icon
التغطية الحية

تابعة لـ"النظام".. مجموعات محليّة وخلايا تنفّذ عمليات خطف واغتيال بدرعا

2023.11.24 | 06:44 دمشق

آخر تحديث: 26.11.2023 | 11:27 دمشق

بعد استدعائه من قبل الأمن العسكري.. اغتيال ناشط صحفي بريف درعا
تزايد عمليات الاغتيال والخطف في درعا
درعا ـ أيمن أبو نقطة
+A
حجم الخط
-A

أفادت مصادر عسكرية ومحلية لـ موقع تلفزيون سوريا، بأنّ العديد من المجموعات المحليّة في محافظة درعا تنفّذ عمليات خطف واغتيال لـ صالح الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري.

وقال قيادي سابق في فصائل المعارضة بدرعا لـ موقع تلفزيون سوريا، إنّ مجموعة محلية في بلدة المسيفرة تعمل لصالح فرع المخابرات الجوية، يتزعمها المدعو (محمد عماد الكردي)، تعمل على اغتيال شخصيات معارضة ومدنيّة في البلدة.

وأضاف القيادي - فضّل عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنيّة- أنّ "أفراداً من ذات المجموعة كانوا يستقلون سيارة من نوع تاكسي صفراء اللون أقدموا، مساء أمس الأربعاء، على محاولة اغتيال الشاب عبد الله خالد الزعبي الملقب بـ(عبدالله العيدة)، ما أدّى إلى إصابته بجروح، نقل على إثرها إلى المشفى".

وتابع: "أفراد المجموعة وبعد محاولة اغتيال العيدة، أطلقوا النار بشكل عشوائي ما أدّى إلى مقتل الشاب (محمد عدنان الشرع) وهو مدني، عاد قبل نحو شهرين من دولة الإمارات".

مجموعة "اللحّام" في المسيفرة

وأكّد القيادي السابق، وجود ارتباط وثيق بين مجموعة "الكردي" ومحمد علي الرفاعي (أبو علي اللحام)، الذي يتزّعم ميليشيا محلية مدعومة من المخابرات الجوية التابعة للنظام السوري، حيث تدعمه بالسلاح والبطاقات الأمنية، ومقرها في قرية "أم ولد" شرقي درعا.

وتنشط مجموعة "اللحام" في بلدة المسيفرة بشكل كبير، ونفّذت فيها العديد من عمليات الاغتيال وأبرز منفّذيها: "محمد عماد الكردي، أحمد الكبش، عبدالله الفهد، وأسامة السنجر"، كما تُعرف المجموعة بعملها في ترويج المخدّرات وتسهيل تهريبها إلى الأردن عن طريق متزّعم ميليشيا مرتبط بها يدعى (محمد سلطان الكراحشة)، يقيم حالياً في قرية "أم ولد".

و"أبو علي اللحام" كان قيادياً سابقاً في فصائل المعارضة، وعمل ضمن فصيل "جيش اليرموك"، غادر محافظة درعا إلى الشمال السوري، عام 2018، ثم عاد إلى مسقط رأسه قرية "أم ولد"، في نيسان 2020، وذلك بتمهيد مسبق من قبل "عماد أبو زريق" متزعّم مجموعة تابعة لفرع الأمن العسكري.

وشهدت "أم ولد" عمليات اغتيال وخطف بحق ناشطين ومعارضين للنظام السوري، من أبرزهم الإعلامي وليد الرفاعي، الذي اختُطف من قبل مجموعتي "اللحام وأبو زريق"، في آب 2020، وجرى تسليمه إلى فرع الأمن العسكري.

"مجموعات محليّة تعمل لصالح النظام"

خلال السنوات الخمس الماضية، تمكّنت فروع النظام الأمنية من تجنيد مجموعات وخلايا، بعضها يعمل بشكل علني وآخر بشكل سرّي، ويتركّز عملها في تنفيذ عمليات الاغتيال بحق الناشطين والمعارضين للنظام وللميليشيات الإيرانية في الجنوب السوري.

