icon
التغطية الحية

على طريقة "مافيات" الحماية.. عصابات تبتز أهالي نوى بريف درعا

2022.08.25 | 07:18 دمشق

درعا
مدخل مدينة نوى (فيس بوك)
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

يتعرض أبناء مدينة نوى في ريف درعا الغربي، لعمليات ابتزاز وسلب أموال على طريقة "مافيات" الحماية، أو ما يُعرف في بعض المناطق السورية بـ "دفع الخوّة". حيث يرسل أفراد ينتمون لعصابات محلية، رسائل نصية عبر الهواتف المحمولة أو مكتوبة على الورق، يطلبون فيها من الشخص المستهدف دفع مبلغ من المال مقابل عدم التعرض له.

وبحسب تقرير نشره أمس الأربعاء موقع "تجمع أحرار حوران" الذي تواصل مع بعض أبناء نوى الذين تعرضوا للابتزاز، أفاد أحد أطباء المدينة (طلب عدم الكشف عن هويته لأسباب تتعلق بسلامته) بأنّ رقماً مجهولاً أرسل له عدة رسائل نصية يطلب فيها صاحب الرقم المجهول مبلغاً كبيراً من المال "ليفتدي به نفسه أو أفراد عائلته".

وقال الطبيب، إنه حظر جهة الاتصال وأبلغ السلطات على الفور وسجل شكوى لديهم، مشيراً إلى أنه لا يثق كثيراً بأجهزة النظام، ويرجّح أن ضباطاً من تلك الأجهزة يقفون وراء هذه العمليات بتنفيذ مجموعات محلية مسلحة تتبع لهم.

استهداف صيدليات

وذكر الموقع أنه في شهر نيسان الفائت، تعرضت 5 صيدليات للاستهداف بالرصاص في المدينة من قبل مجهولين، ولدى التواصل مع عدة مصادر في مدينة نوى، أفادت بأن استهداف هذه الصيدليات جاء بسبب رفضها لبيع وترويج الحبوب المخدرة لصالح تجار ومروجي المخدرات ممن يتبعون للميليشيات الإيرانية.

ونقل الموقع عن مصدر خاص في مدينة نوى بأنه يرجّح أن تكون تلك العمليات بهدف الابتزاز، حيث كان يسبق كل استهداف تهديد لصاحب الصيدلية في حال لم يدفع مبلغاً من المال.

وقال المصدر الخاص "أبو غسان" إن أحد أصحاب الصيدليات، فاوض رئيس العصابة المبتزة المدعو "نصر العمارين" لدفع مبلغ 5 ملايين ليرة سورية عوضاً عن 15 مليوناً، إلا أن رئيس العصابة أصر على مبلغ 15 مليوناً، في حين تواصل أحد أفراد العصابة "معاذ العمارين" معه بشكل منفرد وأخذ 5 ملايين ليرة سورية، وأفصح عن عدد من أفراد العصابة، ما أدى إلى نشوب خلافات بين أفرادها، تطورت في بعض الأحيان إلى استخدام السلاح. وكان المدعو "معاذ" قد قُتل في عملية اغتيال في منطقة الأشعري في الرابع من شهر آب الجاري.

هوية أفراد العصابة

وأشار الموقع إلى أنه حصل عبر أحد مصادره في نوى على صور ومعلومات حصرية عن أفراد إحدى تلك العصابات العاملة في المدينة، وعُرف منهم: سيف عدنان العمارين، ووسام خميس العمارين، وحذيفة ركاد الشرقاوي، وأحمد محمد العمارين، وعدي غسان العمارين، ومعاذ محمد العمارين الذي قتل سابقاً.

نشاط العصابة التابعة لأمن الدولة

خلال شهر تموز الفائت، نشطت العصابة في تهديد أصحاب الأموال في المدينة، وأوضح أبو غسان أن المدعو "نصر العمارين" وهو قائد مجموعة في "أمن الدولة" هدّد صاحب صالة النرجس للأفراح وأخذ منه مبلغ 4 ملايين ليرة سورية، بعد أن استهدف منزله بالرصاص والقنابل عدة مرات كي يعجل بدفع المبلغ.

كما هددت ذات العصابة أصحاب الآبار وطلبت منهم فدية قدرها 10 آلاف دولار على كل بئر، وأضاف أبو غسان أن العصابة ألقت رسالة خطية بداخلها رصاصة على منزل صاحب أحد الآبار.

قادة في فصائل التسوية

ونقل الموقع عن مصدر آخر "حسام" (اسم مستعار) بأن عدة مشكلات وعمليات ابتزاز كانت تُحل عبر قادة مجموعات مسلحة كانوا يتبعون للجيش الحر قبل التسوية، ويعمل بعضهم الآن لصالح فرع الأمن العسكري، ورجّح حسام أن لهؤلاء القادة علاقة مباشرة بعمليات الابتزاز، حيث إن هذه المشكلات كانت تُحل عند الوصول إليهم بالتراضي وبدفع مبالغ مالية قد تصل لنصف الفدية المطلوبة.

وقال حسام إنّ ضباطاً من فرعي الأمن العسكري وأمن الدولة إضافة للمخابرات الجوية، يقفون وراء انتشار هذه العمليات بكثرة، بسبب تقديم الحماية لهذه المجموعات.

الميليشيات الإيرانية وتهجير الأهالي

وأضاف حسام أن كثرة تهديد الأطباء والصيادلة في الفترة الأخيرة، هي خطة تتبعها الميليشيات الإيرانية، بهدف تهجيرهم من المنطقة، لإتاحة وتسهيل حركة تجارة المخدرات وزيادة معاناة الأهالي بسبب نقص الكوادر الطبية.

وسبق أن هدد مسلّحون مجهولون أصحاب محال تجارية في بلدة المزيريب غربي درعا، بتفجير محالهم في حال عدم دفع فديات مالية لهم، حيث أقدم مسلحون على تفجير عبوة ناسفة في مزرعة تعود لـ "جاسم الزوري" الملقب بـ "أبي تركي الجمل" في المزيريب بتاريخ الـ 11 من تموز الفائت، دون تسجيل إصابات بشرية.

وتشهد محافظة درعا فلتاناً أمنياً منذ سيطرة النظام على المحافظة في تموز 2018 بموجب اتفاق التسوية الذي وقعته مع فصائل الجيش الحر بضمانة روسية، حيث انتشرت بشكل كبير عمليات الاغتيالات والقتل، وعمليات النهب والتشليح، بعد تحويل المحافظة إلى مركز لصناعة وتهريب المخدرات وتسهيل النظام وميليشيا "حزب الله" اللبنانية تداوله بين شبان المنطقة.