتب في صحيفة يني شفق ندرت أرسانيل فإن موقف تركيا بأن العشائر العربية هي صاحبة المكان هو إعلان عن دعم للعشائر العربية ضد حزب العمال الكردستاني ومن ورائهم سياسة الولايات المتحدة الداعمة لهم شرقي سوريا.

وبالطبع فقد أشار مظلوم عبدي قائد قسد إلى أن الهجوم على دير الزور منسق بين تركيا والنظام ضمن مخطط مشترك، ولا يمكن تأكيد هذا الأمر لكن إنهاء هيمنة قسد في دير الزور مصلحة تركية لا شك فيها.

كما ذكرنا يبدو الموقف التركي مساندا بشكل نظري وهو في طور التطور ومن المرجح أن تسفر الأيام المقبلة عن موقف ودور تركيا العملي في هذه الأحداث بشكل أكثر وضوحا.