وتعمل تلك المجموعات على شكل قطّاعات في محافظة درعا، كل واحدة منها مدعومة من قبل فرع أمني يتولّى التنسيق معها حول الملف الأمني من خلال جمع المعلومات وتحديثها بشكل دوري وصولاً لتنفيذ عمليات تصفية بحق المعارضين للنظام.

وتمنح كل مجموعة بطاقات أمنية ورخص حمل السلاح بهدف سهولة تحركها وتنقلها بين مناطق المحافظة، إضافة لمنحها امتيازات أخرى ومبالغ مالية للعناصر ومتزّعمي المجموعات، وذلك بحسب المهام الأمنية.

مقتل 1323 شخصاً بـ1983 عملية ومحاولة اغتيال في درعا

وساهمت تلك المجموعات بقتل مئات العناصر والقياديين السابقين في فصائل المعارضة، منذ سيطرة النظام السوري على محافظة درعا، صيف عام 2018، بناء على تعليمات صادرة عن ضبّاط النظام، كما كشف المحامي عاصم الزعبي، مدير مكتب توثيق الانتهاكات في "تجمّع أحرار حوران".

وقال "الزعبي" إنّ مكتب التوثيق في التجمّع سجّل ما لا يقل عن 1983 عملية ومحاولة اغتيال، أدّت إلى مقتل ما لا يقل عن 1323 شخصاً في محافظة درعا، منذ سيطرة النظام على المحافظة وحتى تشرين الأوّل الفائت.

وكشف "الزعبي" عن تسجيل مقتل 509 من القياديين والعناصر السابقين في فصائل المعارضة، من المجموع الكلي للقتلى، من بينهم 230 قتيلاً لم ينخرطوا في صفوف النظام عقب اتفاق "التسوية".

وأوضح أن ما نسبته 70% من عمليات ومحاولات الاغتيال كانت بحق مدنيين وعناصر سابقين في فصائل المعارضة بدرعا، وهذا يكشف إشراك مجموعات الاغتيال المحلية في تنفيذ جرائم القتل، الأمر الذي يصعّب على تلك المجموعات الانسحاب والتراجع عن تنفيذ التعليمات من قبل النظام، وفق قوله.

وتابع: "فروع النظام دأبت على تجنيد أبناء محافظة درعا، بهدف تنفيذ مهام أمنية لصالحها وهو أسلوب اتبعته تلك الفروع منذ عقد التسوية بهدف ضرب أبناء المحافظة بعضهم بعضا، خاصّة أن طبيعة المنطقة عشائرية".

وعن الجهات التي تعمل في الملف الأمني، أكّد "الزعبي" وقوف كل من الأمن العسكري، أمن الدولة، المخابرات الجوية، مكتب أمن الفرقة الرابعة، خلف المجموعات المحلية التي تعمل ضمن قطعات موزّعة على مختلف مناطق محافظة درعا.

تنظيم "داعش" على الخط

إلى جانب المجموعات المرتبطة بفروع النظام الأمنيّة، تنشط خلايا تتبع لتنظيم الدولة (داعش) في العديد من مناطق محافظة درعا، ويتركز عملها على تنفيذ عمليات الاغتيال، جلّها وقعت بحق عناصر سابقين في فصائل المعارضة.

وفي تحقيق استقصائي نشره موقع "تجمّع أحرار حوران"، مطلع تشرين الثاني الجاري، كشف أن النظام السوري وإيران ساهما بإعادة إحياء التنظيمات في درعا، إضافة إلى تقديم الدعم اللامحدود لها بواسطة وكلاء محلّيين، الأمر الذي مكّنها من تصفية عدد كبير من قيادات وعناصر المعارضة، خدمةً لمشروع التمدّد الإيراني في الجنوب السوري، وخلق الذرائع لاقتحام المدن والبلدات بحجة وجود "أمراء التنظيم" فيها.

