icon
التغطية الحية

بعد 4 أيام من الزلزال المدمر: اسمعوا هناك صوت من تحت الأنقاض

2023.02.09 | 18:32 دمشق

زلزال
الأنقاض في أنطاكيا
أنطاكيا- عبد الناصر القادري
+A
حجم الخط
-A

لم يزل الناس بانتظار ذويهم أمام الركام بعد أربعة أيام من أكبر زلزال مدمر تشهده تركيا وسوريا منذ عقود طويلة.

فجأة ينادي المنقذون علينا بعدم الكلام لأن صوتاً ضعيفاً قادماً من تحت الأنقاض.

ينادي المنقذ هل من أحد هنا؟ هل يسمعني أحدكم، هل تسمعونني؟

هل من أمل؟

بصيص أمل مفاجئ يجعل الناس جميعهم يقفون والدموع في عيونهم وكل شخص يدعو أن يكون صاحب الصوت أحد أبنائهم أو أقاربهم الذي بقي تحت الركام.

يضع الدفاع المدني أجهزة تردد لسماع أي صوت أو حركة، ربما يكون لطفل يبكي أو شيخ هرم أو امرأة أو شاب، لقد ضمت الأنقاض الجميع.

وتتوقف سيارات الإسعاف وتُطفأ السيارات وتتوقف حركة الناس وجميع تركيزهم منصب نحو المعاول التي تحفر.

1

تصرخ أم بالفرق أريد ابنتي وتبكي، قد تكون الصورة أبلغ من ترجمتها إلى أحرف، ولكن المشهد يمنعك من رفع الكاميرا أمام حرمة ما تشعر به.

الجميع يؤكد أنه لا يمكن لوم من ينتظر خروج أبنائه وذويه، ولكن فرق الإنقاذ والمتطوعين يعملون بكل ما أوتوا من عزيمة لإخراج جميع الأحياء.

معجزة

خروج الناس بعد 4 أيام من حدوث الزلزال هو أشبه بالمعجزة في ظل انعدام الأوكسجين والماء والشراب ولكن كله ممكن في موقف يعجز اللسان عن وصفه.

وسط ذلك المشهد الصامت يخرجون شابة حية يطلبون لها الماء الكل ينادي ماء ماء ماء، ثم يطلبون بطانية فتصلهم بثوانٍ فالكل يريد المساعدة.

يصفق الناس لفرق الدفاع المدني لإنقاذهم نفساً جديدة والدموع تنهار من العيون، منادين يارب لإنقاذ البقية.

تعرفت الوالدة التي تنتظر منذ أيام على أعصابها ولكن أغمي عليها فوراً بسبب وضع ابنتها الحرج صحياً، تنقل الفتاة لسيارة الإسعاف ويطلب المنقذون منا الابتعاد وعدم التصوير.

يحاول المجتمعون مساعدة الأم ويطلبون منها الصبر وشكر الله لنجاة ابنتها وسط انتظار نجاة أبنائهم.

1

العمليات قد تستمر لأسابيع

شهدنا إخراج عشرات الأشخاص منذ اليوم الأول لوصولنا إلى هاتاي، لكل شخص من هؤلاء قصة طويلة تحت الأنقاض، عاشوا لأيام بدون حراك أو ماء أو طعام، ولا يعرفون ما جرى فوقهم هل هو زلزال أم قنبلة نووية أنهت كل شيء حولهم قبل أكثر من 72 ساعة.

قال أحد العاملين في فرق الإنقاذ لموقع تلفزيون سوريا، إن فرق الإنقاذ تحاول جهدها ولكن الأمر صعب جداً، لا يمكن استخدام الآليات الثقيلة خشية أن يكون هناك أحد قريب وعدم استخدامها يعني بقاء الناس تحت الأسقف والجدران المنهارة.

وأضاف أخرجنا ثمانية أشخاص من هذا البناء في أنطاكيا نصفهم فقدوا حياتهم والآخرون بحالة حرجة.

وأشار إلى أن "الساعات القادمة ستحمل كثيرا من الآلام رغم أملنا بخروج أي شخص. نعمل ليلاً ونهاراً لم نتوقف أي لحظة ولكن كما ترى حجم الكارثة".

وأكد أن حجم الكارثة أكبر من تخيلها وقد تستمر الأعمال لأسابيع طويلة وحتى ذلك الحين نطلب من الجميع الدعاء والدعم.