وأشار التحقيق إلى "ارتباط التنظيم بالنظام" من خلال متزعمي المجموعات المحلية المرتبطة بفروع النظام الأمنية: "جهاز الأمن العسكري في درعا يعمل على ضرب أبناء المحافظة ببعضهم البعض من خلال دعم طرفين في كل منطقة، طرف محسوب عليه، وآخر مرتبط بداعش يتلقى دعماً من ذات الفرع عن طريق وسطاء تربطهم صلة قرابة مع شخصيات في التنظيم".

وتابع: "الميليشيات المرتبطة بتنظيم داعش والعاملة في تجارة المخدرات تتسلّح بتغطية إعلامية من خلال مجموعات إخبارية تنشط غالباً في تطبيق تليغرام، وتتخذ خطاً ثورياً تستخدمه في تزييف الحقائق والتضليل لصالح هذه المجموعات من خلال بث الشائعات التي تستهدف إحداث فتنة وشرخ عشائري في المنطقة".

وحصل فريق التحقيق على أسماء أبرز القيادات التي تشكّل هيكلية "داعش" الحالية في الجنوب السوري، عُرف منهم:

  • فراس الداغر، الملقب بـ"أبو حمزة إنخل"، من القادة الأمنيين لدى تنظيم "داعش"، ويعدّ المسؤول المباشر عن منطقة الجيدور، وتقديم الدعم اللوجستي لخلايا التنظيم فيها، بعد أن شغل منصب قيادي عسكري لدى "جيش خالد" سابقاً في منطقة حوض اليرموك.

وحظي "الداغر" بأهمية كبيرة بعد شغله منصب نائب زعيم "التنظيم" عبد الرحمن العراقي، الذي قتل في معارك جاسم، شهر تشرين الأول 2022، حيث مكّنته تلك العلاقة من الربط بين الخلايا الأمنية التابعة للتنظيم في منطقة الجيدور، ومن أبرز مرافقيه هيسم طعمة النايف، المنحدر من مدينة إنخل.

  • أحمد محمد أبو زيد الملقّب "أبو زيد الريح" ينحدر من منطقة سبينة جنوبي دمشق، واحد من أبرز أمنيي التنظيم، خرج من مدينة جاسم بريف درعا، خلال حملة الفصائل فيها متنقلاً تحت اسم "همام" بين منطقتي الصنمين والبادية السورية.
  • أسامة شحادة العزيزي الملقب بـ"أبو ليث العزيزي"، يشغل منصب "والي حوران" لدى التنظيم، بعد شغله منصب عضو "مجلس شورى" في الجنوب السوري، وله ألقاب عديدة أشهرها "الشايب".

و"العزيزي" من مواليد بلدة الشجرة في ريف درعا، عام 1982، سبق له التنقل عبر حواجز النظام خلال عامي 2021-2022 من خلال هوية زوّرها باسم "عدنان محمد السعيد"، وأحياناً بوثيقة إيصال طلب الحصول على بطاقة شخصية حديثة تحت اسم "جمال عبد الرحمن العلي"، شقيق زوجته الذي قتل بقصف روسي على حوض اليرموك، عام 2018.

  • يوسف النابلسي من مواليد بلدة تل شهاب غربي درعا، سبق أن شغل منصب مسؤول مكتب الارتباط الخارجي لدى تنظيم "داعش"، وعمل على إدخال عناصر وأموال إلى منطقة حوض اليرموك، قبل العام 2018، وكان يكنى حينذاك بـ"أبو البراء".

وبعد سيطرة قوات النظام السوري -بدعم روسي وإيراني- على درعا أصبح "النابلسي" يلقّب بـ"أبو خالد" وبات يتركز عمله على التنسيق بين خلايا الاغتيال التابعة لـ"داعش" ضمن مدينة درعا وبلدة نصيب جنوبها، بشكل محدد، وهو المسؤول المباشر عن العملية "الانتحارية" التي وقعت في منزل القيادي السابق بفصائل المعارضة (غسان أبازيد)، في 28 تشرين الأول 2022، والتي أدّت إلى مقتل أربعة مدنيين وإصابة خمسة آخرين.